عميدة "إعلام القاهرة": التوجهات السياسية طغت على مهنية "BBC".. والقناة ارتكبت جرائم ضدنا
د. هويدا مصطفى
أعربت الدكتورة هويدا مصطفى، عميدة كلية الإعلام جامعة القاهرة، عن استيائها الشديد من السياسات الإعلامية التى تتبناها شبكة «BBC»، فى الفترة الأخيرة، ضد مصر، وقيامها بممارسات غير مهنية، وآخرها استضافة المقاول الهارب «محمد على» عبر شاشتها، لتشويه صورة الدولة.
د. هويدا مصطفى: القناة تتبنى وجهة نظر واحدة وتخدم أجندتها الخاصة.. والصورة الذهنية عنها وهْم وخيال
وقالت «هويدا»، فى حوار لـ«الوطن»، إن التوجهات السياسية طغت على مهنية «BBC»، والشبكة ارتكبت جرائم إعلامية ضد مصر، مؤكدة أن القناة تتبنى وجهة نظر واحدة وتخدم أجندتها الخاصة.. وإلى نص الحوار:
ما رأيكِ فى أداء «BBC» ضد مصر؟
- الشبكة ارتكبت ممارسات غير مهنية، فى الفترة الأخيرة، وظهر تحيزها لأطرافٍ بعينها خلال تناولها الشئون الداخلية فى مصر، وطريقة المعالجة والتغطية لا تتسم بالموضوعية على الإطلاق، وللأسف كنا نتصور أن هذه المؤسسة بقناتها التليفزيونية ومحطتها الإذاعية تحظى بدرجة كبيرة من المهنية، لدرجة أننا كنا نصفها فى وقتٍ ما بـ«مدرسة BBC الإعلامية» نتيجة التزامها بمعايير العمل الإعلامى.
وما تقييمكِ المهنى لهذه الشبكة؟
- القناة باتت تفتقد الكثير من المعايير المهنية، كونها تتبنى وجهة نظر واحدة، ولا تستعين بوجهات نظر الأطراف الأخرى، وذلك يؤكد أن القنوات الدولية لها توجهات ومصالح خاصة، وفى كثيرٍ من الأحيان، تطغى الجوانب السياسية على الأداء الإعلامى، وتتحكم فى طريقة المعالجة التليفزيونية، لذا من الضرورى أن ينتبه الإعلام المصرى لهذا الأمر، وألا ننتظر وجود قناة دولية مُحايدة، لأن كل وسيلة لها أجندتها وتوجهاتها.
هل تعتقدين أن القناة لها أهداف خفية؟
- من الواضح أن التوجهات السياسية طغت على الأداء المهنى لهذه الشبكة، وهذه ليست المرة الأولى التى ترتكب فيها «BBC» جرائم إعلامية ضد مصر، وكانت تفبرك أخباراً، وتعتمد فى رواياتها على بعض الشهود أو الأطراف الذين يمثلون اتجاهاً واحداً، وهذا يُعد إخلالاً بقاعدة الموضوعية.
ما الدور المتوقع من الإعلام المصرى حالياً؟
- رغم الصحوة الإعلامية التى شهدها الإعلام المصرى فى الأسابيع الأخيرة، فإنه يجب عليه القيام بدور أكبر وأعمق، وألا يبقى مُجرد رد فعل فقط، ومن الضرورى العمل على الاهتمام بوعى المشاهدين طوال الوقت، والتصدى للتوجهات التى تقوم بها القنوات المعادية.
هل يمكن اعتبار القناة أداة للاستعمار البريطانى فى مصر؟
- بالطبع، وليست «BBC» فقط، لكن كل القنوات الدولية لها أهداف مُحددة، وتختار المناطق التى تُحقق فيها مجموعة من المصالح السياسية والاقتصادية، وهذا ارتبط بالفترة الاستعمارية، حيث تمت السيطرة على العقول، من خلال إطلاق إذاعات وقنوات موجَّهة باللغة العربية، فى بعض المناطق، بشكلٍ يتلاءم مع أدوات العصر، لتحقيق المصالح بأسلوبٍ ناعم، وهذا ما أدى إلى ظهور نظريات حروب الجيل الرابع وحروب المعلومات.
هل هذه القنوات تهتم بحركة التنمية التى تشهدها مصر؟
- بالطبع لا، فهذه القنوات لا تهتم بفكرة الاستقرار الداخلى وحركة التنمية، ولا تنظر إلى الأخبار الإيجابية، مثل المشروعات القومية، ولكنها تهتم بالأخبار الساخنة مثل الصراعات والاضطرابات، لأنها تجد فيها فرصة لتحقيق انتشار أوسع بين المشاهدين، فضلاً عن تحقيق أجنداتها الخاصة، وخلق توجُّه سياسى مُعين.
دور الهيئة العامة للاستعلامات
من المفترض أن يكون لها دور نشِط مع المراسلين الأجانب لهذه القنوات، وكشف الأكاذيب والشائعات التى تُحاك ضد مصر، لكن المُشكلة تكمن فى ضعف الإعلام المصرى فى الخارج، لذا فهو فى حاجة إلى تطوير، حتى يُحدث تأثيراً لدى المشاهدين فى الخارج، وهذا سيكون من خلال الوجود بشكلٍ أكبر فى المكاتب الخارجية بدلاً من اقتصار الأمر على إصدار بيانات، أو يكون رد فعل فقط على القنوات التى ترتكب ممارسات غير مهنية ضد مصر.
مطلوب من هيئة الاستعلامات الوجود بشكل أكبر فى المكاتب الخارجية بدلاً من سياسة إصدار البيانات والاكتفاء برد الفعل فقط