مصابو الحروق.. الموت أرحم من الألم
مصابو الحروق.. الموت أرحم من الألم
من لم يمت متأثراً بإصابته يعش «الوجع» القاتل، هذا هو حال المئات من مصابى الحروق فى بعض المحافظات، إما بسبب نقص المراكز المتخصصة فى علاج هذا النوع من الإصابات، أو ضعف تجهيزاتها ونقص الكوادر الطبية المؤهلة للعمل بها، لدرجة أن بعض المحافظات قد لا يوجد فيها مركز واحد لعلاج الحروق، مما يضطر المصابين إلى البحث فى المحافظات الأخرى عن دواء يخفف آلامهم، التى تتفاقم بفعل مشقة السفر، أو انتظار الموت على فراش المرض.
عجز فى مراكز العلاج.. والأسر تدفع الثمن
وبينما ينهش الألم الكثيرين من المصابين بالحروق، وتحرمهم أوجاعهم النوم والراحة لأيام، وربما لشهور طويلة، لا يجد ذووهم سوى الوقوف مكتوفى الأيدى، ولا يملكون إلا التضرع إلى الله لتخفيف آلامهم.
ولعل الكارثة التى شهدتها قرية «نجع الشيخ» التابعة لمركز نجع حمادى، وراح ضحيتها ربة منزل وثلاثة من أبنائها، خير دليل على عجز مراكز علاج الحروق بمحافظة قنا، حيث لفظت الأم أنفاسها بعد نقلها إلى وحدة الحروق بمستشفى قنا العام، بينما جرى نقل الأبناء الثلاثة خارج المحافظة، فتوفى اثنان منهم فى مستشفى بالجيزة، ولفظ الثالث أنفاسه بمستشفى الأقصر الدولى، نتيجة تأخر علاجهم.
«الوطن» تفتح ملف مراكز علاج الحروق فى مصر، فى محاولة للتعرف على ما تقدمه هذه المراكز الحكومية من خدمات طبية لإنقاذ المصابين من براثن الموت، ومدى ما تعانيه من عجز ومشاكل فنية أو إدارية.