البابا تواضروس: زيارة الرئيس "تقليد جميل".. ومسلمون يقدمون التهاني والورود والهدايا
البابا يستقبل المهنئين بعيد الميلاد فى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية
احتفل الأقباط الأرثوذكس، اليوم، بعيد الميلاد المجيد، طبقاً لتقويم الكنائس الشرقية، واستقبل البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، المهنئين بالعيد، من المسئولين والأساقفة والأقباط، بالمقر البابوى فى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، قبل أن يغادر الكاتدرائية متجهاً إلى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، كعادته كل عام. وتوافد على الكاتدرائية، وفود المهنئين من كبار رجال الدولة والمسئولين، وعلى رأسهم رئيس مجلس النواب الدكتور على عبدالعال، يرافقه وفد من أعضاء المجلس الذين استقبلهم البابا ورحب بهم، فيما ألقى رئيس البرلمان كلمة أشاد خلالها بالدور الوطنى الذى يقوم به البابا وحرصه الدائم على الحفاظ على اللُحمة الوطنية.
وقال «عبدالعال»: «إن البابا له الكثير من المواقف الوطنية التى يشهد بها الجميع، سواء من خلال كلماته، أو لقاءاته التى يعقدها فى الداخل أو الخارج والتى لا يغطيها الإعلام بشكل كبير، إلا أنه حريص كل الحرص على الوحدة الوطنية، ودائماً ما تعبر كلماته لجميع المسئولين من الداخل والخارج عن الوحدة الوطنية».
وأضاف رئيس البرلمان: «المحن دائماً ما تظهر قوة الشعوب، ونحن لدينا جيش وطنى قوى، ويعد من أقوى الجيوش فى العالم، خاصة فى السنوات الأخيرة، بعد أن جرى تطوير إمكانياته التسليحية، ورفع كفاءته القتالية، من خلال التدريبات والمناورات مع جميع جيوش العالم، لهذا يجب على الشعب الاطمئنان تماماً لأننا لدينا جيش قوى وموحد، ومبنى على العقيدة الوطنية بصرف النظر عن الدين أو المذهب أو الطائفة». وتابع «عبدالعال»: «قوى الشر لا تريد خيراً لهذا الوطن، فمصر أفشلت مشروع تقسيم المنطقة رغم أن خطره لن ينتهى وتظل مصر عصية على التقسيم وعلى الانكسار بفضل وحدة أبنائها».
الأقباط يحتفلون بالعيد فى المقر البابوى وسط الترانيم و"تواضروس": وحدتنا حائط الصد أمام التدخلات
وحرص العديد من الأسر القبطية ورجال الكنيسة على التوافد على المقر البابوى بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، للاحتفال بعيد الميلاد وتقديم التهنئة للبابا، وسط أجواء من الفرحة وترانيم الميلاد التى صدحت فى أرجاء المكان، وألقى البابا عليهم كلمة بتلك المناسبة، كما وزع الحلوى والشيكولاتة عليهم وخاصة الأطفال الذين حرص على التقاط الصور التذكارية معهم، كما توافد عدد من المواطنين المسلمين رجالاً ونساء على الكاتدرائية يحملون الورد والهدايا لتهنئة البابا بالعيد. كذلك استقبل البابا تواضروس وفداً من مطارنة الروم الأرثوذكس الذين جاءوا نيابة عن البطريرك ثيئودوروس الثانى، بطريرك الإسكندرية للروم الأرثوذكس، للتهنئة بالعيد.
وكان البابا ترأس قداس عيد الميلاد، مساء أمس، فى كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة، للعام الثالث على التوالى، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى. وقال البابا، فى تصريحات صحفية اليوم، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى أرسى تقليداً جميلاً وهو زيارته للكاتدرائية ليلة عيد الميلاد، لتهنئة كل المصريين بالعام الجديد وبعيد الميلاد المجيد، مشيراً إلى أن تهنئة الرئيس وزيارته تجد كل تقدير وكل اعتزاز، كما تسبب الفرحة الكبيرة ليس فقط للموجودين داخل الكاتدرائية بل للمصريين الذين يتابعونها عبر شاشات التليفزيون.
وأضاف البابا أن الرئيس قدم رسائل قصيرة، ولكنها عميقة، وأبرز رسالتين هما وحدة كل المصريين على الدوام، مشيراً إلى أن الرئيس دائماً ما يؤكد فى جميع خطاباته الوحدة الوطنية التى تربط كل الشعب المصرى، والتى تعتبر أغلى ما تملكه مصر، لهذا يجب على المصريين أن نحافظ ونصون وحدتنا، وعدم السماح لأحد بالدخول بيننا، لأنها حائط صد أمام أى تدخل بأى صورة من الصور.
وتابع البابا: «أما الموضوع الثانى فهو متعلق «بعدم القلق»، حيث قال «لا تقلقوا» والذى قالها بابتسامة اطمئنان لكل المصريين، وذلك لأننا نعيش وسط مناطق صراع، ونتابع أخباراً مزعجة، ما يشعر المواطنين بالقلق والخوف من المستقبل، حيث أكدت كلمته أن مصر دولة قوية، وحاضرة ولها كلمة ولها مكانة، ونحن كمصريين نضع كل الثقة فى القيادة السياسية وكل المسئولين الذين يقودون البلاد، وأن مصر محفوظة بيد الله على الدوام».
رئيس البرلمان من الكاتدرائية: يجب على الشعب الاطمئنان لأن لدينا جيشاً وطنياً قوياً وموحداً.. وقوى الشر لا تريد خيراً للوطن
كما عبر البابا عن سعادته باللفتة الطيبة التى صدرت من جانب الرئيس عندما قام بتقديم باقة من الورد الأبيض بمناسبة احتفالات عيد الميلاد، لافتاً إلى أن الورد الأبيض تعبير عن القلب الأبيض، والنور الأبيض، وأيضاً يعبر عن السلام، وهى لفتة طيبة لها مغزى ومعنى كبير، خاصة أن الورد بصفة عامة يعتبر تعبيراً راقياً وسامياً. وتمنى البابا أن تكون سنة 2020 سنة خير، لافتاً إلى أن المسيح حينما أتى للعالم جاء من أجل السلام ولكن الخطية نزعت السلام. وأوضح البابا أن التنوع أحد أشكال القوة والجمال لمصر، وأنه يصلى من أجل مصر وسلامها واستقرارها التى تمر وتعيش بسلام بفضل قادتها ومسئوليها، وأن يحل السلام على أماكن الصراعات والحروب وخاصة منطقة الشرق الأوسط.
من جهة أخرى، قرر السينودس البطريركى للكنيسة القبطية الأرثوذكسية إنشاء إيبارشية جديدة للأقباط الأرثوذكس فى «أبوقرقاص» بمحافظة المنيا، وذلك بعد دراسة الاحتياجات الرعوية للأقباط فى إيبارشية المنيا.