المفتي يحذر من الشائعات: خطر على الأمن الفكري والمجتمعي
الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية
دعا الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، الشباب إلى الاعتناء بتحصيل العلم كونه السبيل إلى تقدم الأمم وازدهارها، ولفت إلى أنّ صلب الرسالة المحمدية تمثل في أول كلمة جاء بها الوحي "اقرأ" إيذانًا بأنّ رسالة الإسلام هي رسالة العلم في المبدأ والأساس.
جاء ذلك خلال اللقاء المفتوح الذي عقدته جامعة الفيوم اليوم، بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، بحضور أعضاء هيئة التدريس والعاملين والطلاب، ضمن الفعاليات والأنشطة التي تنفذها جامعة الفيوم للطلاب لتنويرهم ومشاركتهم البناءة والفعالة.
وأكد المفتي دور الأخلاق إلى جانب العلم في تأسيس المجتمع السليم والأمة الفاضلة، وهو الدور الذي نيط بالأنبياء أن يؤدوه وتواصوا به على مدار التاريخ البشري، وجاء خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم ليؤكد هذا الدور فقال: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
وتابع: "كانت أخلاقه صلى الله عليه وسلم مصداقًا لما بعث به، فكان كما وصفته عائشة رضي الله عنها، خلقه القرآن، حيث لم يعنف أيًّا من زوجاته ولم يسيء عشرتهن، وسنَّ معيار الخيرية في المجتمع للمعاملة الأسرية الطيبة في كلمات جامعة، فقال: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)".
وزاد: "نحن في حاجة إلى التآسي بهذا المنهج النبوي في تعاملاتنا مع الآخرين، حتى تستقيم حياتنا على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يدعو إلى التعمير والبناء لا الهدم والخراب، حتى في أحلك الظروف، كما يتبين من سيرته ووصايا خلفائه الراشدين لأمراء السرايا في الجهاد، من ذلك (ألا يغلوا ولا يقتلوا امرأة ولا صبيًّا ولا شيخًا كبيرا ولا مريضا ولا راهبا، ولا يقطعوا مثمرا...) إلى آخر هذه الوصايا التي تفيض بالحث على العمران وتجنب الخراب في أكبر مواطن الخراب مظنة، وهي الحرب".
وأضاف قائلًا: هذه هي أخلاق النبي وسلفنا الصالح التي ندعو إلى التآسي بها لإعادة بناء المجتمع بناءً نفسيًّا وروحيًّا وماديًّا، فإذا اجتمع إلى هذه الأخلاق علوم الدين والدنيا، مع اعتقاد أنّها جميعًا فرض على المجتمع يجب تحصيله، كفل لنا ذلك النهوض والتقدم واللحاق بركاب الحضارة.
وحثّ المفتي على تحصيل ذكرى المولد النبوي في استلهام سيرته العطرة وعدم الالتفات لمن يقول ببدعية الاحتفال بها، إذ كان صلى الله عليه وسلم أول من احتفل بمولده الكريم، وكان يصوم يوم الاثنين ويقول: ذاك يوم ولدت فيه.
وحذر علام من التعاطي مع كل ما يلقى على مواقع التواصل الاجتماعي والشبكات العالمية، لأنّها في الأخير تجمع الغث إلى السمين، وتسمم عقول الشباب بمعلومات خاطئة قد تؤثر على الأمن الفكري والمجتمعي، مشيرًا إلى خطر الشائعات على استقرار المجتمعات كونها تمثل إحدى أدوات حروب الأجيال الحديثة التي تسعى لزعزعة الاستقرار والأمن في المجتمع.