أهالى شطورة.. «الشهامة والواجب» جمعاهم.. و«إهمال مستشفى طهطا» فرقهم
أشلاء متناثرة، أبدان تصرخ من لهب الحريق الذى نتج عن انفجار مخزن للمواد البترولية، فى قرية شطورة التابعة لمركز طهطا محافظة سوهاج، أهالى يحاولون المساعدة فيلقون مصير البقية، ورغم ذلك يقف أبناء قرى الصعيد على قدم وساق لتقديم المساعدات التى عجز مستشفى طهطا العام عن تلبيتها. وفاة 6 من أبناء عمومة إبراهيم عسكر، أحد شهود العيان، لم تقف بينه وبين تأدية الواجب تجاه بقية المصابين بعد أن رأى بعينيه سيارة الإسعاف الواحدة تحمل داخلها أكثر من 25 حالة بسبب ضعف إمكانيات القرية: «عيلتى مات منها 6 عشان الشهامة والواجب، لكن ذنب الـ70 مصاب الباقيين إيه، هم عرضة للموت عشان المستشفيات عاجزة، أو استكفت بعدد حالات معينة»، يشكو الشاب العشرينى من الإهمال الذى تسبب فى معاناة أبناء قرية شطورة: «رحت المستشفى قالولنا مفيش مراهم للحروق لفينا على 5 صيدليات وخدنا أكبر كمية ببلاش، وطلعنا على قرية طما نستنجد بصيدليتهم هناك»، وتابع بنبرة غاضبة: «ماهو لو كان اللى فجر المخزن إخوان كنا هنلاقى المساعدات على قفا من يشيل». 45 عبوة من مرهم لعلاج الحروق هى الكمية التى تبرع بها حسن عسكر، صاحب صيدلية بمركز شطورة، لمستشفى طهطا لمساندة أبناء قريته، ولتعزية نفسه فى وفاة 6 من أقاربه فى الحريق: «كلنا هنا إيد واحدة، ونسينا خلافاتنا واتجمعنا». الصيدلى الخمسينى يؤكد أن المستشفى لم يكن يستوعب الحالات التى وصلت له حتى يقدم الخدمة بكفاءة عالية وتقليل عدد المتوفين: «أكتر من 100 حالة دخلوا مرة واحدة والمستشفى كله على بعضه مفيهوش 20 طبيب، الحادثة كلها ظرف طارئ ووقع على الكل، لكن رضه كنا محتاجين اهتمام أكتر بمستشفيات الصعيد وتوفير أجهزة محاليل».