ظلت هوية القاتل المتسلسل، الذي عرف باسم "جاك السفاح"، غير مؤكدة بالنسبة للمؤرخين والمتخصصين في عالم الجريمة لما يزيد عن قرن كامل، إلا أن خطابا قديما يروي تفاصيل هجوم شخص مختل عقلياً على سيدة بمقص كبير، ربما يكون قد جعل عملية اكتشاف هوية السفاح الشهير، (بشكل نهائي ومؤكد) أمراً وشيكاً.
كشفت الرسالة القديمة، التي تم اكتشافها في مكتبة كلية اللاهوت بجامعة ملبورن الاسترالية، عن واقعة هجوم أحد المشتبه بهم الرئيسيين في القضية، وهو البولندي "آرون كوزمينسكي"، على سيدة باستخدام مقص، في المنطقة الشرقية من مدينة "لندن القديمة، بحسب ما نقلته صحيفة "Daily Mail" الإنجليزية.
عثر العاملون بالمكتبة على الخطاب أثناء ترتيب أدراج المكتبة، وتم بيعه ضمن مجموعة من الأوراق القديمة الأخرى على متجر (eBay) الإلكتروني، حيث اشتراها "تيم أتكينسون"، الذي يعمل في مجال تركيب السجاد والأرضيات المنزلية، وله خبرة كبيرة في متابعة قضية جاك السفاح التاريخية، بمبلغ 242 جنيهاً إسترلينياً.
أعرب "أتكينسون"، عن حماسه الشديد لشراء الوثيقة، التي وصفها بأنها ستغير كل الحسابات، لأنها تعتبر دليلاً قاطعاً على أن البولندي "آرون كوزمينسكي" كان شخصاً عدوانياً وخطراً، وأنه كان قادراً على مهاجمة الناس وإيذائهم وقتلهم، كما حدث في الوقعة التي تصفها الرسالة.
كان "آرون"، واحداً من ثلاثة متهمين أساسيين، اعتقد المحققون أن واحداً منهم هو جاك السفاح، وعلى الرغم من إصابته بأمراض نفسية، إلا أن المحققين اعتبروا أنه شخص مسالم ولا يمكنه ارتكاب جريمة قتل، ولكن هذا لم يكن رأي كاتب الخطاب، "ويليام باتريك دوت"، الذي كان مديراً مساعداً لشئون إحدى كنائس لندن، وقت كتابة الرسالة سنة 1889.
تقول الرواية الشائعة، إن "آرون"، الحلاق البولندي اليهودي، عمل لفترة في مستشفى، قبل أن ينتقل لمنطقة "وايت تشابل" "Whitechapel" بشرق مدينة لندن، حيث حدثت سلسلة جرائم القتل الشهيرة، التي كونت قضية جاك السفاح، والتي يعتقد الخبراء أن عددها لا يقل عن 5 جرائم، تم ارتكابها خلال ثلاثة أشهر، وكان ضحاياها جميعاً من النساء الفقيرات، اللاتي كان أغلبهن يعملن في مجال الدعارة، وتم ذبحهن والتمثيل بجثث بعضهن وإزالة بعض الأعضاء الداخلية.
أطلق الناس اسم "جاك السفاح" على القاتل الذي ارتكب كل هذه الجرائم بسبب خطاب تلقته الشرطة، يزعم فيه الكاتب أنه مرتكب جميع الجرائم القتل الشهيرة، وحمل الخطاب في نهايته توقيع باسم (Jack The Ripper)، وترجمتها الحرفية هي جاك الممزق، أو جاك السفاح، كما يعرف في الصحافة والأدب العربي.
ادعى البعض أن "آرون"، تم فصله من الأماكن التي عمل بها عدة مرات، بسبب الأعراض النفسية والعصبية التي كان يعاني منها، ويقول البعض إن الفترة التي يقال إن "آرون" عمل فيها بأحد المستشفيات، كممرض أو مساعد ممرض، ربما تكون دليلاً إضافياً على أنه هو مرتكب الجرائم، بسبب عمليات التقطيع وإخراج الأعضاء التي حدثت للجثث.
قضى "آرون"، السنوات الأخيرة من حياته في مستشفى للأمراض العقلية، حيث كان يعالج من هلاوس سمعية، وبارانويا أو جنون الشك، إضافة إلى ميول لإيذاء النفس، واستمر وزنه في التناقص حتى أصيب بالهزال والضعف الشديدين، بسبب خوفه المرضي من التهام الطعام الذي يعطيه أي شخص آخر له، حتى قيل إنه كان يلتهم الفتات من القمامة، ومات أثناء وجوده بالمصحة سنة 1919.
تعليقات الفيسبوك