وسط سكون عالمه الصامت وحياته الهادئة يجلس، وقد تزاحمت في رأسه الأفكار، ساعات طويلة في معزل عمن حوله، كلما أراد إبداء رأيه في قضية ما يعيشها بنفسه في مجتمعنا، أو واجهته صعوبة في الوصول إلى شيء ما بسبب ظروفه الخاصة ينطلق قلمه، الذي يلازمه أينما ذهب، نحو الكتابة كويسلة ناقلة لصوته، وصرخة اعتراض في وجه من يعترض طريق حلمه يثبت به أنه يستطيع.
إصابته بالصمم "عدم القدرة على السمع"، لم تمنع رامز عباس من المضي قدمًا نحو حلمه الذي يراوده منذ حصوله على شهادة دبلوم الصنايع، العمل في مجال الصحافة هو حلمه الأول، قطع إليه خطوات ملموسة عوضًا عن عدم قدرته على الالتحاق بإحدى كليات الإعلام، أولها من نشر تقرير صحفي في إحدى الصحف المحلية التوزيع في طنطا عام 2001، وحسب تعبيره، فهو يجيد التحدث مع الآخرين ويجيد قراءة حركة الشفاه بالنظر إلى الشخص المتحدث عوضًا عن فقدان السمع.
رامز: أول موضوع منشور لي في 2001 بصحيفة محلية في طنطا
مرت أشهر والتحق رامز صاحب الـ 34 عاما، للعمل بإدارة الإعلام في المجلس القومي لشؤون الإعاقة كوظيفة ثابتة، إلا أنه وحسب روايته لـ"الوطن"، حلم صاحبة الجلالة حي داخله لم يمت وطرق من أجله أبواب عدد من الصحف ولم تحن الفرصة حتى الآن.
في عام 2006 نشر الشاب الثلاثيني الأصم، أول خبر له في إحدى الصحف الخاصة الشهيرة وانتقل منها إلى عدد من الصحف والمواقع الشهيرة معتمدًا في ذلك على مثابرته وشغفه في كتابة مقالات الرأي للتعبير عن قضية ما كالمشكلات التي يواجهها الصُم في مجتمعنا ومنذ ذلك التاريخ وحتى وقتنا الحالي لا يزال رامز متشبثًا بحلمه من خلال تصريحاته التي يشارك بها في التقارير المتعلقة بأزمات ذوي الإعاقة في مصر، كأحد الأشخاص الصم، ومقالات الرأي الخاصة به ككاتب صحفي حر إلا أن حلمه الأكبر هو العمل كصحفي دائم بإحدى المؤسسات الصحفية، "بعرف أفهم الأشخاص من حركة الشفايف ونفسي أتعلم وألاقي فرصة دعم"، حسب تعبيره.
رامز: بتعرض للتنمر ودعمت موهبتي بتدريبات معتمدة في مجال الإعلام
إلى جانب ممارسة الكتابة الصحفية على فترات متباعدة بالتعاون مع بعض المواقع والصحف، والكتابة عبر صحفته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، بدأ الشاب الأصم يدعم موهبته بدورات علمية متخصصة في مجال الإعلام الذي لم يحالفه الحظ لدراسته في المرحلة الجامعية، فحصل على دورة المراسل التليفزيوني والتحرير الصحفي، ضمن منحة من كلية الإعلام جامعة القاهرة، قبل 5 سنوات، ولا يزال حلمه بإتاحة الفرصة له للعمل في مجال الصحافة يستحوذ على اهتمامه، حسب تعبيره.
رغم مثابرته وإصراره على النجاح، لم يسلم من المضايقات في بعض الأحيان أو "التنمر" من بعض الأشخاص الذي حاولوا السخرية من حلمه بخاصة مع ظروف الصمم التي يعانيها، وفي اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة الموافق 3 من ديسمبر من كل عام يقول الشاب الثلاثيني، "بتعرض للتنمر أحيانًا بس مش بيوقفني عن المحاولة".
تعليقات الفيسبوك