بالفيديو: "تدريب وتحفيز وصور للذكرى".. كواليس غرف بروفات فناني مسرح شباب العالم
"رقص وعزف وغناء".. مسرح المنتدى يجمع شباب العالم على أرض السلام
قاعة مسرح كبيرة داخلها آلاف المقاعد متراصة جنبا إلى جنب، يتوافد إليها الجمهور من شتى أنحاء العالم على اختلاف أذواقهم، بينهم من جاء لسماع مقطع موسيقي ذات طابع شرقي، ويينهم من جاء للرقص على نغمات موسيقى الغرب ذات الإيقاع السريع، وآخرون استهوتهم فنون أوشكت على الاندثار يحييها شباب لم يتجاوز أي منهم العقد الثالث من العمر، وما خلف ستار المسرح الكبير غرف متجاورة، يجري العمل فيها كخلية نحل، حيث تضم فنانين من شتى بقاع الأرض يستعدون بتأهب شديد للحظة رفع الستار والخروج إلى الجماهير المنتظرة.
"الوطن" انتقلت إلى الفنانين المشاركين في مسرح منتدى شباب العالم لمتابعة تفاصيل الدقائق الأخيرة للتدريبات في غرف البروفات قبل الصعود على خشبة المسرح لتقديم العروض أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي وعدد من المسؤولين المدعوين للحدث العالمي.
في الممرات المؤدية إلى الغرف تتداخل أصوات عزف الفنانين على الآلات الموسيقية العود والجيتار مع صوت غناء أحدهم، يقطع حالة الانسجام الموسيقي صوت أحد المشرفين بتقديم النصائح لفريقه لتقديم أداء يليق بالحدث، وفي أحد الأركان اصطف فريق "موزار طيف الخيال" المغربي، المشارك بعروض رقصات خيال الظل على مسرح شباب العالم، يستمعون إلى توجيهات قائد الفريق رضوان بوحراث، فهو وحسب تعبيره في حديثه لـ"الوطن" يريد الحفاظ على الأداء المشرف الذي ظهر به الفريق على خشبة مسرح برنامج المسابقات آراب جوت تالنت في عام 2017، خضعوا لتدريبات يومية مكثفة في بلدهم المغرب وبعد الوصول إلى أرض شرم الشيخ.
فريق طيف الخيال المغربي: المسرح فرصة لمزج الفنون وإحياء تراث البلدان
المغربي بوحراث، أشاد بوجود مسرح يجمع الشباب الموهوب من شتى أنحاء العالم دون فرق بين جنسية وأخرى، كفرصة لمزج الفنون وإحياء تراث البلدان على منصة واحدة.
قدّم الفريق المغربي الذي بدأت فكرته في العام 2014 عرضا بفن خيال الظل على المسرح، بحضور عدد من المسؤولين والدبلوماسيين، لخّص خلالها فكرة الحروب والنزاعات التي تدمر طبيعة الإنسان وفطرته التي ولد بها تماشيا مع شعار المسرح هذا العام إحياء الإنسانية.
إيهاب التونسي: دخلت معسكر تدريب مغلق لمدة 7 أيام
صوت آلة العود ارتفع من أحد الممرات، حيث جلس عازف العود الشاب التونسي إيهاب لعوج، يتدرب على الألحان التي يقدمها للجمهور على المسرح في انتظار شريكته في العرض الأردنية دانا المصري، لحين انتهاء الماكيير من تجهيزها، وفي حديثه لـ"الوطن" أثناء العزف على العود أكد أنّه دخل معسكر تدريبات مغلق لمدة 7 أيام قبل وصوله إلى مصر، وبعد مجيئه يستمر في التدريب حتى آخر لحظة قبل الصعود على خشبة المسرح.
لم يكن الشاب التونسي التقى شريكته في العرض من قبل، فحسب رواية دانا عازفة العود الأردنية، خيّرتهما إدارة المنتدى في الظهور معا كثنائي عازف للعود، ووافقا على الفكرة.
دانا وإيهاب، اعتبرا ظهورهما معا فرصة للتعارف والمزج بين ثقافة بلدين عربيتين لنقل الخبرات بينهما: "فكرة المسرح لفتت انتباهي وقدمت فيه ومبسوطة بقبولي الأمثل بلدي على خشبة مسرح شباب العالم".
مشهد التدريبات والنصح ونغمات العزف والغناء التي تصدح من أرجاء غرف البروفات، يكتمل بلحظات ضحك والتقاط صور للذكرى بين الشباب، فجميعهم يحرص على تخليد تلك الأيام بالصور ومقاطع الفيديو، فهنا يجتمع عدد من الفنانين الشباب لتناول شراب ساخن ومأكولات خفيفة قبل ساعات من الصعود على خشبة المسرح، يحفزون بعضهم بكلمات تشجيع بلغات مختلفة، وفي زاوية أخرى جلس بعضهم لإجراء محادثة هاتفية مع أسرته ليعيش معهم الدقائق الأخيرة قبل الخروج إلى الجمهور.
في الخارج المسرح يهتز من صوت الفنانين وحماس الجمهور المتفاعل معهم، قدّم الشباب عروضا مختلفة في مزيج بين أنواع الفنون والثقافات رفعت جميعها شعار "إحياء الإنسانية".