مدير "آثار الشارقة": "القاسمي" وجَّه بتتبع آثار مصرية في العالم وإعادتها على طائرة خاصة إلى القاهرة
الدكتور صباح الجاسم، مدير هيئة الآثار بإمارة الشارقة
قال الدكتور صباح الجاسم، مدير هيئة الآثار بإمارة الشارقة، إن مبادرة الشيخ سلطان القاسمى، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إهداء مصر 425 قطعة أثرية ليست الأولى، حيث سبق أن أهدى 345 قطعة أخرى العام الماضى، وتواصل بنفسه مع الجهات المصرية المعنية بالأمر، ونقل تلك القطع على طائرته الخاصة وسلمها لمسئولى وزارة الآثار المصرية، وتكرر نفس الأمر هذا العام، حيث أرسل طائرة خاصة تحمل القطع الأثرية، من بينها قطع نفيسة ونادرة، وأشار فى حواره مع «الوطن»، إلى أن المجموعة الأخيرة تضم قطعاً من مختلف الحضارات حرص «القاسمى» على جمعها من أكثر من دولة وبعضها تم التحفظ عليه بطرق قانونية داخل دولة الإمارات.
ما تفاصيل إهداء الشيخ سلطان القاسمى لمصر 425 قطعة أثرية؟
- يولى الشيخ القاسمى التراث العالمى اهتماماً كبيراً، وتراث مصر بشكل خاص، باعتباره تراثاً إنسانياً وهناك بعض القطع التى تمت إعادتها إلى مصر هى نتاج عمليات ضبط للآثار بالموانئ الجوية والبرية بأمارة الشارقة، ووصلت لهيئة الشارقة للآثار، والبعض الآخر وجَّه سموه بتتبعه فى أكثر من دولة واستعادته، وأمر حاكم الشارقة بإعادتها لبلدانها، وهى قطع تُقدّر بالمليارات وهناك اهتمام متواصل من حاكم الشارقة بإعادة تلك القطع الأثرية.
وهل هذا هو التعاون الأول بين وزارة الآثار المصرية وهيئة الآثار الإماراتية؟
- نرحب بالتعاون مع الشقيقة مصر، ولدينا علاقات وثيقة مع اتحاد الأثريين العرب، كما نرحب بالتعاون مع وزارتى الثقافة والآثار فيما يخص الآثار، ومبادرة سمو الشيخ سلطان القاسمى إهداء مصر 425 قطعة أثرية من عصور مختلفة ليست الأولى، حيث سبق أن قام بإهداء 345 قطعة أثرية العام الماضى وقام بنفسه بالاتصال بالجهات المصرية المعنية بالأمر واصطحابها على طائرته الخاصة وقام بتسليمها لمسئولى وزارة الآثار المصرية، وتكرر نفس الشىء هذا العام، حيث أرسل طائرة خاصة تحمل الـ425 قطعة أثرية من بينها قطع نفيسة ونادرة.
صباح الجاسم: القِطع نادرة ويُقدّر ثمنها بالمليارات وتضم توابيت خشبية وتماثيل حجرية للآلهة
وما أهمية تلك القطع من وجهة نظرك؟
- المجموعة تضم قطعاً من مختلف الحضارات وجَّه القاسمى بجمعها من أكثر من دولة وبعضها تم التحفظ عليه بطرق قانونية من داخل دولة الإمارات، وفى رأيى كمتخصص فإن أغلب تلك القطع نادرة، منها مجموعة من التوابيت الخشبية الملونة والبارزة النقوش، وكذلك قارب جنائزى له علاقة بالمعتقدات الفرعونية لما بعد الموت، وكذلك مجموعة نادرة من تماثيل حجرية وخزفية مزججة وخشبية وبرونزية، تمثل الآلهة المصرية المختلفة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، آمون وإيزيس، وآخرين. كما تضم توابيت خشبية مزينة بالألوان ومومياوات بشرية وحيوانية وطيوراً وأسماكاً وقلائد وأساور من الأحجار الكريمة وحروزاً ودلايات ونماذج حيوانية، تمثل صقوراً وأسماكاً من المرمر والأخشاب. وكذلك مومياوات طيور وتماثيل ومجموعة من الحيوانات النادرة تعود جميعها إلى فترات زمنية مختلفة من عصور ما قبل الأسرات فى الألفية الرابعة قبل الميلاد، ومن الأسرات القديمة والمتوسطة والحديثة، والفترة البطلمية من القرن الرابع إلى الأول قبل الميلاد، والقرن الثانى الميلادى والعصر القبطى، خلال الفترة من القرن الرابع إلى السادس الميلادى. وأستطيع القول إنها مجموعة متكاملة تمثل الحضارة الفرعونية بمختلف العصور.
لدينا بعثات تعمل على التنقيب عن الآثار بأراضى الإمارة على مدار العام ومخازننا ممتلئة بها
ولماذا لم تحتفظ الشارقة بتلك القطع النادرة لعرضها بأحد متاحفها؟
- لدى إمارة الشارقة بعثات تعمل على التنقيب عن الآثار بأراضى الإمارة الغنية بالآثار على مدار العام ومخازننا ممتلئة بالآثار، إضافة إلى أن سياسة حاكم الشارقة وتوجيهاته لنا دوماً هى إعادة الآثار إلى موطنها، لأن الأثر ينتمى دائماً إلى حضارته. ويعد القاسمى من أكبر وأكثر المهتمين بالتراث العربى والحفاظ عليه إيماناً منه بأهميته التاريخية وقيمته الكبيرة فى إثراء تراث الإنسانية جمعاء.