تدخين الشيشة
في ظل تحذيرات الأطباء وما تنشره الدراسات الحديثة حول مخاطر الشيشة، خاصة تلك المرتبطة بنكهات الفواكه، أصيب شاب سويدي بالغ من العمر 20 عاما، بمرض السل، بسبب تدخينها بشكل منتظم، بحسب ما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وعن أضرار النفخات المستنشقة من الشيشة، يعتقد العلماء أنها أعلى بعشرة أضعاف من تدخين السيجارة، لأن الجلسات يمكن أن تستمر لساعات في الحانات والصالات، وهذا يعني أن المستخدمين يتعرضون لمستوى أعلى من البكتيريا الضارة وعرضة للعدوى.
وفي أغسطس الماضي، وجدت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا الأمريكية أن تدخين الشيشة مرة واحدة تصيب بكمية معادلة من المواد الخطرة لعلبة سجائر كاملة، كما توصلت إلى أن الماء في الشيشة ينتج فعلاً جزيئات متناهية الصغر قادرة على الوصول إلى أعمق أجزاء الرئتين.
كما حلل الكيميائيون الانبعاثات خلال جلسة شيشة نموذجية باستخدام جهاز مصمم خصيصًا، وجدوا أن الأنابيب المائية أنتجت كمية أكبر بكثير من أول أكسيد الكربون مقارنةً بالسجائر، ونُشرت هذه النتائج مجلة Aerosol Science and Technology.
وكتب المؤلفون أن جرعة ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن جلسة تدخين باستخدام الشيشة، كانت تعادل جرعة ثاني أكسيد الكربون، الناتجة عن 12 سيجارة.
ونبهت دراسة أمريكية صدرت في العام الماضي، إلى تبعات خطيرة لتدخين الشيشة على الصحة، وذلك في ضوء تحذير منظمة الصحة العالمية منها، موضحة أن التدخين عبر الأنبوب الشهير يهدد بمواد سامة تسبب سرطان الرئة ومرض القلب ومتاعب صحية أخرى.
وكشفت الدراسة، التي أجراها باحثون من جامعة كاليفوريا في لوس أنجلوس، أن جلسة واحدة من تدخين الشيشة تلحق ضررا كبيرا بنبض القلب وضغط الدم وتيبس الشرايين، وفق ما نقل موقع "ميديكال نيوز توداي".
ووجد الباحثون أنه تدخين الشيشة لنصف ساعة يرفع مستوى تيبس الشرايين بصورة مشابهة لما يحدث أثناء تدخين سيجارة عادية، كما نبهت الدراسة إلى أن إضافة نكهات الفواكه إلى "معسل" الشيشة يزيد من انتشارها ويشجع عددا من الشبان واليافعين على تدخينها.
شيشة الفواكة ليست أكثر ضرارا أو أقل من العادية، فهي تسبب مخاطر عدة.. هكذا علق الدكتور محمود السعداوى، استشاري أمراض الصدر، لافتا خلال حديثه مع "الوطن"، إلى أن "النرجيلة" تصيب الإنسان بأمراض عدة وعلى الإعلام التوعية بذلك.
وتسبب "الشيشة" التهاب الرئة، وضيق التنفس، وقلة المناعة، فضلا عن زيادة فرصة الإصابة بأورام الرئة.
وأكد استشاري أمراض الصدر، أن التدخين بجميع أنواعه ومهما اختلف شكله، له تأثير سلبي على الجهاز التنفسي خاصة على كبار السن.
وأوضح الدكتور عاطف عفيفي، استشاري الأمراض الصدرية، خلال حديثه مع "الوطن"، أن الأشخاص المدخنين خاصة فوق سن الـ70، ينقسمون بين أشخاص لديهم مناعة، أي ليس لديهم الجين المسؤول عن مرض التدخين "السدة الرئوية"، لذلك لا يصابون به، وآخرون لديهم الجينات الخاصة بأمراض التدخين، ومع الوقت وطول مدة التدخين، يصابوا بـ"السدة الرئوية".
وأكد الدكتور عاطف عفيفي، أن سن بداية التدخين عامل مهم، فإذا بدأ الإنسان التدخين في سن صغيرة ولديه جين "السدة الرئوية"، مع تقدم العمر يظهر عليه أعراض المرض، ما بين ضيق التنفس والكحة واستخدام البخاخات، نتيجة ضيق الشعب الهوائية.
تعليقات الفيسبوك