مترجم الصم والبكم بمنتدى شباب العالم: أحلم بمحو الأمية الإشارية
محمد صفوت خلال فعاليات منتدى شباب العالم
مجتمع يقبل الجميع، ذهب إليه شباب صم وبكم، ربما يجدون استهجانا ممن حولهم في أماكن أخرى، لكنهم وجدوا لأنفسهم مجالا للاطلاع على ثقافات العالم أجمع من خلال المشاركة في منتدى شباب العالم على أرض شرم الشيخ، يتجولون بين الورش والجلسات ومعهم "مترجم لغة الإشارة" الذي لطالما حلم بمحو الأمية الإشارية.
محمد صفوت، الشاب المنتدب من جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا لترجمة فعاليات منتدى شباب العالم للشباب من الصم والبكم المشاركين به، تحوّل شغفه ودراسته من رسالة تترجم لغة الناطقين بالعربية للصم، إلى همزة وصل بين شباب العالم من كل لغات الأرض إلى لغة الإشارة.
يتواجد حيث يتجمع "الصم والبكم" حسب توجيهات إدارة منتدى شباب العالم، ويقول محمد في حديثه، لـ"الوطن"، إنّه في البداية لم يكن هناك مكانا مخصصا له ثم أصبح الأمر مرتبا ومنظما، وأنّه سعيد بما رآه من حفاوة استقبال وحسن معاملة منذ اللحظة الأولى لدخول شرم الشيخ.
"محمد صفوت" يشرح صعوبة ترجمة المصطلحات التكنولوجية
جلسات دسمة تهم الشباب يناقشها منتدى شباب العالم، وهو ما يجد محمد صعوبة في شرحه نظرا لاستحداث مصطلحات علمية عدة لم تستوعبها لغة الإشارة بعد، فيجد نفسه يصف الكلمة الواحدة بـ7 أو 8 إشارات، ما يصعب عليه مهمة الترجمة لمثل هذه العلوم الحديثة التي يتناولها منتدى شباب العالم.
"كلمة أحمد حلمي والمسرحية وجلسات البيئة، أبرز ما استمتع به الشباب وتفاعلوا معه".. هكذا قال محمد الذي ترك دراسته في كلية التجارة للحاق بكلية "تربية خاصة" لشغفه بلغة الإشارة، وهدفه الذي خلق داخله منذ أن وجد والده ووالدته يجدان صعوبة في التواصل مع العالم، فسعى لمحو الأمية الإشارية من الجانبين سواء لتعليم الصم والبكم أو للمتكلمين حتى تكون وسيلة تواصل بينهم وبين العالم.
"ليس المصريين فقط".. يتحدث محمد عن مشكلة واجهته وهي تعدد اللغات، فلغة الإشارة مثل اللغات العادية تختلف من شعب لشعب، ما اضطر محمد لأن يلجأ للغة الإشارة الدولية "الأمريكية" للتعامل مع شابين من اليابان من الصم والبكم الحضور للمنتدى، ما سهّل التواصل بينهم وبين الحضور والفعاليات، ليتحول حلمه الذي كان طامحا له بتعليم المصريين لغة الإشارة لمترجم عالمي يتواصل مع جنسيات أخرى.