قراء: لا نشتري إلا النسخ الأصلية.. وآخرون: ليس في متناول أيدينا
محمد طارق
القارئ هو الحاضر الغائب فى أزمة انتشار الكتب المزورة، ورغم أنه ليس طرفاً فى ظهورها، إلا أنه أحد أطراف الظاهرة التى انتشرت خلال الأعوام الأخيرة، وتنوعت آراء القراء بشأن الظاهرة المعروفة بـ«الكتب المضروبة»، فهناك من يعتبرها وسيلته للولوج إلى عالم الأدب والثقافة، بأسعار تناسب ميزانيته الصغيرة، فى ظل موجة الغلاء التى طالت كل شىء، بينما عبر البعض الآخر عن مقاطعتهم لـ«المضروب»، رفضاً لمبدأ التزوير بشكل عام، فهو طريق ألزموا أنفسهم به، حتى لو لم يكن معهم ثمن شراء النسخ التى يرغبون فى قراءتها.
"طارق": أرفض دعم المزور الذى يستولى على حقوق المؤلف
«أنا ضد الكتب المزورة، لدرجة أننى لم أشتر كتاباً فى حياتى إلا إذا كان فى نسخته الأصلية، لأن التسريب يدمر صناعة النشر، ويؤدى إلى خراب بيوت الكثير من العاملين فى مجال التأليف والتوزيع، وغيرها من وظائف مرتبطة بفكرة الكتابة والنشر» هكذا عبر محمد طارق، مهندس معمارى، عن رفضه كقارئ شراء الكتب المزورة، وأكد «طارق» أن «شغفه بالقراءة الذى يصل إلى حد الولع» جعله على دراية تامة بالتكلفة الباهظة التى يحتاجها إنتاج ونشر كتاب: «تكلفة إنتاج وصناعة كتاب فى وقتنا الحالى تحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد والمال، وفكرة أن اشترى كتاباً مزوراً معناها أننى أجعل المزور يستولى على حقوق المؤلف، والموزع، والمصحح، والمحرر بل والعاملين فى المطبعة على الجاهز بل وأحياناً يكسب أكثر منهم، وكلهم أشخاص عاديون ليسوا أثرياء -إذا قمنا باستثناء دور النشر منهم- لكى نأكل عليهم حقوقهم بلغة ولاد البلد، ورأيى ليس توجيهاً لأحد، وليس حكماً على من يقومون بشراء المزور، ففى النهاية لهم ظروفهم الخاصة بهم».
"آيات": الناشر لا يسعى لجذب القارئ"الشحات"
أما آيات جودت، صانعة محتوى إلكترونى، فأكدت أنها كانت تشترى الكتب «المزورة» لفترة من الوقت ثم توقفت عنها تماماً، ولكن بشكل متقطع: «شىء عجيب أن تحظى الكتب المزورة بكل هذا النقد والهجوم، رغم أننا نعتمد فى حياتنا على الكثير من المنتجات المقلدة لماركات تجارية شهيرة، بدءاً من الملابس أو أدوات الميك أب، وصولاً إلى الأجهزة الكهربائية بل وأحياناً منتجات طبية، فكل ما سبق نسكت عنه، ونأتى للكتب المزورة ونصفها بالسرقة وأنها قراءة حرام، مع أن الأحق بكل ذلك الهجوم هو دور النشر التى لا تسعى لاجتذاب القارئ «الشحات»، وأنا كنت أشترى الكتب المزورة لأن سهل الوصول إليها، ولكن بعد فترة بدأت أتفهم الضرر المباشر على الكتاب ودور النشر، وتوقفت وإن كان بشكل متقطع عن شراء المضروب».
أما شيماء أحمد، ربة منزل، فأكدت أنها بحكم إقامتها فى مدينة بنها، فهى لا تجد الكتب الأصلية بسهولة، والنسخ المزورة هى الأقرب لها: «أحب القراءة منذ صغرى، وبالنسبة لى الكتب المزورة رغم أن طباعتها ليست أفضل شىء، ولكننى أستطيع أن أصل لها بسهولة ويسر، سواء على أرصفة الشوارع، أو داخل محطة القطار مع الباعة الجائلين، لكن النسخ الأصلية لا أجدها بسهولة، وعلىّ البحث فى المكتبات حتى أجد ما أريده، كما أن سعرها هو الأنسب بالنسبة لى، مقارنة بأسعار النسخ الأصلية التى تكون فى متناول القارئ السوبر»، ووصفت شيماء تجربتها فى شراء كتب ذات نسخ أصلية، بأنها كانت قاتلة: «فى إحدى المرات ذهبت لشراء كتب من دار النشر نفسها، باعتبار أننى يجب أن أدعم المؤلفين والناشرين الذين أحبهم وأقرأ لهم، ولكن خرجت بكتابين فقط بأكثر من 100 جنيه، ومن يومها إما بقرأ نسخ «هاى كوبى» أو «بى دى إف»، وبعتبر اشتراك النت هو ثمن شراء الكتب».