مباراة العراق وإيران.. بين السياسة والرياضة خطوط لم تعد فاصلة
حضور الجماهير العراقية لمؤازرة فريقها
قبيل مباراة منتخب العراق مع نظيره الإيراني في الجولة الخامسة من التصفيات الآسيوية المزدوجة لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023 في كرة القدم، والتي انتهت بفوز العراق بنتيجة (2-1)، كان السفير الأمريكي لدى "بغداد" ماثيو تولر لافتا للنظر مع ارتدائه قميص "أسود الرافدين"، متمنيا فوز العراق على المنتخب الإيراني.
موقف جعل مراقبين يربطونه بالأجواء السياسية المتوترة بين "واشنطن" و"طهران"، ومع سياق الاحتجاجات الساخنة التي يشهدها العراق لنحو شهرين، والتي تندد بما تعتبره تدخلات إيرانية في الشأن العراقي، والتي اعتبرت عن تلك المواقف خلال مباراة الأمس والتي انتهت بالفعل بفوز المنتخب العراقي بهدفين لهدف.
وتعيد الأجواء التي رافقت المباراة مرة أخرى الجدل بشأن العلاقة بين الرياضة والسياسة وخصوصا كرة القدم، التي يبدو أن الخطوط الفاصلة لم تعد موجودة بينهما كما كانت سواء في العلن أو من خلف الكواليس.
مدير "العربي للدراسات": التداخل بين السياسي والرياضي أمر متكرر في الملاعب وقد يرتب أمورا لا تحمد عقباها
"التداخل بين السياسي والرياضي أمر ربما اعتدنا عليه في السنوات الأخيرة"، هكذا علق الدكتور محمد صادق إسماعيل مدير المركز العربي للدراسات السياسية على الأجواء التي رافقت مباراة المنتخبين العراقي والإيراني، وأضاف، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، أن هذا الأمر لم يرتبط فقط بمباراة في المنطقة العربية كمباراة العراق وإيران، وإنما كذلك نراه في الملاعب الأوروبية حينما نرى بعض اللافتات والإيماءات التي تدل على العنصرية تجاه أحد اللاعبين ولكن يتم علاجها.
وقال "إسماعيل": "مباراة العراق وإيران انعكست عليها الأبعاد السياسية على صورة الدولة وليس حيال كرة القدم، السفير الأمريكي حين يرتدي قميص المنتخب العراقي فهو يعبر عن انحياز سياسي للدولة العراقية في مواجهة إيران وليس عن تشجيع فريق كرة قدم".
وتابع: "كان يمكن أن يكون هناك نتائج لا تحمد عقباها نتيجة لذلك، خصوصا مع خروج المباراة من التشجيع في إطار كرة القدم إلى التأييد لمواقف سياسية بعينها".
وقال "صادق": "السفير الأمريكي لم يحضر المباراة وإنما فقط أيد مواقف سياسية من خلال المباراة، ومثل هذه الأمور من شأنها مزيد من إضفاء التشدد والطابع السياسي على مباراة كرة القدم لاحقا".
محلل سياسي عراقي: العراقيون تعاملوا مع المباراة على أن فوز "أسود الرافدين" ضربة سياسية لإيران
"المباراة كانت في أجواء حساسة ذات طابع سياسي وسط هتافات ضد إيران ومطالبات بإسقاط الحكومة العراقية"، بهذه الكلمات وصف المحلل السياسي العراقي وسام صباح أجواء المباراة، وقال، في اتصال هاتفي لـ"الوطن": "الجمهور العراقي ساند لاعبيه بحماس والأخيرين كذلك، كان الهدف الفوز على إيران أيا كان، فالشارع العراقي تعامل مع هزيمة المنتخب الإيراني كأنه ضربة سياسية لطهران بأن العراقيين يمكنهم التغلب على إيران سياسيا ورياضيا ودبلوماسيا".
وقال "صباح": "ما غذى ذلك الوضع هو التدخل الإيراني في العراق، ورفض الشارع العراقي لذلك وسط الشارع العراقي الذي يحتج لأسابيع طويلة، وأيضا خصوصا مع مساندة إيران بقوة للحكومة العراقية، هذا كان واضحا على أجواء المباراة من خلال نصب الشاشات الكبيرة في الساحات التي يتجمع بها المحتجون، وتحولت مشاهدة المباراة إلى مظاهرة سياسية".
وتابع: "الجمهور العراقي ساند منتخب بلاده لقوة ضد إيران كموقف رياضي وفي إطار هذه الحساسيات السياسية".