حرمه الموت من النسخة الـ3 لمنتدى الشباب.. "أشرف شوقي"حاضر بروحه الطيبة
أشرف شوقي
دؤوبًا في عمله محبًا للخير لمن حوله، جميل الروح تُصيب عدوى جماله كل من اقترب منه وعاشره، أحب مهنته التي أبدع فيها وتميز بها، رحل جسده الذي انتصر عليه المرض، إلا أن مواقفه الشهمة لاتزال باقية في أذهان أصدقاءه كلما جلسوا في مكان جمعهم به من قبل للاستعداد لانطلاق أحد المؤتمرات الرسمية تذكروه بابتسامة على وجوههم وعيون دامعة، هنا ارتفعت ضحكاتهم فرحًا بنجاح عملهم، وهنا استعانوا برأيه وخبرته لحل مشكلة ما واجهتهم، وما بين موقف وآخر تنطلق أفواههم بدعوات صادقة له من القلب راجين من الله أن يجمعهم به في جنة النعيم.
رغم انشغال شباب البرنامج الرئاسي بالاستعداد للحدث السنوي العالمي، منتدى شباب العالم، الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ على أرضها بحضور ومشاركة آلاف الشباب من شتى أنحاء العالم، إلا أن قلوبهم متعلقة بصديقهم الراحل أشرف شوقي، خريج الدفعة الأولى من البرنامج الرئاسي وأحد المشاركين في تنظيم الحدث، الذي حرمه الموت من حضور النسخة الثالثة للمنتدى المقرر انطلاقه 14 ديسمبر الجاري، إلا أنه حاضر بروحه الطيبة معهم.
مواقف عدة عبر فيها "أشرف" عن حبه الشديد لعمله وحرصه الدائم على إظهار صورة مصر بأجمل ما يكون، ومواقف جمعته بأصدقاءه عبر سنوات الدراسة في البرنامج الرئاسي والعمل في تحضيرات المؤتمرات الوطنية للشباب والنسختين السابقين من المنتدى العالمي يروونها لـ"الوطن" بتأثر شديد أجمعوا على عبارة واحدة "لن ننساه أبدا".
شقيقته نهى: آخر كلام بيننا كان بيقولي زعلان عشان مش هيحضر منتدى أسوان
حديث أشرف شوقي، الذي رحل عن عالمنا في 24 يناير الماضي في عمر الثلاثين عامًا، عن عمله ودوره في تنظيم مؤتمرات الشباب ومنتدى شباب العالم، وتحديدا ضمن فريق الميديا، لم يفارقه حتى وهو على فراش المرض، فحسب رواية شقيقته نهى، بعد خروجه من العملية الجراحية التي خضع لها في الصمام الأورطي بالقلب وأصدر الأطباء تعليمات بمكوثه في البيت لمدة شهرين للراحة، كان أول ما جاء في باله هو عدم مشاركته في منتدى أسوان الذي عٌقد في مارس الماضي، "آخر كلام بيننا قبل ما القلب يقف قالي إنه زهقان من قعدة المستشفى وزعلان لأنه مش هيقدر يحضر مؤتمر أسوان".
فرحته بنجاح النسخة الثانية من منتدى شباب العالم اتضحت كثيرا على ملامح وجهه، لم يكن يعلم أنها الأخيرة له، عبرعنها لشقيقته التي كان دائمًا ما يتحدث إليها عن حبه لعمله، وحسب حديثها لـ"الوطن" فإن "آخر منتدى حضره رجع مبسوط جدا بنجاح المنتدى، وأول حاجة سأل عليها لما الدكاترة قرروا بعد العملية يرتاح شهرين في البيت هو شغله، قال يعني هقعد شهرين بعيد عن الشغل؟".
هاجر جميل: كنت ألجأ إليه في المواقف الصعبة أثناء التحضير للمؤتمرات
في عام 2015، وأثناء محاضرات البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب على القيادة، كان اللقاء الأول بين هاجر جميل، مذيعة بأحد المحطات الإذاعية وخريجة الدفعة الأولى من البرنامج، وصديقها أشرف شوقي، مرت أشهر وتحولت العلاقة من مجرد زملاء دراسة إلى أصدقاء تجمعهم ليالي عمل طويلة كانت وحدة الإنتاج الفني في فريق تنظيم المؤتمرات الوطنية للشباب شاهدة عليها، فهو وحسب وصف هاجر، سرعان ما يجذب بأخلاقه وهدوءه وبساطته جميع المحيطين به.
