إقبال كبير على عروض "سينما الغد".. وإدارة المهرجان تواجه الزحام بعروض "سينما الهناجر"
مشهد من فيلم أمين
تشهد مسابقة سينما الغد للأفلام القصيرة، أحد البرامج الموازية لمهرجان القاهرة السينمائى، فى دورته الحادية والأربعين، برئاسة المنتج محمد حفظى، إقبالاً جماهيرياً كبيراً، إذ تنفذ التذاكر قبل انطلاق العروض بأربع وعشرين ساعة تقريباً، حيث تضم 21 فيلماً من 13 دولة حول العالم، من ضمنها 5 أفلام مصرية داخل المسابقة.
وجاءت المشاركة المصرية بالمسابقة هذا العام بخمسة الأفلام، منها «أمين» و«البحث عن غزالة» و«فخ» و«بحر من الرمال».
وتواصلت «الوطن» مع الناقد أندرو محسن، رئيس «سينما الغد»، وبعض صنّاع الأعمال المصرية، للاطلاع على كواليس المسابقة وتفاصيل الأفلام.
أندرو محسن: السينما السعودية مفاجأة كبيرة لى كونها تطورت فى وقت سريع
وبدوره، قال الناقد أندرو محسن، رئيس مسابقة «سينما الغد»: «استقبلنا 1100 فيلم، بجانب الأفلام الأخرى التى طلبناها، لتبدأ مرحلة الفلترة، لنستقر فى النهاية على 21 فيلماً قصيراً فقط»، مضيفاً أنه كان يرغب فى اختيار 25 فيلماً: «بسبب العدد الكبير للأفلام، وقع الاختيار على 16 فيلماً فى بداية الأمر، لكن قررت وصول العدد إلى 20 عملاً، حتى تكون المنافسة أقوى والمستوى أفضل»، لافتاً إلى معايير اختيار الأفلام، بأن تكون ذات جودة فنية عالية، فضلاً عن تحقيق التنوع الجغرافى للأفلام المشاركة، واختيار أعمال تُعرض للمرة الأولى عالمياً أو دولياً من خلال المهرجان، وكذلك إحداث تنوع ما بين روائى وتسجيلى وتجريبى وتحريك.
الفيلم القصير ما زال يواجه صعوبات عدّة.. وحنان مطاوع تشعر بالمسئولية تجاه المسابقة
وكشف عن التحديات التى واجهته طوال فترة التحضير، وأولها هو رؤية الأفلام التى استقبلها المهرجان، والتى تجاوزت الألف، وكذلك الحفاظ على الصورة العامة للمسابقة، وكذلك نقل العروض من سينما الهناجر، إلى مسرح الهناجر، بسبب استيعاب أكبر عدد من الجمهور: «نفاد التذاكر العام الماضى كان أمراً متكرراً، لذلك قررنا نقل العروض إلى القاعة الأكبر، وبالرغم من ذلك نفذت التذاكر أيضاً».
وأشار «أندرو» إلى مشاركة السعودية فى «سينما الغد» لأول مرة: «المملكة لديها أجيال درست السينما فى الخارج، وذلك انعكس على شكل السينما السعودية التى باتت تظهر، مؤخراً، على مستوى عالٍ من الاحترافية، وذلك بمثابة مفاجأة كبرى لى، وكنت أعتقد أن السينما هناك سوف تستغرق وقتاً طويلاً لتظهر على مستوى جيد كونها منطلقة قبل فترة قصيرة، لكن هناك مواهب حقيقية استغلت الفرصة فور إتاحتها».
وأوضح أن مصر تشارك فى المسابقة بخمسة أفلام، دفعة واحدة، عكس الدورة الماضية، كانت من خلال 3 أعمال فقط: «رغم زيادة العدد، لكن ما زالت هناك صعوبات تواجه صُنّاع هذه النوعية من الأفلام، وكذلك يستغرق بعضهم وقتاً طويلاً لصناعة فيلم قصير، وقد يكون ذلك لمشاكل إنتاجية أو محاولات لجلب دعم من أكثر من جهة»، متابعاً: «نجحنا فى اختيار 5 أفلام، من بين عشرات الأعمال كان مستواها أقل من المتوسط»، مؤكداً أنه راضٍ عن جميع الأفلام المشاركة فى المسابقة.
وفسّر أسباب اختياره الفنانة حنان مطاوع، كعضو لجنة تحكيم مسابقة «سينما الغد»، قائلاً إنها واحدة من أفضل الممثلات فى جيلها، ولديها تاريخ فنى جيد، فضلاً عن قدرتها على المشاهدة بشكل جيد وشعور بالمسئولية تجاه المسابقة وتركيزها على أدق التفاصيل.
مخرج فيلم "أمين": شخصية البطل دفعتنى لتحويلها إلى فيلم وأطمح لمشاركة العمل فى مهرجانات عدّة حول العالم
ومن ضمن الأفلام المصرية، يأتى فيلم «أمين» للمخرج أحمد أبوالفضل، الذى أكد أن الفكرة التى قامت عليها قصة الفيلم منذ البداية بوجود نسخة نادرة لآخر دقائق قام بتصويرها المخرج شادى عبدالسلام وتم سرقتها بأنها قصة خيالية ولم تحدث: «فكرة العمل الأساسية وقصته قائمة على شخصية الشاب أمين وليس الحدث».
