اقتصاديون: خلفية «منصور» القضائية دفعته لمصارحة الشعب بالوضع الاقتصادى
أشاد خبراء اقتصاديون بمكاشفة الرئيس عدلى منصور للشعب حول صعوبة الوضع الاقتصادى الداخلى والخارجى، لافتين إلى أن الرئيس المقبل سيتحمل إرثاً اقتصادياً ثقيلاً، مؤكدين أن الرئيس المعزول كان يوهم الشعب بتحسن وضع الاقتصاد، مخالفة للحقيقة.
قال الدكتور رشاد عبده، رئيس المنتدى المصرى للدراسات الاستراتيجية والاقتصادية، إن الخلفية القضائية للرئيس عدلى منصور تفرض عليه مصارحة ومكاشفة الشعب بصعوبة الموقف الاقتصادى المصرى، خاصة مع إرسال جماعة الإخوان «الإرهابية» رسائل إلى العالم بأن مصر تمر بمرحلة من الفوضى والانفلات الأمنى من خلال العمليات الإرهابية وإشعال الحرائق واستهداف رجال الشرطة والجيش.
وأضاف «عبده» لـ«الوطن» أن العمليات الإرهابية تسببت فى انخفاض إيرادات السياحة، وفقدان الدولة أكثر من 6 مليارات دولار من دخلها السنوى، وفقاً لما صرح به هشام زعزوع، وزير السياحة، إضافة إلى تراجع حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة، موضحاً أن تصريحات الرئيس المعزول محمد مرسى خلال فترة حكم الجماعة، كانت تشير إلى أنه يتحدث عن اقتصاد دولة أخرى، غير مصر، وأن «مرسى» انشغل بتمكين «الأهل والعشيرة» وعدم اختيار الكفاءات، وأكبر دليل على ذلك تولى هشام قنديل «مهندس الرى» رئاسة مجلس الوزراء وإيهام المصريين بأن الاقتصاد يمر بأفضل مراحله على خلاف الحقيقة تماماً، لأن عجز الموازنة ارتفع إلى 14% من حجم الناتج المحلى الإجمالى، ويعادل 240 مليار جنيه، وتجاوز معدل البطالة نسبة 13%.
فيما أكد فخرى الفقى، مساعد المدير التنفيذى الأسبق لصندوق النقد الدولى، أن الرئيس المقبل لمصر، سيحمل عبء صعوبة الوضع الاقتصادى، وأن مكاشفة ومصارحة الشعب بتدنى الوضع الاقتصادى هى أفضل خيار أمامه، لتفادى الخطأ الذى وقعت فيه جميع الحكومات السابقة بعد ثورة 25 يناير 2011، وأوضح «الفقى» لـ«الوطن» أن الرئيس المقبل إذا كانت له شعبية جارفة ويتمتع بحب الشعب، فذلك يمكنه من مكاشفته، لأنه أفضل خيار لعبور الأزمة بدلاً من المسكنات ولكن بشرط أن يتمتع بالمصداقية بين ما يقوله وما يفعله.
من جانبه، قال علاء السقطى، رئيس «جمعية مستثمرى بدر»، إن تصريحات الرئيس عدلى منصور حول الاقتصاد المصرى متفائلة جداً، وأن مصر لم تتخطَ الوضع الاقتصادى الكارثى بعد، وما زالت تعانى من ضعف الاستثمارات الداخلية والخارجية لشعور المستثمرين بعدم وجود أمن واستقرار يوفر لهم الحماية الكاملة لصناعاتهم التى قد تتوقف فى أى وقت نتيجة عدم توافر متطلبات الإنتاج وأهمها الطاقة.
وأشار إلى أن رؤية الرئيس عدلى منصور للاقتصاد تختلف تماماً عن رؤية الرئيس الأسبق محمد مرسى، فالأول يتمتع باحترام عالٍ للمواطن فى معظم خطاباته، ولم ينكر أبداً فى كلماته المقتضبة أن هناك مشاكل عدة فى الاقتصاد المصرى، أما «مرسى» فكان يتمتع بعدم وجود رؤية شخصية لأى من أركان الدولة أو كيفية إدارتها.