هيمن باجلان: التغيير مطلوب في إطار الدستور.. وساحات الاعتصام وحّدت الشباب لرفض الطائفية
هيمن باجلان، عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان فى العراق
أكد هيمن باجلان، عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان فى العراق، أن السياسات الخاطئة للحكومات العراقية المتعاقبة منذ 2003 أدت لانفجار الشارع فى وجه الفساد والبطالة وسوء الخدمات، وقال «باجلان» فى حوار لـ«الوطن»، إن رفض المحاصصة الطائفية أصبح عنوان الحراك الحالى، وإن الشباب العراقى يرفض التدخلات الإقليمية فى شئونه الخاصة، وإلى نص الحوار.
"العراق": البطالة وسوء الخدمات وراء تفجّر الأوضاع.. والانتخابات المبكرة ضمن السيناريوهات المتوقعة
كيف تصف العراق فى الـ16 عاماً الأخيرة؟
- رغم الغزو، العراق تحوّل بعد 2003 إلى دولة ديمقراطية بصدور الدستور، لكن الشعب يعانى من كثير من الأمور، أهمها سوء الخدمات وقلة الوظائف ومحدودية الموارد المالية، وزيادة البطالة، فالسياسة الحكومية الخاطئة على مدار 16 عاماً راكمت المشكلات، والسياسة الخاطئة لا تستجيب لاحتياجات الناس.
ساحات الاعتصام شهدت تطرّف الأجهزة الأمنية
ولماذا تعاملت قوات الأمن مع الاحتجاجات بهذه القسوة؟
- المظاهرات بصورة عامة شهدت تطرفاً من قِبل الأجهزة الأمنية، ما نتج عنه استشهاد أكثر من 450، وإصابة الآلاف، ونحن فى المفوضية العليا لحقوق الإنسان لعبنا دورنا فى نقل الحقيقة لوسائل الإعلام والرأى العام من خلال فِرقنا للرصد فى 14 محافظة، وموجودة طوال 24 ساعة فى ساحات الاعتصام، نعمل بمهنية وحيادية، وسجّلنا عدداً من الانتهاكات سواء من القوات الأمنية أو ضدها من جانب المتظاهرين.
قلت إن هناك عنفاً من المتظاهرين بحق قوات الأمن.. فهل الفريقان متكافئان؟
- ليس تماماً، لكن على أى حال، قدمنا التوصيات للحكومة والجهات الأمنية، وأهمها ضبط النفس، وأوصينا المتظاهرين بالحفاظ على سلمية التظاهر، وعدم تخريب الممتلكات العامة والبعد عن التطرف، المتظاهرون أحرقوا عدداً كبيراً من المبانى والمنشآت العامة والخاصة، وهذا أمر يُخرج الاحتجاجات عن سلميتها.
المتظاهر العراقى يرفض التدخل الأجنبى خاصة الإيرانى
وما دلالات إحراق القنصلية الإيرانية فى النجف وكربلاء؟
- الشباب العراقى يرفض التدخل الإقليمى فى العراق، شئنا أم أبينا فالمنطقة تغلى سياسياً، ورأينا تغيّر النظم خلال السنوات الماضية فى عدد من الدول، ولدينا بصورة عامة تدخلات من قِبل دول الجوار، والشخصية العراقية ترفض هذا التدخل تماماً، ليس فقط من إيران، ولكن من أى جهة.
باجلان: لابد أن ينتهى زمن المحاصصة السياسية
وهل يكتب «حراك أكتوبر» نهاية عهد المحاصصة الطائفية فى السلطة؟
- بناء النظام لدينا على موضوع المحاصصة الطائفية غير محمود، والشباب العراقى يرفض الطائفية، ويطالب بتغيير النظام والإصلاح الدستورى، اعتدنا القول إن الرياضة والفن يوحدان العراقيين، ولكن ساحات الاعتصام والتظاهر هذه المرة وحدتهم لرفض المحاصصة الطائفية.
وما السيناريوهات المقبلة التى تنتظر العراق؟
- من غير المنطقى المطالبة بهدم كل شىء فى سبيل تغيير النظام، التغيير مطلوب، لكن فى إطار الدستور، والانتخابات المبكرة ضمن السيناريوهات المتوقعة، المهم أن الكل متفق على عدم العودة للديكتاتورية وحكم الحزب الواحد، وعلى كل حال لا نستطيع وصف النظام الحالى بالديكتاتورى، لأن ذلك الزمن قد ولَّى، ولكننا نحتاج لإجراءات إصلاحية، ونحتاج لوضع مؤسسة رصينة تشرف على العملية الانتخابية.