الحبيب بلكوش: تسييس الملف يضر بالقضية ويوظفها لتحقيق مكاسب معينة
الحبيب بلكوش، رئيس مركز دراسات حقوق الإنسان والديمقراطية بالمغرب
أكد الحبيب بلكوش، رئيس مركز دراسات حقوق الإنسان والديمقراطية بالمغرب، أن التمويل الأجنبى يقتل العمل التطوعى ويفسد المنظمات العاملة فى مجال حقوق الإنسان ويفتح الباب أمام التدخل فى شئون الدول الداخلية. وقال، فى حوار لـ«الوطن»، إن تسييس ملف حقوق الإنسان يضر بالقضية نفسها ويوظفها لتحقيق مكاسب معينة فى «خضم» الصراع السياسى، مشيراً إلى أن الحوار بين المنظمات والمؤسسات الحكومية يعتبر أول خطوات الإصلاح واهتمامنا بملف حقوق الإنسان فى بلادنا نابع من داخلنا وليس استجابة لضغوط خارجية، وإلى نص الحوار..
ما طبيعة عمل مركز دراسات حقوق الإنسان فى المغرب؟
- نحن منظمة غير حكومية مستقلة تعمل فى مجال النهوض بحقوق الإنسان، وتتبع السياسات العامة فى هذا الباب، وتفتح صفحات للحوار بين مختلف الفرقاء سواء على مستوى قضايا حقوق الإنسان، فى مختلف المؤسسات الوطنية والمؤسسات الأمنية أو فى مجال الديمقراطية بين الفرقاء الحزبيين، والنشطاء فى حقوق المرأة والشباب، فى المغرب، ونقدم الخبرة فى مجال تدريب المؤسسات داخل البلد وخارجه.
وهل نجحت تجربة الحوار مع الحكومة؟
- فى اعتقادى أنها نجحت إلى حد كبير، ونحن نريد إشراك جميع الفاعلين فى عملية احترام وتعزيز حقوق الإنسان، وليس فقط توجيه النصائح والدروس، عندها سيصبحون فاعلين مثلهم مثل المنظمات والجمعيات الحقوقية.
وهل المناخ العام يسمح بالتقدم أكثر فى مجال حقوق الإنسان؟
- نحن نعمل فى حدود المتاح، مهما كانت المساحات صغيرة فعلينا استغلالها، ونعمل على اقتحام فضاءات جديدة وتقديم اقتراحات تفيد الحالة الحقوقية فى بلادنا.
يجب أن يكون اهتمامنا بحقوق الإنسان نابعاً من داخلنا وليس استجابة للضغوط الخارجية
ألا ترى أن مسألة حقوق الإنسان يتم استخدامها لتحقيق مآرب سياسية؟
- أتفق معك فى هذه المسألة، ونحن نعتبر أن تسييس حقوق الإنسان أمر يضر بالقضية نفسها، فتوظيفها لتحقيق مكاسب معينة آلية من آليات الصراع السياسى، وحقوق الإنسان قضية تهم الجميع وهى معركة مشتركة تحاول إرساء القواعد داخل المجتمع لممارسة حقوق الإنسان، وعندما يتم توظيفها فى السياسة فإنها تنذر بالخطر.
"المغرب": التمويل الأجنبى يقتل العمل التطوعى
كيف تنظرون إلى التمويل الأجنبى للمنظمات والجمعيات الحقوقية؟
- التمويل الأجنبى يتحكم فى المشاريع، ولو ذهبنا للبحث فيما وراء التمويل سنجد أنه يقتل روح العمل التطوعى الخاص بالمنظمات والجمعيات، وقد يؤدى إلى فساد داخل المنظمات نفسها، لأن هناك تمويلات تتعلق بأولويات ربما لا تكون ذات علاقة بقضايا الوطن واحتياجاته الحقيقية، فإذا كنا لا نقبل تدخل المؤسسات الرسمية فى عملنا كمؤسسات مستقلة، فكيف نتنازل عن هذه الاستقلالية لصالح جهات مانحة؟! وكل ما يهمنا هو نشر ثقافة حقوق الإنسان فى المجتمع، وأن نجعل حاملى هذا المشروع فى تزايد فى مختلف الفئات بالارتكاز على ما تحقق فى الماضى، ويجب أن يكون اهتمامنا بقضايا حقوق الإنسان وتعزيزها نابعاً من داخلنا وليس استجابة لضغوط خارجية.