المنيا: مستشفى حكومي يستقبل "اللقطاء" بدعم أهل الخير والجمعيات الأهلية
طفل مجهول البيانات ينام فى أحد شوارع المنيا
مستشفى «مصر الحرة»، فى المنيا، لم تقتصر جهوده على تقديم الخدمة الطبية للمرضى، وإنما امتد نشاطه إلى استضافة اللقطاء الرضع الذين يتم العثور عليهم فى شوارع المحافظة، وخصص لهم مكاناً يتسع لنحو 50 رضيعاً، ويضم العديد من الأسرة يقضى فيها الرضع فترة الرضاعة كاملة، وتتولى مديرية الصحة توفير كافة أشكال الرعاية الصحية من تمريض وفحص ومتابعة يومية، منذ دخولهم هذا المستشفى الحكومى وحتى نقلهم لدور الرعاية بعد إتمام العامين، كما توفر لهم مديرية التضامن سبل الرعاية والإعاشة اللازمة من مستلزمات وملابس وألبان، من خلال التعاون مع الجمعيات الأهلية وأهل الخير.
مسئول فى الصحة: لدينا 8 رُضع حالتهم جيدة ووكيل "التضامن": يحظون بمعاملة خاصة جداً
مسئول بـ«صحة المنيا» أوضح أن أعداد اللقطاء الرضع دون العامين، الموجودين حالياً بالمستشفى، لا يتجاوز 8 أطفال، جميعهم بصحة جيدة ويحظون بكافة أشكال الرعاية ولا تنقصهم أية مستلزمات، ولم يحدث أن تجاوز عددهم عدد الأسرة المخصصة لهم بالمستشفى وتزيد على 50 سريراً، وأحيانا نفاجأ بقدوم أهل الخير يعرضون المساهمة بدفع أموال لرعاية ومساعدة الرضع.
وأضاف: قبل شهرين عثر الأهالى على رضيعين بمنطقة سكة تلة، وجرى نقلهما إلى أحد المستشفيات لتوفير الحماية والرعاية الطبية اللازمة، موضحاً أن هناك خطاً ساخناً مخصصاً لنجدة الطفل رقمه (16000)، يتلقى بلاغات المواطنين حال العثور على الرضع.
أحمد عبيد، وكيل وزارة التضامن الاجتماعى بالمنيا، أكد أن اللقطاء الرضع دون سن العامين يحظون بمعاملة خاصة جداً، ولا توجد أى شكاوى متعلقة بزيادة أعدادهم فى المستشفى الذى يتم إيداعهم به، فمثل هذه الحالات يتم العثور عليها على فترات متباعدة، موضحاً أن الطفل اللقيط الذى يتم العثور عليه فى الشارع، وعمره أقل من عامين، يودع بالمستشفى بعد تحرير محضر شرطة، ويدون له اسم حركى، وتستخرج له شهادة ميلاد، وبعد مرور عامين ينتقل إلى دور رعاية، حتى يكتمل عمره 18 عاماً، وقد يستمر وجوده داخل دور الرعاية حتى ينتهى من تعليمه الجامعى.
وأوضح أن المنيا معروفة بأهل الخير، الذين يقدمون دعماً لتلك الفئة لرعايتها داخل المستشفى، كما أن «التضامن» تتواصل مع الجمعيات الأهلية مثل «الأورمان»، من أجل المساهمة فى توفير مستلزماتهم أثناء فترة الرضاعة ومنها شراء حفاضات لهم ولبن أطفال وملابس، كما أن الكثير من أهل الخير يقدمون مساعدات لتوفير كافة الاحتياجات الخاصة بهؤلاء سواء الرضع بداخل المستشفى المخصص لهم، أو من يتجاوز عمرهم العامين ويقيمون داخل دور الرعاية.
وأشار أحمد خالد، العضو القانونى بوحدة حماية الطفل بالمنيا، إلى أن العثور على طفل لقيط حديث الولادة أو رضيع دون سن العامين، بمعرفة الأهالى، يتطلب إبلاغ أقرب قسم شرطة، وتحرير محضر، وبعد إنهاء الإجراءات القانونية، يجرى نقله لمستشفى مصر الحرة، مؤكداً أنه قبل أيام تم العثور على طفل لقيط داخل صندوق قمامة، فاتصل الأهالى بالنجدة وتم إبلاغنا، وبالانتقال تبين أن الطفل عمره 5 أيام فقط وتم إيداعه مستشفى مصر الحرة «حكومى»، ليبدأ التعامل معه بشكل سريع، حيث يخضع لفحص طبى شامل: «حال العثور على طفل تجاوز العامين، يتولى فريق أطفال بلا مأوى مهمة الجلوس معه والاستماع له، حتى يشعر بثقة وأمان للحصول على أكبر كم من المعلومات التى قد تقودهم إلى أهله، وفى حالة عدم معرفة الأهلية، يخضع الطفل لمعاملة خاصة وجيدة جداً، داخل دور الرعاية التى يتم إيداعه بها، حيث يقيم داخل غرف نوم على أعلى مستوى، ثم يباشر الأخصائى النفسى التعامل معه بحسب كل حالة على حدة». ولفت إلى أنه فى حالة العثور على طفل فى وضع مخالف للقانون، وهو يقوم بأعمال سرقة على سبيل المثال، فهناك تعامل معه بشكل إنسانى على اعتبار أنه أصبح فى يد أمينة، حتى لا يهرب، وفى هذا الصدد نجد تعاملاً إيجابياً وإنسانياً كبيراً من جانب نيابة الطفل المعروفة سابقاً بالأحداث، خاصة أن هناك كتاباً دورياً أصدره النائب العام بتفعيل التعامل مع وحدات حماية الطفل، وهنا تطلب النيابة كتابة تقرير عن بعض الحالات التى تعرض عليها بكيفية التعامل معها، إذ يعمل الجميع بروح الفريق لصالح هؤلاء الأبرياء، لافتاً إلى أن هناك بعض الحالات يتم إرسالها للقاهرة بالتنسيق مع المجلس القومى للطفولة، وهذه الحالات هى التى يتم العثور عليها وقد تعرضت لانتهاك جسدى.