آثار المنيا المستباحة تنقيب وسرقة وتعديات بالبناء
تتعرض آثار محافظة المنيا، الإسلامية والقبطية والفرعونية والرومانية لهجمة شرسة وغير مسبوقة منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير، حيث اجتاحت أعمال الحفر والتنقيب مناطق أنصنا، والشيخ عبادة، وبنى حسن الشروق، وإسطبل عنتر، فى منطقة البهنسا، جنوب المحافظة والتى تعتبر من أهم المدن المصرية على مر العصور، بداية من العصر الفرعونى، ثم اليونانى، والرومانى، ونهاية بالعصر الإسلامى، وذلك لما تحويه المنطقة من كنوز أثرية إسلامية سواء كانت ثابتة أو منقولة، ونظراً لوجود العديد من قباب الصحابة والشهداء، حيث نزل البهنسا عشرة آلاف عين رأت النبى، صلى الله عليه وسلم، ودفن بها 5000 صحابى، وحضر فتح البهنسا 70 بدرياً ممن حضروا غزوة بدر مع المصطفى «صلى الله عليه وسلم». ويكشف سلامة زهران، كبير مفتشى آثار منطقة البهنسا، أبرز التعديات التى وقعت بالمنطقة منذ ثورة 25 يناير من بينها بناء أسوار، وأحواش، ومقابر على حرم قبة السبع بنات، وتعديات على حرم وتل أثرى فى قبة أبوسمرة، وموقع حفائر البعثة الكويتية، التى أجريت بها أعمال الحفر عام 1985، ونتج عنها اكتشاف مائتى دينار ذهب ترجع لعصر الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله، وهى معروضة بمتحف الفن الإسلامى بالقاهرة، وقال سلامة إن التعديات تتمثل فى الحفر والبناء، ورفع تربة من التل الأثرى، وتعديات على حرم قبتى يحيى البصرى، وعبدالرحمن بن أبى بكر، وبناء أسوار ومقابر بالبلوك الحجرى والأسمنتى، إضافة إلى البناء على موقع حفائر المجلس الأعلى للآثار، لافتاً إلى أن هذه التعديات قضت على الآثار والحرم ومواقع الحفائر. ويؤكد كبير مفتشى آثار البهنسا، أن الإهمال الجسيم ضرب عدة قباب أثرية بالمنطقة، ومنها قبة خولة بنت الأزور، وقبة محمد بن عقبة البدريين، ومسجد الحسن الصالح بن على زين العابدين بن الحسين بن على بن أبى طالب، وقبة الأمير زياد بن الحارث بن عبدالمطلب، والتى ترجع إلى العصر العثمانى وهو الذى حمل راية فتح «البهنسا»، وكان شجاعاً ماهراً، وقبة أبوسمرة، وهو أحد علماء الأزهر فى العصر المملوكى، وهى بحالة سيئة جداً وأوشكت على الانهيار، وذلك لتوقف أعمال الترميم والصيانة وكثرة الشروخ. وأضاف أن الإهمال طال الآثار الرومانية والقبطية والفرعونية أيضاً، بمناطق أنصنا، والشيخ عبادة بمركز ملوى، وإسطبل عنتر وبنى حسن الشروق بمركز أبوقرقاص جنوب المحافظة، لافتاً إلى نشاط ملحوظ فى عمليات التنقيب والسلب والنهب بشكل ممنهج ومنظم منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن، وقبل نحو أسبوعين فقط تمكنت مباحث الآثار بالمنيا، من ضبط تشكيل عصابى يضم 20 شخصاً، تخصصوا فى التنقيب عن الآثار بمنطقة إسطبل عنتر، وبنى حسن الشروق التابعتين لمركز أبوقرقاص، لسرقة الآثار والاستفادة منها بالبيع بالمخالفة للقانون رقم 117 لسنة 1973.[FirstQuote]
وقال مفتش آثار بمركز ملوى «طلب عدم ذكر اسمه» إن منطقة أنصنا والشيخ عبادة شمال دير أبوحنس، كانت الضاحية القبطية لمدينة أنطونيو بوليس، والتى أنشأها الإمبراطور هادريان سنة 130 ميلادية، وكانت مدينة مهمة فى العصر الرومانى وكان يتمتع شعبها بمزايا عدة دون باقى المناطق الأخرى، وهى تحتل مكانة كبيرة فى التاريخ الكنسى لكونها تسمى مدينة الشهداء، حيث كانت مقراً للإمبراطور أدريانوس، والذى قتل وعذب معتنقى المسيحية فى عصر الاستشهاد عام 284م، كما أن المنطقة غير مؤمنة تماماً وغير مراقبة من الأمن، وتتعرض لأعمال تنقيب مستمر.