من المواطنين إلى السياسيين والنواب: "إنتو لساننا عند الحكومة"
«النواب» فى إحدى جلسات البرلمان
اتفق عدد من المواطنين على ضرورة تفعيل دور الأحزاب ودعم انتشارها بين القواعد الجماهيرية، مشيرين إلى أهمية أن يتواصل نواب الأحزاب فى البرلمان مع أبناء دوائرهم الانتخابية، لأنهم «لسان الناس لدى الحكومة» ويجب أن يتواصلوا مع المواطنين حتى يعبروا عن مشاكلهم وهمومهم بدقة. مطالبين النواب بالتواجد بينهم طوال الوقت وليس فى الانتخابات فقط، مشددين على ضرورة استعانة تلك الأحزاب بالشباب فى تشكيلها الداخلى والدفع بهم فى الانتخابات، لأنهم الأقدر على أن يكونوا حلقة الوصل بين المواطن والمسئول.
"هناء": محتاجينهم يناقشونا فى القرارات
«محتاجين البرلمان والأحزاب يكونوا قريبين من الغلابة ويسمعوا طلباتهم»، هذا ما تتمناه هناء محمد، 49 عاماً، موظفة، تقطن فى منطقة السيدة زينب، من الأحزاب والسياسيين، مشيرة إلى ضعف تواصل تلك الأحزاب مع المواطنين: «أنا واحدة من الناس ما أعرفش أسماء أعضاء البرلمان، ورجال السياسة قليلين جداً المعروفين وليهم دور فى البلد، وعموماً أتمنى أن يشارك السياسيون ورؤساء الأحزاب الرأى مع المواطنين فى شتى المجالات، ليكونوا جزءاً من عملية اتخاذ القرار».
ترى «هناء» أنه من الضرورى استطلاع رأى المواطن دائماً فيما يدور حوله من أحداث، باعتباره جزءاً من تكوين المجتمع: «مهما كان مستوى تعليم المواطن، لازم يكون رأيه مسموع ويُحترم، ليه ما يبقاش فيه حد من الأحزاب والبرلمان فى كل منطقة يسمع مشاكل الناس ويتناقش معاهم فى حلولها وقراراتها».
"هدى": يحطوا نفسهم مكاننا
هدى عبدالعزيز، 39 عاماً، ربة منزل، من العباسية، بدأت حديثها قائلة: «مش بنسمع عن الأحزاب أو نواب الدوائر والمرشحين إلا أيام الحملات الانتخابية»، هكذا بدأت حديثها: «كل واحد بييجى يقول هعمل اللى المواطن عاوزه، وبعد فوزهم بالمناصب ما بنشوفهمش تانى».
«هدى» ترى أن هناك فجوة كبيرة بين المواطنين ورجال السياسة فى المجتمع، وأن كلاً منهم يسير فى اتجاه مختلف عن الآخر، دون الالتقاء فى مسار محدد: السياسى أو المسئول ما بيحطش نفسه مكان المواطن، عشان كده ما بيقدرش يفكر نفس تفكيره، ولا بيقدر يحقق مطالبه واحتياجاته، بنتمنى يكون فيه تعديل للتعامل بين السياسيين والمواطنين، عشان يكون المجتمع فيه تواصل وتبادل فى الآراء وفهم للمطالب.
"سلوى": يتكلموا عن الغلابة ومشاكلهم
«الأحزاب لم يعد لها وجود على أرض الواقع كما كانت من قبل».. كلمات قالتها سلوى محمد، ٤٣ عاماً، موظفة، تسكن عين شمس، مضيفة: «الأحزاب كان ليها وجود قبل الثورة، ودورها كان مؤثر فى المجتمع، لكن حالياً ما بقيناش نسمع عنهم»، وأشارت «سلوى» إلى أهمية وجود أعضاء بالبرلمان والأحزاب داخل كل منطقة، كى يتعرفوا على مشاكل المواطنين، ويساعدوهم فى حلها: «إحنا محتاجين حد مسئول يكون قريب مننا، ويسمع مشاكلنا ويوصلها لمصدرها عشان نوصل لحلول، وما نفضلش سنين نعانى منها»، مضيفة أن الأحزاب السياسية كانت تعطى فرصة للشباب للتعرف على سياسة المجتمع، وكيفية التعامل معه: «محتاجين يكون فيه أحزاب تحمل شعار المواطنين الغلابة، وتتكلم عنهم وعن مشاكلهم».
فى السياق نفسه، تقول حمدية سيد، ٣٧ عاماً، ربة منزل، وإحدى سكان بولاق الدكرور، إنها تسمع عن البرلمان والسياسيين خلال النشرات الإخبارية فقط، مضيفة أنها لا تعلم أسماء أعضاء البرلمان حتى الآن، أو عددهم، أو كيفية اختيارهم: «إحنا بعيد تماماً عن عالم السياسة والبرلمان، وبنسمع عنهم بس فى التليفزيون، لكن مفيش أى معلومة عندنا تخصهم»، وأشارت إلى أن الشباب هم أكثر الفئات التى يجب أن تشارك رجال السياسة وأعضاء البرلمان العمل العام، لكونهم الأكثر تعليماً وتفهماً لما يدور من أحداث داخل المجتمع: «محتاجين يكون فيه شباب فى البرلمان ونواب الدوائر، لأنهم هيمثلوا حلقة الوصل بين المواطن اللى على قد حاله والمسئولين فى الدولة»، وأنهت «حمدية» حديثها، قائلة: «بنتمنى إن حد يسمع الناس الغلابة اللى بيكون عندها مشاكل ومش عارفه توصّلها للمسئولين».