"رجل المواقف الصعبة"، هكذا كان الراحل أشرف بالنسبة لصديقة الدراسة والعمل هاجر جميل، وحسب روايتها لـ"الوطن" كانت دائمًا تلجأ إليه عند تعرضها لموقف صعب أثناء العمل وسرعان ما يحاول تهدئتها ويعمل هو على حل المشكلة وتذكر إحداها قائلة: "قبل المؤتمر الوطني التاني حصلت مشكلة في صوت الفيلم اللي هيتعرض في المؤتمر، بدأت أتوتر جدا قالي اهدي وحل المشكلة هو، كان دايمًا هادي وبارع في تبسيط الأمور وقت الشغل".
"إصحي لا يغفلونا".. دعابة اعتادت هاجر سماعها من صديقها الراحل أشرف، في أوقات ضغط الشغل كمحاولة منه لكسر الروتين والخروج من الإحساس بالإرهاق والتعب، "اتعودت أسمعها منه ومش نسياها لحد دلوقتي، هيفضل موجود دايما وسطنا مش هننساه".
هبة عاصم: بعد النسخة التانية من منتدى الشباب قالي مش متخيل أكون سبب في ظهور مصر بالصورة الحلوة دي
"كان دؤوب وبيشتغل في صمت"، هكذا بدأت هبة عاصم، الصديقة المقربة للراحل أشرف شوقي، وأحد خريجي الدفعة الأولى بالبرنامج الرئاسي، حديثها لـ"الوطن" عن صديقها، فهو ترك بصماته على كل المؤتمرات الوطنية للشباب السابقة بحكم تخصصه في "المونتاج" ضمن فريق الميديا ولم يشتكي يومًا من ضغط الشغل قبل انطلاق المؤتمرات.
فرحة أشرف بنجاح النسخة الثانية من منتدى شباب العالم، عبر عنها لصديقته هبة، "كان فرحان جدا وقالي مكنتش متخيل أكون سبب إن البلد تظهر بالشكل الحلو ده قدام العالم".
داخل غرفته في المستشفى التي أجرى بها العملية الجراحية في القلب، كان اللقاء الأخير بين هبة وصديقها أشرف، ولم تتمكن من الحديث معه لتعبه، إلا أنها تتذكر جيدًا آخر محادثة مكتوبة بينهما عبر تطبيق "واتس آب"، لم تتحكم في دموعها أثناء حديثها عنها قائلة، "كانت بعد جوازه وكنت بقوله شد حيلك بقى عشان ترجع، ورانا شغل وتحضيرات كتير، وكنا بنفكر ننقله أدوات شغله في البيت عشان يقدر يشتغل وهو في فترة الراحة لأنه كان متعلق بشغله جدا".
رضوى حسن: كان دايمًا بيشجعني وبيدعمني بكلامه
داخل لجنة الإنتاج الفني بالمؤتمرات الوطنية للشباب، كانت بداية التعارف بين الإعلامية رضوى حسن، خريجة الدفعة الثالثة بالبرنامج الرئاسي، وبين أشرف شوقي، كان حريصًا على دعمها برأيه في أدائها الصوتي بالأفلام التي تعرض في المؤتمرات و يعمل على تشجيعها بكلامه.
شهامة أشرف اتضحت بشكل أكبر لـ"رضوى" خلال فعاليات النسخة الثانية من منتدى شباب العالم، وحسب روايتها لـ"الوطن" كان حريصًا على توصيل زملائه إلى مقرات إقامتهم للاطمئنان على وصولهم بخير، "كان شخص جدع مع كل اللي حواليه ومحدش هيقدر ينساه".
أحمد أسامة: كان طيب بيحب الخير لكل الناس وبيعطف على الحيوانات
أحمد أسامة، خريج الدفعة الأولى للبرناج الرئاسي، وصف صديقه الراحل أشرف شوقي بـ"صاحب القلب الطيب والابتسامة مش بتغيب عن وشه أبدا"، لم يختلف اثنان على شخصية أشرف وحبه الخير للناس واصفًا موته بـ"خسارة" كبيرة للبرنامج الرئاسي وصدمة تحتاج وقت طويل للتعافي منها.
بعيدًا عن الشغل وتفاصيله، يروي أسامة لـ"الوطن" أحد الصفات التي تميز بها الراحل أشرف قائلا: "كان بيحب الخير لكل الناس وبيعطف على الحيوانات وخصوصا كلاب الشارع وبيزعل لو حد أذاهم أو قال عنهم كلمة وحشة".