أجبر على القتل في طفولته.. شاكوانيني بمنتدى الشباب: الخالدون من وهبوا حياتهم للآخرين
ميشال جاكوانيني
قال نيشال شاكوانيني، رجل أجبر على القتال منذ طفولته، إنه وفي الخامسة من عمره اختطفته مجموعة مسلحة عندما كان يلعب كرة القدم مع أصدقائه: "صرخوا فينا وأخبرونا أنا لو نطقنا سيطلقون النار علينا، ووضعونا في شاحنة وقادوها لساعات".
شاكوانيني: قتلت أعز أصدقائي في عمر الخامسة كدليل على بدء عملي بالجيش
وأضاف "شاكوانيني" خلال كلمته بانطلاق فعاليات منتدى شباب العالم في نسخته الثالثة بشرم الشيخ، أنه وبعد وصولهم إلى وجهة المختطفين أخبرهم القائد بأنهم هم من سيحررون جمهورية الكونغو الديمقراطية؛ وقاموا بتغطية عينيه وأجبروه على قتل أعز أصدقائه في الـ5 من عمره كدليل على بدء عمله في الجيش، موضحا أنه وبعد أسابيع من التدريب أخذوه إلى قرية بها إمدادات طبية وغذائية وقالوا إنها المساحة التي سيبدأون منها؛ وفي تلك المرحلة استطاع أن يهرب بعدما ركض لـ3 أيام دون معرفة نهاية طريقه؛ حتى انتهى به الحال لرجل أعاده إلى أسرته مرة أخرى: "كانت إحدى أعظم وأكبر التحديات التي مررت بها".
وأكد شاكوانيني أن والديه قد عملا بدون كلل أو ملل حتى يؤمِّنا له حياة عامره وناجحة، وعندما صار المواطنون لاجئين بسبب الحرب الأهلية في جمهورية الكونغو الديمقراطية خيرت أسرته بين الهروب أو البقاء على قيد الحياة والاستمرار وهربوا إلى أوغندا وصاروا لاجئين، مشيرا إلى أنه ولمدة 5 أعوام كانت تسير والدته في أماكن وعرة وخطرة للحصول على رقم لأسرتها لأنهم لاجئين: "على الرغم من الخوف استمررت وثابرت ولم أكن لأقف أمامكم اليوم دون شجاعتها التي أظهرتها كل يوم لمدة 5 أعوام متتالية".
شاكوانيني: والدي أخبرني قبل وفاته بأن من يخلد في التاريخ من وهب حياته للآخرين
وتابع: "أمي أخبرتني أنني ومن أجل أن أحدث أثرا في العالم لن يكون من يوم في مؤتمر أو كلمة ألقيها ولكن يجب أن يكون التغيير مستمرا في حياتي ودؤوبا ويكون جزءا مني حتى أحققه في العالم؛ أما والدي فقد علمني أهمية هزيمة خوفي وكل مهمة كان يقوم بها كانت تحت التهديد، وبنهاية الأمر قتل بسبب عمله في مجال حقوق الإنسان، وكان دائما يخبرني أن ما يجب أن نخشاه في حياتنا ليس الموت ولكن يجب أن نتحرر حتى نترك سيرة طيبة في أسرنا ومجتمعاتنا والعالم وهذا ما يعرف جهودنا كبشر، وأثناء موته نظر إليّ وقال تذكر دائما أن الرجال والنساء العظام على مر التاريخ لم يخلدوا لثرواتهم ولا لنجاحاتهم ولكن لقلوبهم ومافعلوه ووهبوه للآخرين".
وواصل شاكوانيني قائلا: "وقوفي أمامكم ليس بالأمر الهين كي أعيد سرد قصة أصعب لحظات حياتي أمامكم اليوم، قد أكون مبتسما أمامكم اليوم والكثير يخبروني أني أبتسم كثيرا ولكن أصعب المعارك هي تلك التي لم يرها أحد، وأنا لم أخبركم قصتي كي تشعروا بالشفقة أو الأسف لما حدث معي وأنا صريح معكم ودائما ما أفعل ذلك لأغراض علاجية، وسرد قصتي يعطيني الهدف والغرض وهو إنهاء عمل الأطفال كجنود، وقصتي ليست نادرة الحدوث وهناك أكثر من 250 ألف طفل يحاربون في العديد من الصراعات بكل أرجاء العالم 40% منهم من الفتايات، البرامج الخاصة بالأمم المتحدة لإعادة تأهيل الأطفال ليس الحل ولكن يجب معالجة مشكلات الجوع والفقر وغياب فرص العمل خاصة في بلاد تكافح للبقاء في كل أرجاء العالم وقبل أي شيء يجب علينا أن نحل مشكلة الأسلحة الصغيرة والخفيفة المنتشرة حول دول العالم".
شاكوانيني: منتدى شباب العالم مساحة مهمة.. ويجب تجاوز القرارات والبيانات
واستطرد: "منتدى شباب العالم هو مساحة مهمة وأتحدى كل شخص في تلك الغرفة أن يعمل بما يتجاوز القرارات والبيانات وأتحدى الجميع هنا أن يعملوا سويا كي يخرجوا بطرق خلاقة ومبدعة لمعالجة المشكلات الهيكلية والأساسية التي لا تزال تؤثر في معظم مجتمعات العالم مثل الفقر والتعليم والرعاية الصحية وهي آليات تعزيز وتعظيم النزاعات والصراعات في كل أرجاء العالم ومكون أساسي لعمل الأطفال كجنود في كل أرجاء العالم".
وافتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي منتدى شباب العالم، مساء اليوم، في مدينة شرم الشيخ، بحضور أكثر من 7 آلاف شاب من 196 دولة، حيث يستمر المنتدى من 14 إلى 17 من الشهر الجاري.
ويقدم منتدى شباب العالم هذا العام نموذج محاكاة الاتحاد من أجل المتوسط MUFM لدعم الشباب في منطقة البحر المتوسط للالتقاء من أجل مستقبل أفضل. كما يشهد النموذج مشاركة ممثلين لدول الاتحاد من أجل المتوسط والبالغ عددهم 43 ممثلًا، لتحقيق أهداف التنمية البشرية والاستقرار والتكامل الإقليمي.
ويتضمن المنتدى أيضًا منصة INSPIRE.D ليعبر خلالها الشباب من مختلف أنحاء العالم عن تجاربهم التي مروا بها في حياتهم وخبراتهم في مناحي الحياة المختلفة، بمشاركة 8 متحدثين، يروون رحلاتهم من أجل مساعدة الإنسانية.
فيما يأتي مسرح شباب العالم العام الجاري؛ حاملًا رسالة للتفاهم والتكامل العالمي من خلال مجموعة من العروض الفنية والإبداعية الجديدة التي تعكس ثقافات الشعوب المختلفة، وذلك تنفيذا لتوصيات الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال النسخة الأولى من المنتدى عام 2017، بإقامة ورشة من الشباب تناقش القضايا المختلفة من خلال إطار فني هادف.