منتج "نوم الديك في الحبل": صورنا الفيلم بكاميرا واحدة دون "مايك" أو إضاءات.. وميزانية الفيلم قليلة جدا
قاسم أمين
شارك المنتج السودانى الشاب قاسم أمين فى الدورة الـ41 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، بفيلمه التسجيلى الطويل الأول «نوم الديك فى الحبل» للمخرج سيف عبدالله، الذى نافس فى مسابقة «آفاق» السينما العربية مع 12 عملاً سينمائياً، حيث يوثق الفيلم للحياة اليومية لمجموعة من اللاجئين السودانيين بالعاصمة المصرية القاهرة.
وقال المنتج السودانى: يحاكى فيلم «نوم الديك فى الحبل» الذى يعنى اسمه «إنسان يحاول النوم واقفاً» حالة التعلق ما بين النوم والاستيقاظ التى يعانى منها اللاجئون السودانيون الذين يعيشون فى القاهرة، من خلال 4 وجوه يمكننا أن نراها يومياً دون الالتفات كثيراً إليها، وهم «على وزينب وتاج وعماد»، أى حاولنا إبراز جانب آخر من المدينة بعدسة صانع سينمائى قرر أن يُنقب فى أعماقها ليجعل من مهمَّشيها أبطالاً على شاشة السينما.
قاسم أمين: ننتظر عرضه فى مهرجان "خرطوم الفيلم العربى" خلال شهر مارس المقبل
وأضاف «قاسم» لـ«الوطن»، أن فكرة الفيلم بدأت من خلال المخرج والمنتج سيف عبدالله، بعد شعوره بأن الشباب السودانى يواجه أزمة حقيقة بشأن الهوية، حيث إن موطنه الأصلى السودان لم يقبله، وبلده الذى يعيش به حالياً لم يعطِه بعض حقوقه التى يتمناها، وقررنا أن نقدم القصة من خلال 4 شخصيات أساسية نسرد من خلالها جميع المشكلات التى يمرون بها. وعن فكرة الاستعانة بشباب غير محترفين فى التمثيل، قال: «ميزانية الفيلم ضعيفة، بالإضافة إلى أننا أردنا نقل الواقع كما هو، لذا اعتمدنا على أصدقائنا السودانيين الذين يعيشون فى مصر، بالإضافة إلى أننا لم نستطع استخراج التصاريح اللازمة لتصوير الفيلم، فاعتمد التصوير على كاميرا واحدة فقط بدون «مايك» أو إضاءات، لذلك فإننا قدمنا الفيلم بأقل الإمكانيات المُتاحة، حيث إنه تم مونتاج الفيلم فى الأيام الأخيرة قبل عرضه بمهرجان القاهرة».
الفيلم يحاكى حالة التعلق ما بين النوم والاستيقاظ التى يعانى منها اللاجئون
وبشأن مشاركته فى مهرجان القاهرة ضمن مسابقة «آفاق»، قال: «يعتبر شرفاً كبيراً بالنسبة لنا حتى وإن لم يحصل الفيلم على أى جوائز، فيكفينا شرف المحاولة، ومحاولة إبراز فكرتنا لكل المشاهدين، فهو يعتبر قفزة فى المسيرة المهنية الخاصة بنا، ومن وجهة نظرى فإن مهرجان القاهرة يسعى خلال الفترة الحالية إلى أن يبرز الشباب ويهتم بأعماله السينمائية كنوع من أنواع الدعم الخاص بالفيلم».
ولفت «أمين» إلى أن الفيلم استغرق أكثر من عام منذ كان فكرة على الورق وحتى تصويره والانتهاء منه، وحصل على إشادات كبيرة من الجمهور، ولكنه لم يحصل على أى جوائز، كما أننا قدمنا للعرض فى مهرجان خرطوم الفيلم العربى فى شهر مارس المقبل».
وأوضح: تعتبر بداية الفيلم مجازفة لأننا نستعرض أكثر من مشكلة خلال شخصيات الفيلم، فإذا لم يملك المُشاهد الصبر، سوف ينصرف عن مشاهدة الفيلم، إلا أننا أصررنا على ذلك من أجل جذب انتباه المشاهد، فالفيلم مر بعدة مراحل، وحرصنا على إظهار أكبر قدر من التفاصيل اليومية لهذه الشريحة، وأسلوب حياتهم، حيث يُعد الفيلم قصيدة لكل اللاجئين فى العالم الذين يبحثون عن الانتماء والشعور بالهوية ويكافحون للعيش والتمسك بالأمل، ومن خلال العديد من الشخصيات المتنوعة من السودان التى تعيش بالقاهرة نكتشف تفاصيل معقدة من حياتهم، التى ترسم واقعاً حيوياً حول ماهية اللاجئ.
وتابع حديثه: «مدة الفيلم منطقية حتى نستعرض كل الشخصيات، إلا أن أبرز الصعوبات تركزت فى التصوير الخارجى، خاصة أننا لم نملك التصاريح الخاصة بالتصوير فى الخارج، فكنا نحاول التصوير بأقل الإمكانيات فى وقت ضيق».
وبشأن توقيع المهرجان على ميثاق «50 - 50» للمساواة بين النساء والرجال فى الفعاليات السينمائية بحلول 2020، قال: «الفيلم يعتبر خطوة مهمة للمرأة، خاصة فى ظل عرض قضية زينب وما تعرضت له من عُنف جسدى ومحاولتها لرفض ذلك، والتغلب على الألم واستعادة حياتها، فهى رسالة قوية ومؤثرة».