البروفة الأولى بعد المذبحة: 30 سيارة أمن مركزى.. وشرطة عسكرية.. وكلاب
لم يكن لقاء الزمالك وتشيلسى فى دورى الأبطال الأفريقى مجرد مباراة عادية بل هى أول مباراة رسمية تشاهدها الجماهير من داخل المدرجات مع عودة التشجيع، ولأن اللقاء هو الأول من نوعه واعتبرته وزارة الداخلية بمثابة «بروفة» قبل إعلان عودة النشاط الكروى من جديد فى مصر والموافقة على إقامة مباريات الدورى الممتاز من جديد، كان التأمين «خرافيا» من جانب قوات الشرطة والقوات المسلحة التى ساعدت فى عملية التأمين منذ ساعات قبل انطلاق المباراة لتأمين دخول وخروج الجماهير وكذلك فريقى الزمالك وتشيلسى وطاقم الحكام والشخصيات العامة التى حرصت على مشاهدة المباراة.
البداية كانت بحراسة أمنية مشددة من قبَل قوات الشرطة على حافلتى الزمالك وتشيلسى وكذلك السيارة التى نقلت طاقم الحكام ومعهم المراقب والمنسق من الفندق إلى الملعب، حيث تم الدفع بأكثر من 4 سيارات تابعة للشرطة والأمن المركزى خلف كل فريق، ومعها أفراد من القوات الخاصة القتالية للتعامل مع أى طارئ خلال رحلة الحافلتين من الفندق إلى الملعب، وهو الأمر الذى جعل الزمالك يغير من مقر إقامته المعتاد إلى فندق على بعد أمتار قليلة فقط من ملعب الكلية الحربية لتسهيل عملية التأمين، بينما كانت رحلة خروج الحافلتين ومعهما طاقم الحكام عقب المباراة محاطة بتأمين على أعلى مستوى من قبَل الشرطة والجيش مع الدفع بمدرعتين مع الموكب للتأمين والتعامل مع أى حالة طارئة.
الأمن أبعد الجماهير لمسافة كبيرة عن البوابة الرئيسية للكلية الحربية التى يدخل من خلالها الفريقان والحكام وكبار الشخصيات التى تحضر المباراة حتى لا يتعرض أى منهم للاعتداء، وتم غلق الشوارع المؤدية للبوابة من خلال شرطة المرور، ولم يتم السماح لأحد بدخول محيط تلك المنطقة.
للمرة الأولى يتم استخدام «الكلاب البوليسية» للكشف عن المتفجرات خوفاً من تسرب أى منها داخل محيط الملعب، وتم إيقاف كافة السيارات التى تدخل الاستاد إجبارياً، ويتم الكشف عن المتفجرات داخلها بواسطة الكلاب والقوات المختصة بخلاف فتح السيارة كذلك بشكل إجبارى للبحث داخلها عن أى شىء مريب قد يفسد أجواء المباراة.
دفعت قوات الأمن المركزى بقرابة 30 سيارة داخل الاستاد عملت على تأمين الأسوار من الخارج والداخل وكذلك تأمين المدرجات وعملية دخول الجماهير بجانب الفريقين والحكام والشخصيات العامة.. فى حين ساعدت قوات الشرطة العسكرية فى التأمين من الداخل وتم الدفع بمجموعة كبيرة من سياراتها «الجيب» الصغيرة لتأمين المقصورة الخاصة بكبار الشخصيات فيما تم وضع مدرعة خاصة بالقوات المسلحة أمام كل بوابة للاستاد للتعامل مع أى حالة طوارئ.
شوهدت مجموعة من كبار قيادات الشرطة والقوات المسلحة يقومون بالمرور بأنفسهم داخل محيط الملعب وكذلك حوله للاطمئنان على الحالة الأمنية وملاحظة أى شىء غير مألوف، فيما تقوم وحدة من قوات الشرطة تساعدها الشرطة العسكرية فى عمل دورية تمر حول الملعب من الخارج لمشاهدة أى خروج عن المعتاد والتصدى لأى أعمال عنف مبكراً والتعامل معها بكل حزم.
نشرت قوات الشرطة والأمن المركزى وحدة كاملة داخل «تراك» ملعب الكلية الحربية فى مواجهة مشجعى الدرجة الثالثة يمين التى وجدت بها رابطة «ألتراس وايت نايتس» لمنع أى تسرب للجماهير داخل الملعب والتعامل مبكراً مع أى فرد يخرج عن تعليمات الأمن، فيما انتشرت قوات الدفاع المدنى أمامهم تحمل الرمال للتعامل مع الشماريخ التى تلقى داخل الملعب وإخمادها سريعاً.
وبالرغم من سماح الأمن لأعداد تفوق المسموح لها بالدخول إلى الملعب حيث شوهد أحد ضباط الشرطة يقوم بإدخال مشجعين اثنين بتذكرة واحدة وهو ما ساعد على دخول ضعف الأعداد المسموح بها من قبَل الأمن الذى حدد سابقاً ثلاثة آلاف متفرج فقط فيما وُجد فى الاستاد قرابة سبعة آلاف متفرج أى أن هناك أربعة آلاف مشجع إضافى دخلوا إلى الملعب بدون تذاكر.. فإن ذلك لم يشفع لقوات الشرطة ووزارة الداخلية بعدما نالوا حظهم من سباب الألتراس والهجوم على الوزارة والتذكير بأحداث ثورة 25 يناير والفراغ الأمنى والتهديد بمزيد من التصعيد مع توجيه إهانات للعديد من قيادات الداخلية التى وجدت فى الملعب للمشاركة فى عملية التأمين.