عشرات الصحفيين الفلسطينيين ينددون بحظر أنشطة التلفزيون بالقدس
عناصر من جيش الاحتلال الإسرائيلي
شارك عشرات الصحفيين الفلسطينيين، اليوم، في وقفة تضامنية، أمام مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في مدينة رام الله، للتنديد بقرار الاحتلال الإسرائيلي حظر أنشطة تلفزيون فلسطين في مدينة القدس العاصمة، واستدعاء مراسلته كرستين ريناوي للتحقيق.
ورفع الصحفيون والمتضامنون، لافتات أكدت أن كل إجراءات الاحتلال الإسرائيلي لن تنجح في منع الحقيقة من الوصول، ولن تحجب جرائمه بحق الصحفيين، ولن تمنع الزملاء من نقل ما يجري بحق أبناء الشعب الفلسطيني خاصة في العاصمة المحتلة، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء "الشرق الأوسط".
وأكد المشرف العام على الإعلام الرسمي الفلسطيني الوزير أحمد عساف، في كلمته، أن الهيئة لن تعترف بقرار الاحتلال وستواصل العمل في مدينة القدس.
وقال، إن هذه الوقفة تعبر عن أصالة الصحفي الفلسطيني وانتمائه لقضيته ، واعدًا بأن يبقى الإعلام الرسمي وفيا ومنحازا للشعب الفلسطيني وقضيته، من خلال نقل الحقيقة وتعرية الاحتلال وسياسته التهويدية.
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أغلقت أمس، مكاتب مؤسسات فلسطينية عدة عاملة في القدس الشرقية المحتلة لمدة ستة أشهر تتهمها بتنفيذ أنشطة تتعلق بالسلطة الفلسطينية وفق ما أفاد ممثلون لتلك المؤسسات.
وتمنع إسرائيل أي مظهر سيادي للسلطة الفلسطينية في مدينة القدس.
وشملت قرارات الإغلاق، مكتب تلفزيون فلسطين ومقره رام الله، ومكتب مديرية التربية والتعليم الفلسطينية، والمسجد الرصاصي في البلدة القديمة، في حين أنها لم تشمل مكتب شركة الارز للانتاج التلفزيوني في مدينة الناصرة شمال البلاد، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس".
من جانبه، فنَّد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، اليوم، مزاعم حكومة الاحتلال الإسرائيلية بخصوص صحة قرار إغلاق المؤسسات الفلسطينية في القدس الشرقية.
وكانت سلطات الاحتلال، ادعت أمس، أنها أغلقت مكتب مديرية التربية والتعليم، والمركز الصحي العربي، وحظرت أنشطة تلفزيون فلسطين في القدس المحتلة، باعتبارها مخالفة لاتفاق 1993.
ونشر "عريقات"، رسالة من وزير الخارجية الإسرائيلي حينئذٍ شيمون بيريز إلى وزير الخارجية النرويجي يوهان هولست، مؤرخة بـ11 أكتوبر 1993، حول المؤسسات الفلسطينية في القدس، وأكد بيريز -في رسالته إلى هولست- أن "المؤسسات الفلسطينية في القدس الشرقية وكذلك مصالح فلسطينيي القدس الشرقية ومنافعهم تعتبر على درجة كبيرة من الأهمية، وسيتم الحفاظ عليها".
وأضاف بيريز: "وبناء عليه، فإن جميع المؤسسات الفلسطينية في القدس الشرقية -بما فيها المؤسسات الاقتصادية، والاجتماعية، والتعليمية، والثقافية والأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية- تؤدي مهمة حيوية للفلسطينيين".
وأضاف، غني عن القول إننا لن نعيق نشاطها، وبالعكس، فإننا سنقوم بتشجيعها على تأدية هذه المهمة.
وذكَّر عريقات بنص البيان الذي ألقاه بيريز حول القدس أمام الكنيست الإسرائيلية بتاريخ 9 سبتمبر 1993، والذي قال فيه: "إن إسرائيل تعترف بالأهمية الدينية للقدس بالنسبة لجميع الديانات النبوية، وتحترم قيمتها الفريدة في الحياة الروحية واليومية لليهود، والمسلمين، والمسيحيين، ولقد التزمنا وسنظل ملتزمين التزاما قويا بحرية العبادة المطلقة ومواصلة المؤسسات الدينية والروحية في القدس لأدائها لمهامها".
وتابع بيريز: "سنواصل احترام الحياة الدينية في المدينة بمختلف جوانبها، وسنسعى لتوسيع نطاق الحوار الذي نجريه مع المؤسسات الدينية المختلفة، كما سنواصل الامتناع عن اتخاذ أي إجراء من شأنه أن يشكل تعديا على حرية العبادة والوصول إلى الأماكن المقدسة، أو يمكن أن يلحق الأذى بمشاعر الجماعات والطوائف الدينية المختلفة وبحساسياتهم، وينطبق ذلك على جميع سكان المدينة ومن يحجون لمزاراتها (لأماكنها المقدسة)".