أستراليا أول من استخدمه.. ما هو الصندوق الأسود للطائرات؟
طائرة أوكرانية
أكدت إيران أنها لن تسلم الصندوق الأسود الخاص بالطائرة الأوكرانية التي تحطمت فوق أراضيها إلى السلطات الأمريكية، وفقا لما قاله مدير هيئة الطيران المدني الإيراني، علي عبد زاده لوكالة مهر شبه الرسمية الإيرانية.
وكانت قد اشتعلت ثم تحطمت طائرة تابعة للخطوط الجوية الأوكرانية بعد إقلاعها من مطار الخميني الدولي وسقطت في محيط العاصمة الإيرانية، طهران، ما أسفر عن مقتل 176 راكبا كانوا على متنها.
وتوضع أجهزةُ حفظ المعلومات الخاصّة بكل طائرة ضمن صندوق مصنّع من مواد قوية كمادة التيتانيوم أو نوع خاص من الفولاذ، وتحيط بها مادة عازلة تقيها من الصدمات القوية إضافة لحمايتها من درجات الحرارة العالية جداً وجميع عوامل التلف بما فيها مقاومة الضغط العالي في حال تحطمت الطائرة فوق المحيطات.
والصندوق الأسود عبارة عن صندوقين بلون برتقالي، وفي بعض الأحيان يتم دمجها معًا في وحدة واحدة، ولكن غالبًا ما يكونان جهازين منفصلين، ويحتفظ الأول بمئات الملفات الخاصة بالرحلة، كسرعة الريح ودرجات الحرارة والارتفاع والضغط الجوي والتسارع العامودي والأمامي للطائرة، ويحفظ مدة تسجيل تبلغ 25 ساعة، أما الصندوق الثاني، فهو يحتفظ بالتسجيلات لآخر ساعتين لكل ما يصدر من أحاديث تسمع في قمرة القيادة وفي الطائرة، كما يتم تسجيل جميع الاتصالات التي أجراها طاقم الطائرة مع أبراج الطيران والعمليات الأرضية، حسب "يورو نيوز".
ويثبّت على "الصندوق الأسود" أجهزة بثّ يتمّ تشغيلها تلقائياً عند ملامسة الماء، فتبثّ إشارات بالموجة فوق الصوتية كل ثانية لمدة لا تقل عن ثلاثين يوما يمكن التقاط تلك الإشارات على مسافة 2 كيلومتر.
ويعود تاريخ تضمين الطائرات للصندوق الأسود إلى خمسينيات القرن الماضي، حينما كان خبراء الطيران يسعون إلى معرفة أسباب حوادث سقوط طائرات تعود لشركة كوميت، تلك الحوادث التي ألقت بظلالها الثقيلة على مستقبل الطيران المدني كوسيلة نقل آمنة، وفي غمرة البحث عن سبيل لمعرفة أسباب تحطم الطائرات، تقدم عالم الطيران الاسترالي ديفيد وارن بمشروع لتصميم جهاز خاص يثبّت داخل الطائرات لتسجيل تفاصيل الرحلات، وبعد سنوات ابتكر العالم وارن جهازاً أُطلق عليه "وحدة ذاكرة الرحلات".
في البداية، أعربت الحكومة الأسترالية عن قلقها بشأن اختراع وارن الذي يتداخل مع الخصوصية التجريبية للطائرات، لكن بعد تحطم طائرة الخطوط الجوية ترانس أستراليا رقم 538 المميت عام 1960، سرعان ما غيرت السلطات الأسترالية رأيها ووضعت مسجلات بيانات الرحلة على جميع شركات الطيران المدنية والتجارية، وبعد ثلاث سنوات حذت الولايات المتحدة حذو أستراليا بهذا الخصوص.