للوهلة الأولى تبدو كصور حقيقية مطبوعة باللون الأسود، إلا أنها في حقيقة الأمر مرسومة في وقت قياسي وبخامات غير تقليدية، فلا يتخيل من ينظر من بعيد إليها أن أوجه نجوم المنتخب الأوليمبي رُسمت بقليل من الشاي والعسل الأبيض.
محمد رمضان، طالب في كلية التجارة بجامعة عين شمس، يهوى الرسم منذ الصغر، وبدأ قبل عامين رسم لوحات تقليدية بالقلم الرصاص، وما أن بدأ رسم لوحاته حتى لقيت صدى واسع من المحيطين به وأشادوا بها وطالبوه بالاستمرار، إلا أن هذا النوع التقليدي من الرسم لم يرض "رمضان"، مبررا: "كنت عايز يبقى ليا لوني الخاص"، فأخذ يبحث عن وسيلة تميز فنه عن الآخرين.
ساعات من عمله في "كوافير رجالي"، أخذ "رمضان" يقتطعها بين الحين والآخر، فيستغل أي كمية متوفرة من الشاي والعسل الأبيض اللذين لا يتجاوز ثمنهما الخمسة جنيهات، فيمسك بفرشاة الرسم ويضعها في قليل من العسل ثم يبدأ بالرسم بها في خطوط واثقة تطغي عليها شفافية العسل، فيظن من ينظر إليها في بداية الأمر أنه يعبث بالأوراق أو لا يفعل شيئا، ثم يبدأ ينثر كمية من حبيبات الشاي بشكل غير منتظم ثم يرفع لوحاته، "الشاي بيلزق في العسل اللي أنا راسم بيه، وتظهر لوحة متناسقة في دقايق بعد ما كانت تبدو عشوائية".
"مش برسم غير اللي بحس بيه"، هكذا وصف "رمضان"، خلال حديثه لـ"الوطن"، حبه للرسم الذي أراد أن يبقيه هواية وليس مصدر رزق، فتجاهل كل طلبات المقربين منه أن يرسم صورهم، أو يجسدهم في لوحاته، واختار التركيز في عمله بـ"الكوافير" كمصدر رزق في انتظار الحدث الذي يحرك مشاعره للدرجة التي تعيده لموهبة هجرها لأكثر من عام، "لأني محستش إني عايز أرسم حاجة".
رمضان: فرحة تأهل المنتخب الأوليمبي رجعتني أرسم
فرحة وشعور بالانتصار عايشهما "رمضان" بعد تأهل المنتخب الأوليمبي لأوليمبياد "طوكيو 2020" والفوز بكأس الأمم الأفريقية 2019 تحت 23 سنة، ما دفعه لرسم أبطال هذا الحدث احتفاءا بهم، معللا: "بقوللهم مبروك بطريقتي".
وحرص "رمضان" على نشر صور لوحتيه لنجمي المنتخب رمضان صبحي ومصطفى محمد، على مواقع التواصل الاجتماعي وإرسالها لكل منهما عبر حسابه بموقع "تويتر"، على أمل أن تنال إعجابهم "حلمي يشوفوا رسوماتي وأقابلهم" إلا أنه لم يتلق أي رد منهم، حتى الآن.
تعليقات الفيسبوك