"على": نوصل لهم بسهولة
قال جمال على، ٤١ عاماً، أعمال حرة، يسكن بمنطقة روض الفرج، إن نواب الدوائر لم يعد دورهم واضحاً داخل المجتمع كما كانوا من قبل: «زمان لما كان بيترشح حد نائب للدايرة كنا بنسمع عنه كتير، وكان يجمع الناس الغلابة فى دايرته ويسمع مشاكلهم، لكن دلوقتى كل اللى بنشوفه صورهم على اللافتات الانتخابية اللى بيملوا بيها الشوارع»، مضيفاً أنه يحتاج إلى معرفة أعضاء البرلمان، ودور كل واحد منهم، بالإضافة إلى وجود رجال السياسة بين المواطنين البسطاء للاستماع إلى احتياجاتهم وتوصيلها للمسئول عنها على حد وصفه: «السياسيين ونواب الدوائر بنشوفهم فى التليفزيون وبس، لكن ما بنقدرش نوصل لهم عشان نتكلم معاهم، ونوصّل لهم صوتنا»، وأنهى «على» حديثه، قائلاً: «بنتمنى الفترة الجاية يكون فيها تغييرات كتير فى المجتمع، تساعد المواطن البسيط فى التعايش معه، ووصول صوته للمسئولين».
"أحمد": عايزين مساحة أكبر للمواطن البسيط
محمد أحمد، ٤٣ عاماً، أعمال حرة، أحد سكان العتبة، يقول: «سمعت إن السنة الجاية 2020 هتكون عام للإصلاح السياسى، وبتمنى إن الإصلاح يشمل علاقة المواطن بالسياسيين داخل المجتمع»، مضيفاً أن «فكرة الإصلاح كويسة لكن محتاجين ضمن الإصلاح يكون فيه وجود للمواطن البسيط، سواء داخل الأحزاب أو البرلمان أو الدوائر، عشان يقدر يوصّل مطالب المواطنين الغلابة للمسئولين».
وأكد أن المواطن يحتاج إلى مساحة أكبر لإبداء آرائه ومتطلباته داخل مجتمعه، لكى يتمكن السياسى والبرلمانى من سماع تلك المتطلبات، ومن ثم تحقيقها، على حد وصفه: «لازم يكون فيه جلسات أو برامج حوارية تجمع بين المواطن والسياسيين والبرلمانيين، عشان يكون فيه بينهم تواصل وتبادل فى الآراء والاحتياجات».
وتقول سعاد محمود، فى أواخر الثلاثينات، ربة منزل، من سكان منطقة روض الفرج، إنها سمعت فى إحدى قنوات الأخبار التليفزيونية أن عام 2020 أطلق عليه عام «الإصلاح السياسى»، لما سيتم فيه من تعديلات بمجال السياسة، مما جعلها ترغب فى توافر عدة أمور كى يتحقق ذلك على أكمل وجه: «فيه حاجات كتير المواطن محتاجها عشان يقدر يدخل فى عالم السياسة فى مجتمعه، أهمها إن يكون فيه دور قوى وفعال للشباب داخل كل مجلس أو دائرة، لأنهم هيكونوا قريبين من الناس، ويكونوا عندهم قدرة على التحرك بين المناطق لرصد مطالب سكانها»، مضيفة أنها لا تعلم من هو نائب الدائرة التى تسكن بها، فهى لم تعد تسمع عنه منذ الحملات الدعائية التى كانت تتم داخل المناطق السكنية منذ سنوات عدة: «محتاجين حملات دعائية عن نواب الدوائر فى كل منطقة زى ما كان بيحصل زمان، وأعضاء الأحزاب، عشان نكون عندنا خلفية للى بيحصل حوالينا»، وأشارت «سعاد» إلى رغبتها فى إدماج المواطن البسيط داخل الأحزاب السياسية، كى يكون من حق كل مواطن التعبير عن آماله وطموحاته، وتابعت بقولها: «مش شرط يكون المجالس والأحزاب لطبقات معينة من الأفراد، وأغلبهم بيكونوا كبار فى السن، ومش بيكون عندهم قدرة عالية على التواصل مع جميع الفئات، ومش بيقدروا يوصلوا لمستوى تفكير المواطن البسيط»، وأنهت «سعاد» حديثها، قائلة: «دلوقتى اللى بينزل ينتخب فى انتخابات الدوائر أغلبهم مش بيكونوا عارفين مين الناس المرشحة للمنصب، لكنهم بيختاروا المشهور فيهم مش أكتر».
ويقول محمود عدلى، 53 عاماً، أعمال حرة، يقطن بمنطقة شبرا مصر: «ما بقاش فيه أحزاب سياسية معروفة زى زمان، ومجلس الشعب كمان مفروض يكون من أكتر المجالس اللى تكون قريبة من الشعب، لأنه يعتبر حلقة الوصل بين الشارع والمسئولين»، مضيفاً أن هناك احتياجاً كبيراً إلى ظهور أحزاب سياسية داخل المجتمع، كى تعيد الحياة السياسية داخله كما كانت من قبل، مشيراً إلى ضرورة استخدام التليفزيون ووسائل التواصل الاجتماعى فى التعريف بنواب الدوائر والبرلمان، بالإضافة إلى دور الأحزاب السياسية التى لم يسلط الضوء عليها. وتابع «محمود» بقوله: «أيام زمان كانت الناس عندها علم بالأحزاب ونواب الدوائر، وماكنش فيه تكنولوجيا زى دلوقتى، محتاجين نستخدم التكنولوجيا فى توعية المواطن البسيط بنوابه وأعضاء المجالس». وأنهى «محمود» حديثه، بقوله: «بنتمنى 2020 يكون عام إصلاح فى مختلف النواحى، مش فى السياسة بس، لأن المواطن محتاج يشارك فى بلده بشكل أكبر من كده».