«الذهب يواصل قفزاته مسجلاً زيادة 24 جنيهاً.. تراجع جديد للذهب بقيمة 4 جنيهات»، خبران متناقضان تصدَّرا وسائل الإعلام، تفصل بينهما ساعات قليلة، فى مشهد متكرر تنعكس تبعاته على أسواق الذهب والمراهنين عليه، خاصةً صغار المستثمرين ومن يقتحمون المجال لأول مرة، على أمل استغلال الصراعات العالمية، وتوقعات استمرار ارتفاع الذهب الفترة المقبلة فى تحقيق مكاسب.
«جروبات» على مواقع التواصل الاجتماعى انتشرت فى الفترة الأخيرة تشجع على شراء الذهب والاستثمار فيه، وسيدات كثيرات اتخذنه فجأة مشروعاً تجارياً أو قررن الادخار فيه، على أمل تحقيق مكاسب سريعة، الأمر الذى يراه محمد حنفى، صاحب محل ذهب فى منطقة بولاق الدكرور، سلاحاً ذا حدين: «الذهب دائماً كسبان، ولكن العبرة بالمدة، ففكرة أن أشترى ذهب وأبيعه بعد شهرين أو 6 شهور تعتبر مجازفة».
مواطنون يتاجرون فيه دون خبرة.. وخبير اقتصادى: "مجازفة"
يحدد «محمد» مواصفات يجب توافرها فيمن يريد الاستثمار فى الذهب، وهى الخبرة والصبر والاستمرارية: «أنا كتاجر لا يشغلنى الذهب ارتفع أو قل، لأنها مهنتى ولن أتوقف عن ممارستها، ونصيحتى الدائمة لمن يشترى منّى بغرض المكسب، أن يبيع بعد سنة أو اتنين من تاريخ الشراء على أقل تقدير»، كما يأسف على حال من يقتحمون المجال دون خبرة مسبقة: «يتعرضون للنصب، ويشترون الحُلى ويكتشفون أنها ليست ذهبية أو أن عيارها منخفض».
ويحذر «محمد» المواطنين من شراء الذهب عبر مواقع التواصل الاجتماعى، دون أن يكون للتاجر محل ثابت: «ينخدعون بالسعر القليل، دون دراية كافية بعيارات الذهب وأنواعه، وبالتالى فى وجود أى شكوى لا يعرفون لمن يتوجهون».
الذهب هو استثمار فى الملاذات الآمنة، بحسب الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادى ورئيس المنتدى المصرى للدراسات الاقتصادية، مفسراً الارتفاعات والتراجعات المتتالية التى يشهدها، بأنه يرتفع فى الأزمات والصراعات، ويتراجع مع عودة الاستقرار: «الصراع الدائر فى ليبيا وفى العراق وغيرها من الدول يدفع بالمستثمرين والمواطنين وحتى الدول نفسها إلى شراء الذهب، باعتباره الخيار الآمن للاستثمار، وبالتالى يرتفع سعره، كما هو الحال فى الفترة الأخيرة».
ولا ينصح «عبده» المواطنين غير المختصين بالاستثمار فى الذهب: «لا بد أن يمتلك الشخص رؤية مستقبلية وقدرة على التحليل الكمى وليس المالى فقط، وإلا قد يتعرض لخسائر كبيرة».
تعليقات الفيسبوك