صور.. دشنا بلد أولياء الله.. 15 مولدا بينهم عشرة في ربيع الأول
يشتهر مركز دشنا، شمال محافظة قنا، بكثرة مقامات أولياء الله الصالحين المنتشرة في كل ربوع المركز، حتى أطلق على هذا المركز من قبل الطرق الصوفية والمحبين والمريدين "بلد الموالد"، ومع بداية مولد خير البرية سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، تبدأ الاحتفالات تباعًا كل في دوره، ورغم أن الطقوس متشابهة تقريبا، إلا أن القائمين على هذه الأضرحة يحرصون كل الحرص على إقامتها في موعدها.
رصدت "الوطن" الاحتفالات والموالد التي تحتفل بها الطرق الصوفية وأهل دشنا على مدار عام هي موالد (الشيخ جلال الكندي، الشيخ حجي، والشيخ جنيدي، الشيخ كحول، الشيخ النعماني، الشيخ عثمان، السنجق، والشيخ عامر، والشيخ نصر الدين"، واحتفالاتهم في ربيع الأول والثاني والشيخ "ناصح" في جماد الثاني، جميعهم في مدينة دشنا.
وقرى ونجوع مركز دشنا لهم نصيب كبير من أولياء الله الصالحين فهم يحتفلون بها في مواعيدها على مدار عام كل بعدد لياليه التي لا تتخطى حاجز 15 يوما، منها الشيخ زرق في نجع رزق والذي يتزامن مع الاحتفالات مع مقام "القنائي" في بداية من شهر شعبان ولمدة خمسة عشر يومًا، والشيخ "النخيلي" في نجع عيد ، ومولد الشيخ "الغلابي" في نجع الدبيات، ومولد الشيخ محمد الأمين، نجع سمرة، ومولد الشيخ "الخطابي" في نجع الجامع، جميعها في قرية السمطا، جنوب مدينة دشنا، أما قرية الجحاريد تحتفل بمقام الشيخ "أحمد".
أبرز هذه الاحتفالات لشيخ جلال الكندي في منطقة العزازية والذي يبدأ من شهر ربيع الأول وينتهي مع يوم مولد رسول الله، بطقوس غريبة حيث يرفع المحتفلون السيوف والأعلام الخضراء من محبي ومريدي الطرق الصوفية في موكب يشارك فيه الآلاف، ويسير الموكب في حلقات طولية تمتد من مقام الشيخ "الكندي" حتى نهاية شارع المركز حتى تصل إلى حيث ما بدأوا، كما يحرص الشيخ يس التهامي على إحياء ليلة من لياليه من كل عام، يليه الاحتفال بالشيخ النعماني في منطقة الخولي ثم الشيخ عثمان، أما أهالي الصعايدة في دشنا يحتفلون بالشيخ "السنجق، لمدة 15 يومًا، ويليه الشيخ عامر في نجع أبوالحمد.
خلال هذه الاحتفالات الممتدة طوال العام تقام فيها حلقات ذكر ومديح وأوتار من الطرق الصوفية والمحبين والمريدين، وعائلات تقيم الخدمات للمحبين والمريدين الذي يأتون من كل مكان، بها تقدم المأكولات من اللحوم والأرز بلبن والمهلبية، وبوفيهات خاصة بكل خدمة تقدم المشروبات الساخنة بكل أنواعها وإن كان الشاي الطاغي ولكن كزائر لك ما تحب كل طلباتك مستجابه حبًا في صاحب المقام.
حركات لا تهدأ من الخدام والزائرين والمترددين الذين يحرصون على جلب أبنائهم الصغار والكبار لزيارة المقامات، كما أنهم يرفهون عن الأطفال بجعلهم باللعب بالمراجيح والألعاب المتعارف عليها في كل الموالد سواء اليدوية أو الكهربائية مثل السيارات المكهربة.
باعة الحلوى لهم نصيب الأسد في البيع من جميع حلوى المولد فهم يتنقلون في كل مولد حتى في حفالات أهالي القرى والنجوع التي تحرص على الاحتفال بليلة واحدة بمولد المصطفى، وما تتجه وتنظر إليه لا تجد موضعا لقدم من كثرة التفاف الأهالي الذي يحرصون على شراء حلوى المولد.
عز حمادة موسى، أحد التابعين للطريقة الشاذلية، يقول إن مركز دشنا في محافظة قنا من أكثر المراكز التي تدار في موالد لأولياء الله الصالحين على مدار عام، لافتًا إلى أن هذه الاحتفالات تكون لإحياء ذكرى مولد صاحب المقام في ليالٍ لا تزيد عن خمسة عشر يومًا ولا تقل عن أسبوع.
وتابع "موسى"، إن الصوفية واحتفالاتها بأولياء الله الصالحين، تحيي الروحانيات بين الأحباب والمريدين وتجدد العطاء لديهم سواء كان بكلمة أو خدمة أو تقديم العون والمدد المالي والمعنوي طيلة عام، مؤكدًا أن الصوفية هدفها التقرب إلى الله بين أبناء الشعب الواحد في حلقات ذكر وطقوس تملاها البهجة والسرور والحب في رسول.
يقول السيد السايح، أحد المحبين والمترددين على الموالد، إن الطقوس مرورا بالخدمات وألعاب العصي (التحطيب) وركوب الخيل (المرماح) وحلقات الذكر والمديح من المشايخ وكبار الطرق الصوفية، حتى التشريفة النهائية لصاحب المقام، هذه الأفعال التي تروح عن نفوس الناس لن تجدها سوى في الموالد.