الأزمة الإنسانية تتسع فى سوريا.. ورئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر فى دمشق
توجه رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى دمشق أمس للقاء الرئيس السورى بشار الأسد وبحث عملية إغاثة المدنيين فى الوقت الذى اتسعت فيه الأزمة الإنسانية فى البلاد بشكل غير مسبوق.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر فى بيان لها إن بيتر مورر رئيس المنظمة وصل إلى دمشق فى زيارة تستمر ثلاثة أيام هى الأولى منذ توليه منصبه فى الأول من يوليو لتسهيل عمليات إغاثة المدنيين.
ويقول عضو لجنة الإغاثة بالمجلس الوطنى السورى يمان غسان إن الوضع الإنسانى فى سوريا متردٍّ للغاية نظرا لضعف المعدات الطبية، مؤكدا لـ«الوطن» أن تفاقم الأزمة الإنسانية فى حلب التى تحمل أكبر كثافة سكانية فى سوريا يعنى تحول المدينة إلى «بنى غازى» أخرى.
وفيما يتعلق باللاجئين يقول غسان «هناك تعاون دولى ولكن يوجد ضعف فى التنسيق إذ إن فرنسا ومصر والمغرب والإمارات أرسلت مستشفيات ميدانية إلى الأردن فى الوقت الذى يحتاج فيه اللاجئون السوريون فى تركيا إلى مستشفيات مماثلة».
من جهته، حذر مكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة من وجود نحو 2.5 مليون شخص فى سوريا بحاجة إلى مساعدات إنسانية حيث إن الأوضاع تزداد سوءا نظرا لزيادة العنف فى البلاد، مشيرا فى تقرير له إلى أن المدنيين من رجال ونساء وأطفال يتحملون العبء الأكبر للعنف ويُستهدَفون عمدا.. كما تتعرض المنازل والمستشفيات ومرافق البنية التحتية الأساسية للتدمير، وأصبح الناس يواجهون صعوبة متزايدة فى إيجاد ملاذ آمن، فضلا عن أن انعدام الأمن يعيق الوصول إلى المحتاجين فى المناطق المتضررة.
وحذر التقرير من أن «فرص وصول آلاف الأطفال إلى التعليم أصبحت معرضة للخطر حيث تستخدم الآن حوالى 470 مدرسة ومبنى عام كملاجئ جماعية تستضيف أكثر من مليون نازح». فيما أشار غسان إلى أن الحكومة السورية أصدرت قرارا بتفريغ المدارس مع بدء العام الدراسى لطرد السوريين فى الشوارع.
وفى سياق متصل، اعتبرت الصين أن اقتراح تركيا إقامة «مناطق آمنة» تحت حماية أجنبية على الأراضى السورية للمدنيين الفارين من العنف المتزايد هناك لن يساعد فى حل الأزمة الإنسانية ولن يوفر حماية حقيقية للاجئين.
وميدانيا، أسفرت أعمال العنف أمس عن مقتل 45 شخصا سقط معظمهم فى قصف للطيران الحربى على مدينة الباب فى محافظة حلب، فيما ارتفع عدد ضحايا أعمال العنف فى البلاد منذ اندلاع الثورة إلى 26 ألف قتيل على الأقل.
كما انفجرت سيارة مفخخة أمس فى ضاحية جرمانا بريف دمشق والتى يقيم فيها خصوصا مسيحيون ودروز، وتشير المعلومات الأولية إلى سقوط جرحى، بحسب المرصد السورى لحقوق الإنسان.
فى غضون ذلك، أعلن الصحفى عبدالله العمر عضو المكتب الإعلامى فى قصر الرئاسة انشقاقه عن نظام الأسد ردا على أساليب التضليل الإعلامى الذى ينتهجها النظام، مضيفا أنه سيعمل على كشف الجرائم التى يرتكبها النظام والفبركات الإعلامية التى يستخدمها فى تضليل الرأى العام العربى والعالمى.