تقرير يحذر من إمكانية نشوب "حرب إلكترونية" على خلفية مقتل سليماني
قاسم سليماني
حذر تقرير متخصص حول "أمن المعلومات"، من نشوب "حرب إلكترونية"، بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، على خلفية مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، فجر الجمعة الماضية، موضحا أنه مع تصاعد التوترات في المنطقة وتهديد إيران بالانتقام الشديد من مقتل سليماني، نشأت مخاوف من تنفيذ طهران هجمات وأعمال عدائية ضد المصالح الأمريكية، ومنها هجمات قرصنة على قطاعات البنية التحتية الحيوية وقطاعات النفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط والولايات المتحدة.
كان قائد فيلق "القدس" التابع للحرس الثوري الفريق قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق أبو مهدي المهندس وعدد من مرافقيهما قد قتلوا في غارة جوية أمريكية استهدفتهم لدى خروجهم من مطار بغداد فجر الجمعة الماضية، واعتبرت الإدارة الأمريكية أن استهداف الجنرال الإيراني كان عملا "دفاعيا"، فيما هدّدت إيران، في المقابل، بـ"انتقام شديد" من المسؤولين عن العملية العسكرية، وسط دعوات من المجتمع الدولي لضبط النفس وتجنب التصعيد.
وركز التقرير الذي أصدرته شركة "فاير آي"، العالمية المتخصصة في الأمن الإلكتروني، على توقعات بهجمات إلكترونية بعد مقتل سليماني، والمخاوف من استهداف منشآت في قطاعي النفط والغاز، وحول توقعات حدوث هجمات إلكترونية بعد مقتل سليماني، قال مدير التحليل الاستخباراتي لدى "فاير آي" جون هولتكويست: "نظراً لخطورة العملية، فإننا نتوقع تهديداً كبيراً من الجهات الفاعلة في مجال تهديدات الإنترنت الإيرانية، ومن المحتمل أن نرى زيادة في عمليات التجسس، والتي تركز بشكل أساسي على الأنظمة الحكومية، حيث يسعى المهاجمون الإيرانيون إلى جمع المعلومات الاستخباراتية، وفهم البيئة الجيوسياسية الديناميكية بشكل أفضل، ونتوقع حدوث هجمات إلكترونية تخريبية ومدمرة ضد القطاع الخاص".
إيران نفذت مثل هذه الهجمات ضد القطاع المالي الأمريكي وقطاعات أخرى
وأشار هولتكويست، إلى أن إيران نفذت مثل هذه الهجمات ضد القطاع المالي الأمريكي وقطاعات أخرى، في وقت سابق، كما استطلعت بنى تحتية حيوية أخرى، وفي ضوء التطورات الأخيرة في المنطقة، فقد تقوم باستهداف القطاع الخاص الأمريكي.
واستفادت إيران من استخدام البرامج الضارة في هجمات مدمرة في مناسبات عدة في السنوات الأخيرة، وعلى الرغم من أن معظم هذه الحوادث لم تؤثر في أكثر أنظمة التحكم الصناعية حساسية، إلا أنها أدت إلى خلل واضطرابات في عمل هذه الأنظمة، وأعرب هولتكويست عن قلقه من أن "تسعى الجهات الإيرانية إلى الوصول إلى مزودي برامج أنظمة التحكم الصناعي، حيث تستفيد من هذا الأمر بالوصول إلى نطاق واسع من البنى التحتية الحيوية"، مشيرا إلى أنه في الماضي كان تخريب سلسلة التوريد يعد وسيلة لنشر البرامج الضارة المدمرة من قبل الجهات الفاعلة الروسية والكورية الشمالية.
وبشأن المخاوف من استهداف منشآت في قطاعي النفط والغاز، قال التقرير": "قامت مجموعات تهديد الإنترنت المرتبطة بإيران بمجموعة من الهجمات المدمرة وإرسال البرامج الضارة التي تستهدف منشآت النفط والغاز في الشرق الأوسط، لكننا لم نشهد نشاطاً مماثلا ًضد أهداف أخرى كمنشآت توزيع الطاقة والمنشآت الحيوية الموجودة في الولايات المتحدة"، موضحا: "نشعر بقلق من استهداف إيران بنى تحتية حيوية في الولايات المتحدة، ومن المتوقع مع الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة أن تغير إيران شهيتها لمثل هذه الأنشطة، غير أن أي هجوم من هذا النوع يتطلب استثمارات كبيرة وتخطيطا عميقا وأنشطة تسلل حتى وإن كانت ترغب بمهاجمة منشآت أقل تطوراً".
إيران أبدت بعض الاهتمام بأنظمة التحكم الصناعية في البيئات المستهدفة
وأوضح التقرير: "أبدت إيران بعض الاهتمام بأنظمة التحكم الصناعية في البيئات المستهدفة، لكنها لم تثبت قدرتها أو اهتمامها بتنفيذ أي نوع من الهجمات التي تستهدف هذه الأنظمة، حيث يتطلب الأمر سنوات عدة من الإعداد"، مضيفا: "أما فيما يتعلق بمرونة الشبكة الكهربائية للولايات المتحدة الأمريكية، والتي تتكون فعلياً من 5 شبكات (شرقية وغربية وتكساس وألاسكا وكيبيك)، فإن مهاجمتها سيتطلب هجوماً متطوراً وواسع النطاق للتسبب في أي انقطاع صغير لهذه الشبكة".