امتاز سبعة من الصحابة بكثرة النقل عن النبي صلي الله عليه وسلم، أكثر من غيرهم، وعلى أحاديثهم قامت السنة النبوية، وذلك لأن منهم من عاش في كنف الرسول مصاحبا ولصيقا له، وآخر كان خادمه، وأحد المكثرين واحدة من زوجاته رضي الله عنهن.
وأوردت كتب الحديث النبوي أن أكثر الصحابة رواية للحديث عن النبي هم:
أبو هريرة روى 5374 حديثا
هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي (المتوفى سنة 59 هـ) صحابي ومحدث وفقيه، أسلم سنة 7 هـ، ولزم النبي محمداً، وحفظ الحديث عنه، حتى أصبح أكثر الصحابة روايةً وحفظًا للحديث النبوي. لسعة حفظ أبي هريرة، التفّ حوله العديد من الصحابة والتابعين من طلبة الحديث النبوي الذين قدّر البخاري عددهم بأنهم جاوزوا الثمانمائة ممن رووا عن أبي هريرة.
عبد الله بن عمر روى 2630 حديثا
هو عبد الله بن عمر بن الخطاب المتوفى ( 73 هـ) وكان محدثا وفقيها وصحابيا من صغار الصحابة، وابن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، وأحد المكثرين في الفتوى، وكذلك هو من المكثرين في رواية الحديث النبوي عن النبي محمد. وكان ابن عمر من أكثر الناس اقتداءً بسيرة النبي، ومن أكثرهم تتبُّعًا لآثاره. كما كان قبلة لطُلاّب الحديث والفتاوى في المدينة المنورة.
أنس بن مالك روى 2286 حديثا
هو أبو حمزة أنس بن مالك النجاري الخزرجي، صحابي خدم النبي محمد، وهو أحد المكثرين لرواية الحديث. وقد تفرغ أنس بن مالك لرواية الحديث النبوي في البصرة، والتف حوله طلاّب الحديث، وأخذوه عنه حتى أحصى علماء الحديث أكثر من مائتي راوٍ عنه، وهو من المكثرين في الرواية عن النبي محمد. وقد أحصى له بقي بن مخلد في مسنده 2,286 حديثًا، اتفق له البخاري ومسلم على 180 حديثًا، وانفرد البخاري بثمانين حديثا، ومسلم بتسعين. وكان أنس يتحرى الدقة في متن روايته لفظيًا مخافة الكذب على لسان النبي.
أم المؤمنين عائشة روت 2210 حديثا
هي عائِشة بنت أبي بكر التيميَّة القُرَشِيّة (توفيت سنة 58 هـ) ثالث زوجات الرسول محمد وإحدى أمهات المؤمنين، والتي لم يتزوج امرأة بكرًا غيرها. وهي بنت الخليفة الأول للنبي، أبو بكر بن أبي قحافة. وقد تزوجها النبي محمد بعد غزوة بدر في شوال سنة 2 هـ. وقد روت عائشة العديد من الأحاديث عن النبي محمد مباشرة، لما توفّر لها من حظ ملازمته، وقلّما روت عن أحدهم عن النبي محمد، فأصبحت حجرتها مقصد طلاب الحديث، حتى قال الذهبي أن أكثر من مئة شخص روى عن عائشة.
عبد الله بن عباس روى 1660حديثا
هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم، صحابي جليل، وابن عم النبي محمد، حبر الأمة وفقيهها وإمام التفسير وترجمان القرآن، ولد ببني هاشم قبل الهجرة بثلاث سنين، وكان النبي دائم الدعاء لابن عباس فدعا أن يملأ الله جوفه عِلماً وأن يجعله صالحاً. وكان يدنيه منه وهو طفل ويربّت على كتفه وهو يقول: «اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل». ويعد ابن عباس من فقهاء الصحابة وساهم بشكل كبير في تأسيس مدرسة الفقه بمكة.
جابر بن عبد الله روى 1540حديثا
جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري، صحابي من المكثرين من رواية الحديث النبوي. كان جابر من الأنصار ومن المقربين الذين التفّوا حول النبي، ولم يتخلف عن غزوة مع النبي بعد بدر وأحد وشهد بيعة الرضوان والعديد من المواقع الكبرى، وقد روى عن النبي وعشرات الصحابة، وروى عنه المئات من التابعين.
أبوسعيد الخدري روي 1170حديثا
هو أبو سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري (74 هـ) صحابي من صغار الصحابة، وأحد المكثرين لرواية الحديث النبوي. ولد أبو سعيد سعد بن مالك بن سنان بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج قبل هجرة النبي محمد إلى يثرب بعشر سنين، ولأبيه مالك بن سنان صُحبة، تقدّم أبو سعيد الخدري للمشاركة في غزوة أحد سنة 3 هـ، إلا أن النبي محمد ردّه يومها لصغر سنه. إلا أنه شارك معه بعدئذ في غزوة الخندق، وغزوة بني المصطلق وعشرة غزوات أخرى، كما شهد بيعة الرضوان.
تعليقات الفيسبوك