"صلاح": "لو الكتب غير المزورة رخيصة مش هناكل عيش"
الكتب المضروبة
على رصيف أحد الشوارع، فى ميدان لبنان بالمهندسين، يقف صلاح محمد، 35 سنة، مفترشاً بضاعته المكونة من عشرات الكتب المزورة على الأرض، بجانب كشك به الكثير من الجرائد اليومية والأسبوعية، محاولاً جذب انتباه المارة فى الشارع، أملاً فى بيع عدد من الكتب لجنى بعض الجنيهات تعوضه عن ضعف الإقبال على الجرائد.
«الكلام ببلاش، لكن الصورة هتجيب لى الشرطة وهيئة الرقابة والنتيجة هتكون المصادرة، وفى النهاية هعيش طول الشهر وأنا بسدد ديون الكتب دى»، جملة قالها «صلاح» بعدما وافق على الحديث معنا عن أسباب لجوئه لبيع الكتب المزورة، ومبرراً سبب رفض تصويره تماماً.
بائع: "زبونا فقير وشقيان مايقدرش يشترى نسخة بـ200 جنيه واحنا بنوفرها له بـ25 فقط"
ويرى «صلاح» أن بيع الكتب المزورة يساعد الكثير من الطلبة والمواطنين من محدودى الدخل، الذين ليس فى استطاعتهم شراء النسخ الأصلية منها، وتابع: «أنا وغيرى من بايعين الكتب اللى بتسموها مزورة، زبونا المواطن الفقير الشقيان الغلبان، اللى مش لاقى ياكل، اللى ميقدرش يشترى نسخة بـ100 و200 جنيه، فبنوفرها له بأسعار مناسبة تتراوح ما بين 20 و25 جنيه، وده سبب انتشار هذه الكتب، يعنى لو الكتب أسعارها رخيصة لا أنا ولا غيرى كان هيبقى لينا وجود».
«صلاح» لا يتعامل بشكل مباشر مع مزورى الكتب، لكنه يحصل على حصته منها عن طريق بائع فى منطقة وسط البلد، وآخر فى سور الأزبكية، مؤكداً أنه يعرض من كل كتاب تم تقليده، 3 أو 4 نسخ، إلا أن ذلك لا يمنع تعرضه لمصادرتها أكثر من مرة، وعن هذه التجربة التى تجرده من رأسماله قال: «أحياناً يبلغنا زملاؤنا بوجود حملات تفتيش، فأقوم برفع الكتب وأكتفى بالصحف، وعندما تكون هناك حملة دون إبلاغنا تقوم شرطة المصنفات بمصادرة كل الكتب التى أمتلكها، وتكون النتيجة أنى أسدد ثمنها لمن اشتريتها منه، دون أن أحصل على مقابل، يعنى بدفع فلوس فى الهوا».
«زمان كنت ببيع من جريدة الأهرام وحدها 1500 نسخة يومياً، الآن أبيع 300 نسخة بالعافية، وهناك مرتجع لا يقل عن 50 نسخة، فكيف أعيش بهذا الدخل المذبذب والقليل، أمام أسرة مكونة من زوجة وأطفال، وفى المقابل زبائنى لا يهتمون بوجود أخطاء أو عيوب فى الطباعة، فكل ما يهمهم هو الحصول على نسخة من الكتاب، بسعر مقبول بدلاً من الأسعار المبالغ فيها التى تفرضها دور النشر والمكتبات».