«فرَّان وإمام مسجد وصاحب محل عطور»، ثلاث وظائف يمتهنها طه إبراهيم، ابن قرية بنى خيار بمحافظة المنيا، فيبدأ يومه مع أذان الفجر، يعجن ويقطع ويخبز ويقدم «العيش» لزبائنه فى المخبز الذى ورثه عن والده، ثم يذهب بعد الظهر إلى محل عطور يمتلكه، وفى المساء يذهب إلى المسجد، الذى تطوَّع ليكون إماماً به، يصلى بأهالى القرية الفروض الخمسة، بجانب صلاة التراويح والتهجد خلال شهر رمضان.
طوال اليوم لا يكف لسان «طه» عن تلاوة القرآن، يقرأ ما تيسر له، ويتنقل بين سورة مريم الأحب إلى قلبه إلى «الناس ويوسف والأنبياء وإبراهيم» وغيرها. يحكى الشاب العشرينى أنه ختم القرآن فى عمر الـ18 سنة، بعد فشله فى الثانوية العامة والتحويل لثانوى صناعى والتخصص فى قسم السيارات: «قعدت فى الثانوية العامة 6 سنين ويئست وقررت أتقرب لربنا فحفظت القرآن».
اشتهر «طه» بصوته العذب أثناء التلاوة بين أهالى القرية، وطالبه البعض بتسجيل فيديوهات ونشرها، واستجاب فوراً للفكرة، وبدأ يسجل من داخل المخبز ويعرض للناس، الأمر الذى لاقى إعجاباً وترحيباً شديداً.
يشعر «طه» ببركة فى عمله طوال ممارسته للطقوس الدينية، ما يحفزه على المواصلة، خاصة أن هذه التلاوة أصبحت تجلب له الرزق: «فيه ناس بتحب تيجى تسمعنى، بيقولوا لى صوتك حلو»، ويساعده شقيقه فى عمل المخبز وعدد من العمال، لكنه يتحمل الجزء الأكبر، خاصة أن باقى أشقائه أتموا تعليمهم حتى المرحلة الجامعية: «كلهم فى وظايف».
تعليقات الفيسبوك