"عم محمد" وذكريات 35 سنة.. كوب شاي وقبلة على الرأس من مكان عمله القديم
عم محمد سباق ورد الجميل بعد ٣٥ عام
35 سنة هي مدة عمل "محمد سباق" في الحكومة قبل بلوغه سن المعاش منذ شهور قليلة أفنى فيها حياته، وكان مثالا للعامل المجتهد وطيبا ومحبوبا لجميع الموظفين زملائه في العمل وكانوا يطلقون عليه "عم محمد".
كان يعمل "عم محمد" بالتأمينات الاجتماعية بمدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر، ومنذ تعيينه في عام 1984 وحتى خروجه على المعاش منذ شهور قليلة، 35 عاما هي مدة عمله في وظيفة عامل خدمات كان يتمتع بالسيرة العطرة والحب من الجميع
لم يستغرق الأمر سوى 3 شهور قضاها عم محمد في منزله بعد بلوغه سن المعاش حتى راوده الحنين إلى الماضي وأجبره الاشتياق أن يذهب إلى مكان عمله ليملي نظره في الحوائط الذي قضى بين جدرانها 35 عاما.
يقول عم محمد: "اشتقت إلى المكان الذي قضيت فيه 35 سنة، حيث تعودت على الذهاب يوميا إلى التأمينات في السابعة صباحا وفرحت باستقبال جميع الموظفين وشعرت بالسعادة في عيونهم عند رؤيتهم لي وشعرت باستقبال الملوك وقتها وأشكره على معاملتهم معي وأصروا أن أشرب معهم كوب من الشاي ولأول مرة أشرب شاي في التأمينات ولم أكن أنا من صنعته وأشكرهم على ضيافتهم لي".
استقبل موظفو منطقة التأمينات الاجتماعية بالبحر الأحمر عم محمد بالأحضان فهو كان محبوبا للجميع، وأصر خالد صلاح أحد الموظفين، أن يعد كوبا من الشاي لعم محمد قبل أن يضع قبلة على رأسه، واعتبر ذلك رد الجميل على حد قوله، فطيلة 35 عاما كان عم محمد يصنع شايا لجميع الموظفين وذلك طبقا لطبيعة عمله كعامل خدمات في التأمينات.
يقول على حسن موظف بالتامينات، إن عم محمد كان طيبا إلى أبعد الحدود وأخلاقه عالية فطيلة عمله لم يصدر منه أي تصرف خطأ وكان الجميع يحترمه، بينما قال عزب مصطفى مدير التأمينات الاجتماعية بالبحر الأحمر: "طيلة حياتنا الوظيفية اتعودنا نشرب الشاي من إيد عم محمد واتعودنا عليها وفرحنا الآن بزيارته فهو رجل طيب ومحبوب من الجميع".