وأوضح «أبوالفضل» أن شخصية «أمين» منذ البداية أثارت إعجابه لتحويلها لفيلم، وهى خاصة بشاب فى منتصف عمره ولم يحقق ما يهدف إليه. ويطرح الفيلم تساؤلاً: كيف عاد أمين لينظر لحياته الماضية بسخط شديد وندم، وبأن أمين كان متصالحاً مع نفسه وظل يشعر بالندم لما اقترفه فى حياته؟
وقال «أبوالفضل» إنه بالرغم من حالة السخط والندم التى عاشها أمين فإنه لم يشعر بارتكابه لأى جريمة بسرقته للنسخة النادرة فهو يرى أنه يحميها من التلف، لافتاً إلى أنه يطمح لرؤية عدد كبير من الجمهور المصرى والعربى للفيلم ويشارك فى العديد من المهرجانات بداخل مصر وخارجها.
بسام مرتضى: مشاركتى فى المهرجان كممثل ومخرج تجربة مميزة واستعنت بلاجئ سودانى فى "البحث عن غزالة"
وجسد خلال أحداث الفيلم شخصية «أمين» الفنان والمخرج باسم مرتضى. وعن اختياره للمشاركة فى الفيلم أوضح بسام مرتضى لـ«الوطن» أن مخرج الفيلم أحمد أبوالفضل هو صديق وزميل له وأنهما عملا معاً على عدد من المشاريع السينمائية السابقة، وعرض على السيناريو وكان يرى بأننى مناسب لتجسيد شخصية أمين ومعه كاتب الفيلم أيضاً.
وأكد «بسام» أن تلك هى تجربته التمثيلية الأولى بشكل احترافى، وعن تجربته أوضح أنه يراها تجربة ممتعة وأسهل من الإخراج لأنها أقل توتراً بالنسبة إليه، وأضاف أن متعة التجربة فى أنك ترسم ملامح الشخصية التى تؤديها وتدخل فى أدق تفاصيلها، وعن عمله كمخرج بالأساس وهل من الممكن أن يكرر فكرة التمثيل مرة أخرى أكد «مرتضى» أنهم كمجموعة شباب يعملون بالمجال السينمائى والأفلام القصيرة يساعدون بعضهم البعض فهو أحيانا يكتب ويخرج ومن الممكن أن يشارك بالتمثيل فى فيلم آخر.
ويشارك فى المسابقة أيضاً فيلم «البحث عن غزالة» للمخرج بسام مرتضى، الذى أكد أنه يعمل منذ فترة على أول مشروع فيلم روائى طويل له باسم «غزالة»، إذ بدأ بعمل «كاستينج» لاختيار الممثلين بالفيلم وأن يكونوا بالفعل لاجئين، وأثناء عمله على تكوين فريق العمل التقى بـ«ريكو» وهو شاب كوّن فرقة كرة قدم للأطفال السودانيين اللاجئين بالفعل ولديه خبرة بالرياضة نفسها ومن هنا جاءت فكرة «البحث عن غزالة» وتنفيذها بالفعل، واصفاً مشاركته بالمهرجان كممثل ومخرج بأنه يشعر بسعادة حينما علم بقبول الفيلمين للمشاركة والمنافسة على المسابقة لذلك تعتبر دورة هذا العام مختلفة بالنسبة له.
ندى رياض: فريق العمل انسحب بعد انتهاء تصوير نصف الأحداث.. وأسعى لاستكشاف قضايا المرأة المصرية الاجتماعية والعاطفية
من جانبها، تقول ندى رياض، مخرجة الفيلم المصرى القصير «فخ»، إن هذه المشاركة هى الأولى لها فى «القاهرة السينمائى»، إذ ترى أنه شىء يدعو للفخر، كون الفيلم يُعرض للمرة الأولى على مستوى الوطن العربى فى بلد صناعته.
وكشفت «رياض» كواليس صناعة «فخ»، لاسيما أنه استغرق منها وقتاً طويلاً: «أعمل على هذا الفيلم منذ 2016، بداية من مرحلة الكتابة، وذلك يُعد فترة طويلة جداً لصناعة فيلم قصير، وحصل على جائزة من مؤسسة روبرت بوش للإنتاج الألمانى العربى المشترك، قبل عامين، إذ حصلت على دعم مالى كبير، فضلاً عن الدافع المعنوى بشأن البدء فيه، لافتة إلى أنه تم تصوير الفيلم مرتين: «فى المرة الأولى وقعت مشاكل عدّة، لعل أبرزها هو انسحاب فريق العمل، بعد انتهاء تصوير نصف الفيلم تقريباً، كونه غير مُتقبل الفكرة أو تناوله للعلاقات المسيئة، لذلك تم وقف التصوير لفترة، فضلاً عن إهدار مبالغ مالية ضخمة.. لذلك استعنت بفريق عمل مؤمن بالفكرة، ولا يرغب فى تقديم أى تنازلات إبداعية».
وأكدت أنها لم تكن مترددة من تقديم الفكرة: «أعتقد أن الجمهور بات أكثر تحرراً من صُنّاع السينما أنفسهم، وحريصاً على مشاهدة أعمال غير نمطية وهذا يعكس اعتقادات البعض بأن الجمهور يرفض الأفكار الجديدة المتطورة، مُبررة ذلك بتفاعل الجمهور مع الفيلم، وقت عرضه فى المهرجان: «المُشاهد لديه رغبة فى رؤية أفلام ليست تجارية أو تسرد بطريقة غير معتادة»، لافتة إلى أن هدفها الرئيسى من «فخ» هو فتح مساحات نقاشية بين الجمهور ورؤيته من زوايا مختلفة: «هذا الفيلم من المجتمع المصرى، والأهم هو التفاعل مع القضية وليس بالضرورة الإشادة به»، لافتة إلى أنها تسعى لاستكشاف موضوعات من وجهة نظر المرأة، سواء اجتماعية أو عاطفية أو غيرها، و«هذا ينعكس على طبيعة عملى سينمائياً».