مرصد الإفتاء: غلق 26 ألف منصة الكترونية تصيب "داعش" بالشلل
صورة أرشيفية
أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية، أن الحملة الالكترونية التي تشنها السلطات الأوروبية منذ 21 نوفمبر الماضي، دفعت تنظيم داعش -بعد إغلاق منصاته الإلكترونية وحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي- للبحث واستخدام منصات وتطبيقات جديدة لنشر مواده الإعلامية المتطرفة، وعلى رأس تلك البرامج والتطبيقات (Tamtam & Rocket Chat & Riot) فيما تتبع الحملة الالكترونية تلك الحسابات على المنصات الجديدة لإغلاقها.
وأكد المرصد، على أن الحملة الالكترونية بدأت في 21 نوفمبر الماضي، بناءً على طلب "يورويول" والدول الأوروبية، بهدف إغلاق وتتبع كافة المنصات الإعلامية وحسابات مواقع التواصل الاجتماعية التي تروج لتنظيم داعش الإرهابي، بالإضافة إلى تتبع المواد الإعلامية التي تصدر من المنصات الإعلامية للتنظيم.
وتعتبر تلك الحملة أكبر الحملات الالكترونية ضد حسابات داعش منذ عام 2015، وقد أدت إلى إغلاق أكثر من (26000) 26 ألف منصة وحساب الكتروني لداعش خلال الأسبوع الأخير من نوفمبر الماضي.
وأشار المرصد، إلى أن الحملة دفعت التنظيم الإرهابي للاعتراف بما ألحقته الحملة بمنصاته وحساباته، حيث اعترف في افتتاحية أول عدد بصحيفة "النبأ" بعد الحملة، بأن غلق الحسابات ومنصاته عمل على شلل تحركاته وفقدان الاتصال والتواصل مع أنصاره والمتعاطفين معه، وربما يكون قد أثر على كثير من خطط التنظيم.
وأكدت الافتتاحية على أن عملية تقييد وجود داعش على الإنترنت، إنما هي مسألة وقت فقط حتى يجد كوادره وسائل ومنصات بديلة.
وتعهد التنظيم بعدم تخليه عن الجهاز الإعلامي، فهو – وفقًا للافتتاحية – لا يقل أهمية عن الجهاد في الميادين.
وتابع المرصد، بأن افتتاحية العدد بصحيفة النبأ أفردت مساحة كبيرة للحديث عن أهمية الجهاز الإعلامي بالنسبة للتنظيم من أجل بقائه واستمراره، مؤكدة على أنه لولا الجهاز الإعلامي لما عرف الناس بالتنظيم وبأفكاره وما كان ليتمدد التنظيم وتتضاعف أعداده، مشيرة إلى أن استمرار التنظيم ارتبط باستمرار الأداة الإعلامية، فيما ألمحت الافتتاحية إلى أن معركة التنظيم منذ 2014، كانت وما زالت وستبقى بالأساس معركة إعلامية بالدرجة الأولى.
وأشار المرصد، إلى أن افتتاحية صحيفة النبأ المتطرفة تطرقت للحديث عن الحملات الالكترونية السابقة التي شنتها مختلف الدول، معترفة بأن تلك الحملات كانت تحقق جزئيًّا أهدافها من حيث عرقلة وجود فعالية التنظيم على الإنترنت عن طريق منع توزيع التنظيم من نشر مواده الإعلامية على شبكات التواصل الاجتماعي، وتتبع واعتقال هؤلاء الذين يقومون بترويج تلك المواد، بالإضافة إلى إصدار قوانين تجريم مشاهدة وحيازة مواد إعلامية متعلقة بالتنظيم، فيما تابعت الدول بإصدار فتاوى حظر للمواد الإعلامية الخاصة بالتنظيم.
فيما أشارت الافتتاحية، نقلا عن المرصد، إلى أنه مع كل حملة سابقة كان كوادر التنظيم يستطيعون إيجاد بديل لنشر المواد واختراق لتلك الحملات.
وأكد المرصد على أن افتتاحية النبأ اختتمت بمحاولة تطمين عناصرها وأنصارها بقدرة التنظيم على العودة للحضور على الإنترنت، متحدية بذلك الحملة الالكترونية المنسقة، ومؤكدة على أن عناصرها يعملون على إيجاد وسائل أخرى وإنما هي مسألة وقت، مؤكدة أن تكاليف ذلك أقل بكثير من التكاليف الباهظة التي تنفقها الحملات الالكترونية الرسمية ضد التنظيم.
كما أوضح المرصد، أن الجهود الالكترونية في محاربة تنظيم داعش الإرهابي، تعود إلى أغسطس 2015، وبالتحديد من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، حينما أدركت السلطات الأمريكية، أن التنظيم قد وجد طريقًا لنشر التطرف والعنف لم تفعله منظمات إرهابية أخرى، فقد حول الإنترنت إلى سلاح، حيث عمد التنظيم بشكل روتيني إلى استخدام التطبيقات المشفرة والوسائط الاجتماعية والمجلات ومقاطع الفيديو عبر الإنترنت، ومن ثم تم تأسيس وحدات خاصة لمواجهة التنظيم الإرهابي إلكترونيا.