عودة "الدواعش".. خطوة تؤرق الدول الأوروبية
عناصر بتنظيم "داعش" الإرهابي.. صورة أرشيفية
تبقى عودة مقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي إلى بلدانهم الأصلية مسألة تؤرق كثيرا من الدول خصوصا تلك الأوروبية بشأن إمكانية عودتهم، فضلا عن أن الدول التي تتواجد بها هذه العناصر تريد التخلص منهم كونهم يشكلون عبئا أمنيا رغم وجودهم خلف القضبان.
وفي هذا السياق، جاءت تصريحات رئيس الشرطة الإيطالية فرانكو جابرييللي، أمس، لتعكس هذه المخاوف، إذ قال إن عودة "المقاتلين الأجانب" إلى بلاده، محتملة ولكن ليست حتمية، وشدد على أن احتمال عودة "المقاتلين الأجانب"، بعد دحر "داعش" وخسارته لمعظم الأراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق، "يضيف المزيد من عناصر القلق".
وأكد الوزير الإيطالي أنه في هذا العالم المفعم بالمخاطر، يبقى "الشيء الأكثر أهمية، هو الوعي والمعرفة لتحديد حجم المشكلات بما يتجاوز المخاوف والاستغلال. من المهم أن نفهم ليس فقط من هم الأعداء، ولكن في أي سياق يمكن أن ينضموا".
من جهته، قال المحلل السياسي العراقي حازم العبيدي، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، إن مسألة عودة عناصر "داعش" من سوريا والعراق إلى بلدانهم الأصلية أو بمعنى أصح تسليمهم إلى بلدانهم خصوصا الأوروبية سيكون وفق حسابات سياسية وربما منافع مالية.
وأوضح "العبيدي": "ربما يتم التوصل إلى اتفاق مع الدول الأوروبية للإبقاء على هؤلاء الدواعش داخل سوريا والعراق وعدم عودتهم إلى أوروبا نظير مبالغ مالية يتم التوافق عليها، أو ربما نظير بعض المساومات السياسية".
وأضاف المحلل السياسي العراقي: "أعتقد أن هؤلاء الدواعش بشكل الأحوال يجب محاكمتهم، وأن يخضع الأمر وفقا للقانون، وفي الوقت ذاته يجب أن تتحمل الدول الأوروبية المسئولية".
بدوره قال عبدالعزيز شرف الدين عقوبي الناشط الحقوق التونسي، في اتصال لـ"الوطن"، إن "مسألة عودة عناصر داعش الإرهابي وتسليمهم إلى بلدانهم الأصلية تبقى واحدة من المسائل المعقدة لمرحلة ما بعد هزيمة التنظيم وتثير الجدل الكبير حولها".
وأضاف "عقوبي": "الدول الأوروبية لديها مخاوف من عودة هؤلاء، وما إذا كانت ستكون هناك إمكانية لإعادة تأهليهم مرة أخرى، خصوصا عندما يتعلق الأمر بأطفال التنظيم، على سبيل المثال في فرنسا هناك من يطرح مسألة وضعهم في مراكز تأهيل حتى وقت ما ليصبح مواطن صالحا، وهناك من يتحفظ على الأمر ذاته في نفس الوقت".
وتابع: "هناك من يرى أن هؤلاء إن عادوا سيعمدون إلى عمليات إرهابية، أو ربما تشكل عودتهم تحفيزا لبعض العناصر والخلايا النائمة".