أستاذ علوم سياسية: مصر الوحيدة عربيا التي حققت مصالح شعبها
الدكتور عادل العدوي
قال الدكتور عادل العدوي أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية، إنّ هناك قوى عظمة متنافسة تؤثر في العالم، خاصة التي بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، إذ إنّ الصين تبنت منذ العام 2013 بناء الطرق وازدياد مصالح التجارية في منطقة الشرق الأوسط، والشهر الماضي كانت هناك مبادرة مضادة للولايات المتحدة الأمريكية عُرفت باسم "النقطة الزرقاء" بدأتها اليابان وأستراليا إلى جانب أمريكا.
وأضاف العدوي خلال كلمته في جلسة "التحديات الراهنة للأمن والسلم الدوليين" ضمن فعاليات منتدى شباب العالم بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، أنّ التنافس الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والصين محرك أساسي سيؤثر في منطقة الشرق الأوسط على مدار الـ25 عامًا المقبلة، فالمسرح الاستراتيجي لمنطقة الشرق الأوسط هو مسرح مصالح للصين.
وتابع العدوي أنّ إيران دولة أساسية في مبادرة الطريق، وبدأت الولايات المتحدة الأمريكية في التوجه نحوها للدخول في التنافسية بين الصين والولايات المتحدة، وهذا التنافس الاستراتيجي سيزداد مع الوقت، ويجب على بلاد منطقة الشرق الأوسط الحرص الجيد، إذ إنّ مصر تلعب دورًا محوريًا في هذا الصدد لمحاولة حماية البلدان الوطنية من التدخلات الخارجية.
واستكمل أنّ منطقة الشرق الأوسط شهدت في السنوات الأخيرة تدخلات شديدة من قِبل بعض القوى العظمى، مثلما حدث في ليبيا من تدخلات عسكرية أجنبية وهو ما كان أمر مدمر لها، والتدخلات في سوريا، واليمن، مشيرًا إلى أنّ النموذج الوحيد الذي أثبت نجاحه من البلدان العربية حتى الآن هو مصر، إذ إنّ ثورة يونيو 2013 أظهرت أنّ التغير السياسي الداخلي الوطني المحلي هو السبيل الأمثل للمضي قدمًا نحو المستقبل.
وتابع أنّه كانت هناك الكثير من محاولات التدخل الخارجية لصياغة الديناميكيات داخل الواقع المصري، لكن الدولة المصرية والجيش المصري نجحا في حماية مصالح الشعب المصري وتطبيق الرؤية المصرية للدولة.
ولفت أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية، إلى أنّ النموذج المصري مُنح الفرصة للنجاح رغم التحديات والصعاب، ويجب على المجتمع الدولي مساعدة مصر لحماية البلدان الأخرى مثل ليبيا، واليمن، وسوريا، موضحا أنّ المصالح السياسية تحاول تشكيل منطقة الشرق الأوسط بشكل سينتج عنه المزيد من التدمير والخراب.
ومنتدى شباب العالم حدث سنوي عالمي، يُقام بمدينة شرم الشيخ تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وانطلقت النسخة الأولى منه في عام 2017 بعد دعوة عدد من شباب مصر المتميز ليرسل رسالة سلام وازدهار وتنمية إلى العالم أجمع.
وشهدت النسخة الثانية للمنتدى في عام 2018 مشاركة أكثر من 5 آلاف من شباب العالم، وتنطلق نسخة هذا العام في الفترة من 14 إلى 17 ديسمبر 2019، وتتضمن مناقشة ثرية حول قضايا الأمن الغذائي، والبيئة والمناخ، وسلسلة الكتل (Block-Chain) والذكاء الاصطناعي، وتمكين المرأة، والفن والسينما، إضافة إلى نموذج محاكاة للاتحاد من أجل دول المتوسط.