"فى محبة القراء".. هاشتاج لرد الاعتبار إلى القارئ المصري
عدد من أعضاء مبادرة «فى محبة القراء»
أمام الهجوم الشديد على القراء، واتهامهم بالتسبب فى انتشار الكتب المزورة، من جانب بعض الكتّاب، قرر البعض الآخر أنه من الواجب رد الجميل للقراء، وإعادة الاعتبار لهم لأنهم سبب إثراء المحتوى الأدبى سواء بـ«المراجعات» الأدبية التى يقومون بها، أو بتكوين مجموعات لدعم الكتّاب المفضلين لهم، أو بتقديم ترشيحات لأهم وأحدث الكتب والروايات العربية والأجنبية، وذلك من خلال مبادرة وهاشتاج تحت عنوان «فى محبة القراء».
"نادى الأصليين": ندافع عن القارئ لأنه ضحية معركة الكتب المزورة التى تهدف لمصلحة دور النشر والكتّاب
أطلق المبادرة «نادى القراء الأصليين» برئاسة الكاتب إبراهيم عادل، وهى تقوم على تكريم أهم القراء الذين أسهموا فى إثراء الوعى الأدبى والثقافى، من خلال الحديث عنهم ودورهم الإيجابى، مع ذكر أسمائهم: «طول الوقت نتكلم عن الناشر ودوره القوى فى الحياة الأدبية، رغم امتلاكه كافة الآليات والأدوات التى تمكنه من الترويج لنفسه واسمه الأدبى، ونفس الحال بالنسبة للكتّاب الذين يتم الاحتفاء بهم، وبكتاباتهم المختلفة من جميع الهيئات الثقافية والأدبية، بينما القارئ هو الشخص الوحيد فى المنظومة الذى لا يجد من يعبر عنه أو يحتفى به أو يقدر دوره، مع أن القارئ منه وإليه نعود ككتّاب ودور نشر، لذا كانت هذه فكرتنا فى المبادرة».
وأشار «إبراهيم» إلى أن المعركة السائدة حول فكرة الكتب المزورة والأصلية، الهدف الأساسى منها هو مصلحة دور النشر والكتّاب، لذا يكون من الغريب أن يتم فرض محاكم تفتيش للقارئ، ورقابة على ما يفعله، واصفاً القارئ بأنه «ضحية» فى هذه المعركة، وليس جانياً وإلقاء اللوم عليه وحده يعد أمراً غير مقبول: فى المبادرة حاولنا يكون هناك صوت للقارئ، ورابطة تجمع القراء معاً، حتى لو لم يعجب ذلك الكتّاب، فنحن نهتم بذكر اسم القارئ وأهم ترشيحاته أو مراجعاته عن الكتب، على موقع «جود ريدز»، باعتباره أول موقع أدبى يهتم بجمع آراء القراء، بالإضافة إلى موقع إلكترونى آخر هو «أبجد».
انطلقت المبادرة بحسب «إبراهيم» خلال أواخر شهر أكتوبر الماضى، سواء خلال التجمعات الخاصة بنادى القراء الأصليين، التى يتم فيها مناقشة أحدث الكتب والقضايا الأدبية، أو بشكل إلكترونى على الموقع والصفحة الخاصة بهم على «فيس بوك»: «رغم صدور كتابين لى، فهناك عدد من القراء، منهم على سبيل المثال القارئة مى أحمد، أشعر بالتقدير الشديد لها، بسبب المراجعات التى كانت تقدمها على موقع (جود ريدز)، فقد كانت بوابتى على الكثير من الأدب المترجم، وما زلت أذكر أن حبها للكاتب اليابانى هاروكى موراكامى وشغفها به كان أحد أسباب قراءتى لروايته الأشهر (كافكا على الشاطئ)، بالإضافة إلى الكثير من الروايات والمؤلفين والعوالم، حفزتنى (مى) على قراءتها والتعرف عليها من خلال مراجعاتها الثريّة، وآخرين مثل أحمد جمال ودينا نبيل، فالمبادرة تهدف إلى الاعتراف بفضل هؤلاء الجنود المجهولين، حتى لو كان بذكر أسمائهم».
أما الكاتبة سالى حجازى، التى شاركت فى المبادرة بتقديم الشكر لعدة قراء مثل «محمد أمين»، و«يوسف الفرماوى»، فاعتبرت أن مشاركة جميع الكتّاب فى المبادرة أمر طبيعى، فالكاتب قبل أن يدخل مجال الكتابة كان قارئاً شغوفاً: «مثل ما الكاتب عنده رموز فى الأدب والكتابة يحبهم ويتأثر بيهم، فهو لديه نفس الشىء فى مجال القراءة، فمن خلال هؤلاء تفتح عوالم أخرى أمام الكاتب».
وأشارت «سالى»، صاحبة كتب مثل «منديل بترتر»، إلى أنه ليس شرطاً أن يكون هؤلاء القراء على علاقة مباشرة بالعمل فى مجال الكتابة والأدب: «القراء الذين قدمت لهم الشكر، لم توجد مرة رشحوا فيها كتاباً، أو قاموا بمراجعة رواية إلا وكانت بالفعل قوية وقيّمة، وهذا يدل على أن القارئ بالفعل موهوب حتى لو لم يكن من العاملين فى مجال الكتابة والنشر، مثل الفرماوى أو أمين، ورغم أنهم يعملون فى مجال بعيد جداً عن الأدب فإن لديهم قدرة على الانتقاء فى ترشيحاتهم، ولذا كان يجب أن أقول لهم شكراً من خلال المبادرة».