ماذا تغير في الشارع اللبناني بعد 20 يوما من الحراك؟
مظاهرات لبنان
منذ اندلاع المظاهرات في لبنان في 17 أكتوبر، احتجاجا على اقتراح الحكومة فرض ضريبة على الاتصالات عن طريق تطبيق واتساب، حيث خرج آلاف اللبنانيين، وقطعوا طرقا رئيسية في مختلف المناطق، في تحرك موحد لرفع الصوت ضد الحكومة وقرارات فرض ضرائب جديدة عليهم في بلد يشهد أساسا أزمة اقتصادية خانقة.
واندلعت المظاهرات غير المسبوقة منذ سنوات، منذ 20 يوما بعد إقرار الحكومة ضريبة على الاتصالات عبر تطبيقات الإنترنت، ورغم سحب الحكومة قرارها على وقع غضب الشارع، لم تتوقف حركة الاحتجاجات ضد كافة مكونات الطبقة السياسية الممثلة في حكومة الرئيس سعد الحريري.
وعلت مطالب الشارع باستقالتها، في حراك جامع لم يستثن حزباً أو طائفة أو زعيماً، وتصاعدت نقمة الشارع في لبنان خلال الأسابيع الأخيرة إزاء احتمال تدهور قيمة العملة المحلية التي تراجعت قيمتها في السوق السوداء مقابل الدولار، وتوجه الحكومة لفرض ضرائب جديدة وسط مؤشرات على انهيار اقتصادي وشيك.
وعمد المتظاهرون إلى قطع العديد من الطرقات شمالاً وجنوباً، كما احتشدوا بشكل كبير في ساحة رياض الصلح بوسط بيروت، مطالبين بإسقاط الحكومة، وأقدم بعض المتظاهرين على رشق القوى الأمنية بعبوات المياه الفارغة، ما أدى إلى حصول حالة من الفوضى والشغب وسط المدينة، حيث تعالت الأصوات صادحة "الشعب يريد إسقاط النظام"، في حين عمد آخرون إلى محاولة حماية أفراد الأمن ووقف الشغب، عبر تشكيل سلسلة بشرية تفصل بين المحتجين وقوى الأمن.
وفي الثلاثين من الشهر الماضي أعلن رئيس وزراء لبنان سعد الحريري الاستقالة من منصبه، وتوجه إلى القصر الرئاسي لتقديمها إلى الرئيس ميشال عون، وسط احتجاجات اجتاحت البلاد على مدار أسبوعين قبل الاستقالة.
وقال الحريري في كلمة بثها التليفزيون اللبناني، إن لبنان وصل إلى طريق مسدود ويحتاج إلى صدمة لكسر الأزمة، مضيفا "سأتوجه إلى قصر بعبدا لتقديم استقالة الحكومة لرئيس الجمهورية وللشعب اللبناني"، "تجاوبا مع إرادة الكثير من اللبنانيين الذين نزلوا إلى الساحات للمطالبة بالتغيير".
وقوبل إعلان الحريري بهتافات مرحبة واحتفالات بين المحتجين في العاصمة بيروت.
واشترط رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل سعد الحريري، تشكيل حكومة تكنوقراط حتى يقبل تأليفها، كما اشترط لقبول تشكيل حكومة أن تكون خالية من الوجوه السياسية السابقة.
وطالب الرئيس ميشال عون من رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، تصريف الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة.
وعادت "الطرق المغلقة" للواجهة من جديد في مظاهرات لبنان، حيث أغلق المحتجون الطرق في بيروت وأجزاء أخرى من الدولة.
وبعد استقالة الحريري تراجعت الاحتجاجات وأزيلت حواجز الطرق وفتحت البنوك أبوابها لأول مرة منذ أسبوعين يوم الجمعة.
لكن في الساعات الأولى من صباح اليوم، ظهرت حواجز جديدة في طرق بيروت ومختلف أرجاء البلاد مما عطل محاور مرورية رئيسية منها الطريق الساحلي السريع في شمال العاصمة وجنوبها، وألغت المدارس خطط استئناف الدراسة المتوقفة منذ ثلاثة أسابيع.