وراء الإنجاز الذي حققه منتخب مصر الأولمبي في الحصول على بطولة أمم أفريقيا تحت 23 عامًا، أمس الجمعة، جهود عظيمة جعلته يظهر بالشكل المشرف الذي كان عليه سواء على مستوى الأداء أو التنظيم أو الإعلام، ومن بين مئات المشاركين كانت لتجربة مريم عبدالحكيم، الفتاة العشرينية، قصة جعلت من ذلك الحدث ذكرى ستظل محفورة في ذاكرتها.
"أسبوعان من أحلى التجارب في حياتي".. بهذه الجملة وصفت مريم عبدالحكيم، خريجة كلية الإعلام جامعة القاهرة، تجربتها كمترجمة للمؤتمرات الرياضية التي تنعقد على هامش مباريات البطولة، كونها تتقن اللغتين الإنجليزية والفرنسية، بحسب حديثها مع "الوطن".
مهمة "مريم"، في البطولة كانت بالنسبة لها تحدي كبير، نظرا لأنها تحمل على عاتقها أهمية الترجمة السليمة من العربية للإنجليزية والفرنسية والعكس، الأمر الذي ينقله جميع الوسائل، معلقة: "لازم أركز جدا لنقل التصريحات بدقة أمام 100 مليون مصري ".
وتلك المشاركة، لم تكن الأولى لـ"مريم" فسبق وأن شاركت كمتطوعة في لجنة الإعلام ببطولة الأمم الأفريقية، التي أقيمت على الأراضي المصرية في شهر يونيو الماضي، ووقتها كان دورها ينحسر في تسهيل مهام جميع الإعلاميين غير الناطقين باللغة العربية، لكن الأمر انعكس مع بطولة المنتخب الأولمبي؛ لتصبح مترجمة للمؤتمرات الصحفية.
وصفت "مريم" تلك التجربة بالمهمة والمؤثرة والتي أثقلتها مهارات عديدة، لكن خلف ذلك مواقف صعبة واجهتها من بينها ضغط عملها مع التواجد المبكر في الاستاد، راوية أحد المواقف التي تعرضت لها بسبب التأخير مما جعلها تلجأ للجري خوفا من انتهاء الماتش وبدء المؤتمر الصحفي، قائلة: "المواصلات زحمة واضطريت انزل أجري في شوارع مدينة نصر للاستاد وأنا بعيط، وأول ما وصلت دخل هدف تعادل ولعب الفريق ركلات الترجيح".
أما عن أكثر اللقاءات التي لن تنساها "مريم"، هو رؤيتها لـ ريجوبيرت سونج، نجم الكاميرون السابق، معبرة عن حبها له خاصة أنه يذكرها بمنتخب مصر عام 2008.
أما عن لحظة تتويج المنتخب المصري، عبرت "مريم" عن سعادتها خاصة مع إحراز هدف الفوز، وهي متواجدة داخل "مقصورة" الإعلاميين، واصفة نفسها بمشجعة من الدرجة الثالثة؛ لتنتقل فيما بعد للترجمة دون إظهار ذلك الحب حتى تفصل بين انتمائها وما تنقله للجمهور.
وعادة ما تتواجد "مريم" ورفقائها قبل المؤتمرات بـ5 ساعات للاستعداد لجيمع الأمور، حيث إن ليلة المباراة ينعقد 4 مؤتمرات مع جميع الفرق المشاركة، فضلا عن المؤتمر الذي يلي المباراة، مشددة على أن من عوامل نجاح أي حدث هو الإعلام والتنظيم الجيد.
ومع إعلان صافرة النهاية، اجتاح "مريم" شعور الحزن نظرا لانتهاء تلك التجربة المؤثرة على حد وصفها، تاركة الاستاد والأماكن التي تواجدت بها بنظرة الوداع الأخيرة على أمل اللقاء مرة أخرى في تجربة جديدة.
تعليقات الفيسبوك