أكد عليه السيسي.. إنعاش اقتصاد تشاد يدعم أمن مصر
الرئيس السيسي
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي استعداد مصر لتعزيز التعاون الثنائي مع الجانب التشادي في جميع المجالات لدعم جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية بها، بما فيها من خلال المساهمة في تعزيز جهود حكومة تشاد لإنعاش اقتصادها عن طريق الشركات المصرية العاملة في الدول الأفريقية، وذلك خلال استقباله لنظيره البنيني إدريس ديبي، على هامش فعاليات النسخة الأولى من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة، فإنعاش الاقتصاد التشادي أمر يعود بالإيجاب على الأمن القومي المصري، حسبما يرى خبراء الشأن الأفريقي.
الدكتورة هبة البشبيشي، خبيرة الشأن الأفريقي، قالت إن دولة تشاد دولة محورية ومفصلية في الأزمة الليبية، بسبب وجود طريق واصل من دارفور لتشاد طوله 200 كلم، لا توجد عليه قوات تشادية أو دولية وبيتم عن طريقه عمليات تهريب السلاح والأفراد، بالإضافة إلى الطريق الصحراوي الذي يربطها بليبيا ويتم من خلاله نفس الأمر، وهي الأمور والعمليات التي تدعمها دول مثل تركيا وقطر.
وأضافت لـ"الوطن" أن التهريب في تشاد تديره شبكات من داخل النظام الأمني، عبارة عن بعض الأشخاص في الأمن ونقاط التفتيش لديهم الاستعداد لحماية والتعاون مع المستفيدين من التهريب، وأخرى خارجية تقوم بعمليات التمويل ونقل الأفراد والأموال وكل ما يمكن نقله.
هبة البشبيشي: يجب دعم تشاد اقتصاديا وعسكريا لتجفيف منابع التهريب
وتابعت أن الأزمة الاقتصادية في تشاد لها عدة أسباب مثل سوء توزيع الثروة ومناخها الصحراوي الجاف وعدم وجود منافذ بحرية، حيث تعتبر دولة ممر لدول أخرى مثل ليبيا والسودان ونيجيريا ومصر، لذلك تعتمد على الزراعة التي لا تكفي سد الاحتياجات الاقتصادية، فيلجأ المواطنون للعمل في التهيب الذي يمثل جزءًا من الاقتصاد التشادي.
البشبيشي ترى أن مساعدة تشاد اقتصاديًا أمر في غاية الأهمية، وواحد من الطرق التي يمكن بها تجفيف منابع التهريب، ففي حالة دعم الاقتصاد التشادي بمشروعات اقتصادية سيحجم الكثيرون عن العمل في التهريب ويبدأون في عيش حياة طبيعية والعمل في تلك المشروعات.
وأكدت أن الدعم الاقتصادي لا بد من أن يلازمه دعم أمني، عن طريق منح عسكرية وتدريب مشترك، حتى تتمكن تشاد من حماية تلك الطرق والحدود عسكريًا، وتخلصها من الفوضى وسيطرة المهربين عليها.
من جانبه، أكد عادل نبهان، الباحث في الشأن الأفريقي، أن دعم مصر لأي دولة أفريقية يضمن لمصر امتدادها ودعم وجودها في القارة، مشيرًا إلى أن تشاد على وجه الخصوص تمثل امتدادا للعمق الاستراتيجي والأمن القومي المصري، لأنها جار لكل من ليبيا والسودان، وتتم الكثير من عمليات تهريب السلاح عن طريق الحدود.
عادل نبهان: تشاد دولة محاطة بالصراعات وتمثل امتدادا للعمق الاستراتيجي لمصر
وأوضح لـ"الوطن" أن الاقتصاد التشادي يعاني منذ فترة طويلة، حيث يقوم على الإنتاج الزراعي والحيواني، ومؤخرًا بدأ يعتمد قليلًا على إنتاج المعادن واالبترول، إلا أنه يعاني من سوء إدارة وتوزيع العوائد.
وأضاف أن تشاد دولة حدودها محاطة بالصراعات التي أفقدتها الاستقرار، فمن الشرق والشمال صراعات دارفور وليبيا، ومن الغرب تعاني من وجود بوكو حرام على الحدود مع مالي ونيجيريا والنيجر، ومن الجنوب صراعات دولة أفريقيا الوسطى، بالإضافة إلى أنها دولة بلا منافذ بحرية، وهي جميعها عوامل أدت لوقف التبادل التجاري وتصدير الحاصلات الزراعية، ما سبب أزمة اقتصادية كبرى.
دعم تشاد اقتصاديًا سيساهم في عملية التنمية هناك وخفض نسب الفقر والبطالة، وهي أمور بالتبعية تؤدي لانخفاض نسب العنف والإرهاب والعمل في تهريب الأسلحة، أو حتى الخضوع لبعض الدول التي تستغلها من أجل الإرهاب، حسب نبهان، الذي أكد كذلك إمكانية استغلال الأراضي التشادية في عملية الزراعة وتشغيل عدد كبير من التشاديين.