"جونسون": سأشكل حكومة جديدة.. وتشكيل برلمان جديد الإثنين
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون
أعلن رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، أنه بصدد تشكيل حكومة جديدة وأن مشرعي مجلس العموم سيصلون إلى مدينة "وستمنستر"، الاثنين المقبل، لتشكيل البرلمان الجديد، وقال - في خطاب ألقاه اليوم أمام مقر الحكومة البريطانية بعد فوز حزب المحافظين في الانتخابات العامة التي جرت في البلاد - إن حزب المحافظين حظى بتفويض ساحق من خلال هذه الانتخابات العامة لإتمام خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، وأنهم سيلتزمون بذلك بحلول يوم الـ 31 من شهر يناير المقبل، واصفا اللحظة الحالية بـ "القرار الوطني".
وأكد جونسون، أن الأولوية القصوى لشعب بريطانيا في الوقت الحالي وهو ما يجعلنا نركز، قبل كل شيء، على هيئة الخدمات الصحية الوطنية وهي فكرة تقدم أفضل ما في البلاد، كما أعلن أنه سيحقق التعهدات المتنازع والمتعلقة بـ "أكبر دفعة نقدية على الإطلاق"، إلى جانب توفير 50 ألف ممرض و40 مستشفى جديدة.
ووجه رئيس الوزراء المحافظ بوريس جونسون نداء لتوحيد بريطانيا التي تشهد انقسامات حيال الخروج من الاتحاد الأوروبي، وقال في خطاب مقتضب أمام 10 داونينغ ستريت "أدعو الجميع إلى طي الصفحة وتضميد الجراح" بعد أكثر من ثلاث سنوات من التجاذبات منذ استفتاء 2016 حول بريكست، وفقا لما ذكرته وكالة الانباء الفرنسية "فرانس برس".
ومد جونسون، يده إلى المؤيدين لأوروبا الذين لم يصوتوا له مشددا على رغبته في التركيز الآن على أولويات الناس كالطبابة والأمن والتعليم والبنى التحتية، ورأى جونسون في انتصاره مؤشرا الى قرار البريطانيين "القاطع الذي لا يمكن مقاومته ولا التشكيك فيه" بطي صفحة الاتحاد الأوروبي بعد 47 عاما من شراكة شهدت الكثير من التقلبات. واستقبل جونسون في قصر باكنجهام لتكلفه الملكة إليزابيث الثانية رسميا تشكيل الحكومة الجديدة.
وفاز المحافظون بغالبية غير مسبوقة من حيث حجمها في الانتخابات التشريعية منذ مارجريت ثاتشر عام 1987 وحصدوا 365 مقعدا "+48" من أصل 650 بحسب النتائج النهائية بفضل انتزاعهم دوائر مؤيدة تقليديا لحزب العمال، وسجلت نسبة المشاركة 67,23% في تراجع مقارنة مع اقتراع 2017، وفقا لما ذكرته وكالة الانباء الفرنسية "فرانس برس".
وكانت زعيمة الحزب الوطني الاسكتلندي، نيكولا ستارجن، قالت في وقت سابق، اليوم، إن بلادها رفضت حزب المحافظين بقيادة بوريس جونسون، واصفة نتائج الانتخابات العامة البريطانية التي جرت أمس بـ "اللحظة الفاصلة"، مضيفة، في خطاب ألقته اليوم في العاصمة إدنبرة، ونقلته قناة "سكاي نيوز"، أن نتائج الانتخابات العامة البريطانية أظهرت أن "نوع المستقبل الذي ترغب به الأغلبية في اسكتلندا يعد مختلفًا عن ذلك الذي اختارته البقية في المملكة المتحدة".
الحزب الوطني الإسكتلندي: "جونسون" ليس لديه تفويض لأخذ إسكتلندا خارج الاتحاد الأوروبي
وأكدت ستارجن، أن جونسون، "ليس لديه تفويضًا، على الإطلاق، لأخذ اسكتلندا خارج الاتحاد الأوروبي"، وأنها ستقوم خلال الأسبوع المقبل بتبرير الحاجة لنقل الصلاحيات إلى بلادها، حتى يتسنى إجراء استفتاء مستقل، مشددة أن "شعب اسكتلندا تكلم، وأنه حان وقت تقرير مستقبلنا"، وأشارت ستارجن إلى أنه أصبح من الواضح، بما لا يدع مجالاً للشك، أن الأغلبية العظمى من الشعب في اسكتلندا يرغبون في البقاء داخل الاتحاد الأوروبي.
وأوضحت زعيمة الحزب الوطني الاسكتلندي، أنه تم إصدار الحكم في ما يتعلق بالخروج من التكتل في الاستفتاء الذي جرى في عام 2016، وأنه تم تأكيده في الانتخابات العامة التي أقيمت في عام 2017، كما تم تعزيزه خلال الانتخابات الأوروبية في وقت سابق من العام الجاري، وتم التشديد عليه بصورة مؤكدة الليلة الماضية، وفقا لما ذكرته وكالة انباء"الشرق الأوسط".
وأدانت ستارجن، أن يتم تجاهل الشعب في اسكتلندا لثلاثة أعوام، ما دفع شعب بلادها بالقول الليلة الماضية "كفى"، مؤكدة أنه حان الوقت لجونسون البدء في الاستماع إليهم، موضحة: "الأمر لا يتعلق بمطالبة بوريس جونسون، أو أي سياسي آخر من (وستمنستر) الحصول على إذن، إنما الأمر متعلق بتأكيد الحق الديمقراطي لشعب اسكتلندا في تحديد مستقبله، ونظرًا لمخاوفي من أن حكومة المحافظين تخبئ اسكتلندا، فإن الحق في اختيار مستقبلنا لم يكن قط أكثر أهمية منه اليوم".
وتابعت ستارجن قائلة: "بالنسبة لرئيس الوزراء البريطاني فدعوني أكون واضحة، الأمر ليس مجرد طلب أنا أقدمه أو الحزب الوطني الإسكتلندي، بل إنه حق شعب اسكتلندا، وباعتباري زعيمة لحزب مهزوم في اسكتلندا ليس لدينا الحق في الوقوف في الطريق".
وفي سياق متصل، هنأ رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، جونسون على فوزه في الانتخابات العامة البريطانية، وقال خان، في تغريدة له على موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، حسبما نقلت قناة "جيونيوز" الباكستانية، إنه يتطلع إلى العمل مع جونسون واستمرار التعاون بين بلديهما، فيما هنأ عدد آخر من زعماء العالم، رئيس الوزراء البريطاني على هذا الفوز، من بينهم رئيس الوزراء الاسترالي "سكوت موريسون"، المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل"، ووزيرة الدولة الفرنسية للشئون الأوروبية "أميلي دو مونشالان".