"مسيرة الفيل".. ماذا تهدف أمريكا باحتفال الـ52 مقاتلة المتطورة؟
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
في ظل حرب التصريحات التي تشنها أمريكا مع إيران، شهدت قاعدة للقوات الجوية في ولاية يوتا الأمريكية، احتفالا بمشاركة 52 مقاتلة من أكثر المقاتلات تطورا في البلاد، تحت اسم "مسيرة الفيل" الضخمة.
تفاصيل التمرين العسكري
انطلق الاحتفال بقاعدة "هيل" العسكرية، الواقعة في الجزء الشمالي من الولاية، بمشاركة الجناح 388 القتالي، ووحدة الاحتياطي 419، بهدف إظهار قدرة سلاح الجو على "إطلاق أي عدد من الطائرات لدعم مهمة الدفاع الوطني في وقت واحد"، وفقا لموقع "فوكس نيوز" الأمريكي، حيث يشير مصطلح "مسيرة الفيل" إلى تجمع المقاتلات العسكرية بشكل منتظم قبل إقلاعها.
وأضاف "فوكس نيوز" أن هذا التمرين العسكري يأتي بعد أكثر من 4 سنوات من العمل، وفقا لتصريحات الكولونيل مايكل إبنر، حيث قال: "قبل 4 سنوات بقليل، تلقينا أول طائرة من طراز إف 35.. أما الآن فنحن نملك مجموعة متكاملة من هذه المقاتلات.. كل ذلك بهدف امتلاك القدرة الكاملة على القتال الحربي".
بينما قالت قاعدة "هيل" إن التمرين العسكري كان مخططا له منذ أشهر، مشيرة إلى أنه يأتي حاليا في وقت تشهد فيه العلاقات الأمريكية الإيرانية توترا متصاعدا، عقب مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، فجر الجمعة الماضية.
رقم "52"
وقبل يومين، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الحرس الثوري الذي حدد 34 موقعا أمريكيا، إضافة لإسرائيل، للرد على مقتل سليماني، معلنا أن بلاده حددت 52 موقعا إيرانيا سيضربها الجيش إذا أضرت طهران بأي أصول أو أفراد أمريكيين، وهو نفس عدد المقاتلات الأمريكية التي شاركت في التمرين العسكري اليوم.
ويرتبط رقم 52، إلى واقعة احتجاز الرهائن الأمريكية عام 1979، وفقا لما أورده ترامب بتهديده، حيث أورد موقع "سي إن إن" الإخباري، إن ترامب يقصد به أزمة الأزمة الدبلوماسية بين من 1979 إلى 1981 عندما اقتحمت مجموعة من المحتجين الإيرانيين الموالين للخوميني، سفارة الولايات المتحدة الأمريكية قي طهران واحتجزوا 52 أمريكيا كرهائن لمدة 444 يوما.
وحينها، كسر المحتجون، البالغ عددهم حوالي 500 طالب، الأقفال وفتحوا الأبواب واقتحموا ساحة السفارة بسهولة، ثم استولوا عليها خلال 3 ساعات، وصادروا الوثائق التي كان يحاول موظفو السفارة تدميرها، وهو ما ولد أزمة دولية كبيرة بين الطرفين حينها.
وخاضت أمريكا مفاوضات ضخمة من أجل إطلاق سراح الرهائن، لكنها فشلت فيها، لذلك نفذت عملية عسكرية لإنقاذهم في 24 أبريل 1980، والتي لم تتمكن من النجاح أيضا، وتسببت في تدمير طائرتين ومقتل 8 جنود أمريكيين وإيراني مدني واحد، ولم تنتهِ الأزمة إلا بالتوقيع على اتفاقية الجزائر في 19 يناير 1981.
وأشار موقع "سكاي نيوز" إلى أن تلك الأزمة تعتبر "محورية في تاريخ العلاقات بين إيران والولايات المتحدة"، حيث يرى البعض أنها كانت سببا في هزيمة الرئيس الأمريكي جيمي كارتر بالانتخابات الرئاسية حينها، فضلا عن كونها كانت بداية فرض عقوبات اقتصادية أمريكية على إيران.
استعراض قوى
أكد السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن التمرين العسكري الضخم المسمى بـ"مسيرة الفيل"، له علاقة وطيدة بإيران، حيث إنه أقرب إلى رسالة تحذيرية لها باستعراض قوة الطيران الأمريكي، عبر مقاتلتها "الشبح" الشهيرة.
وأضاف بيومي، لـ"الوطن"، أن ذلك التمرين الذي يجرى التحضير له منذ أكثر من 4 أعوام، ليس قاصرا على تحذير إيران فقط، وإنما هو استعراض للقوى الجوية الأمريكية أيضا أمام العالم أجمع وإثبات أن طائرة "أف 35" أقوى من "سوخوي" الروسية.
وتابع أنه يجب تهدئة الأوضاع المتصاعدة بين أمريكا وإيران، لتجنب اندلاع حرب دون قصد بينهما، أو تجاوز قواعد الاشتباك الدولية، وهو ما سيضر بالعالم أجمع.
وأشار إلى ارتباط عدد المقاتلات المشاركة اليوم، بالتهديد الذي أطلقه ترامب قبل أيام، ولواقعة احتجاز الرهائن الأمريكيون بطهران أيضا، وهو ما يندرج تحت بند الحرب النفسية مع إيران.