صلالة "لؤلؤة عمان".. مسقط رأس السلطان الراحل قابوس
تشتهر المدينة بجوز الهند وقبور الأنبياء.. وزارتها رحلات حتشبسوت
السلطان العماني الراحل قابوس بن سعيد بن تيمور
لؤلؤة عمان.. هكذا سميت مسقط رأس السلطان العماني قابوس بن سعيد بن تيمور، الذي وافته المنية في الساعات الأولى من صباح اليوم، عن عمر ناهز 79 عاما، ونعى مجلس الدفاع العماني سلطانه الراحل، بعد صراع مع مرض سرطان القولون.
وانعقد مجلس عمان عقب الوفاة، واختاروا هيثم بن طارق لخلافة السلطان الراحل، ونقلت صحيفة الوطن العمانية أن "صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد يؤدي اليمين القانونية أمام مجلس عمان، صباح اليوم، سلطانا لعمان، بموجب النظام الأساسي للدولة، خلال الجلسة الطارئة التي عقدها مجلس عمان في مقره بالبستان".
ولد قابوس في 18 نوفمبر 1940، بمدينة صلالة، لينطلق منها إلى العديد من المناصب الرفيعة بالدولة، ويصبح صاحب أطول فترة حكم من بين الحكام العرب والثالث في العالم حتى وفاته، وتعتبر تلك المدينة من أشهر ولايات محافظة ظفار في سلطنة عمان.
كما أنها مركز الولاية، والعاصمة الثانية لعمان لشهرتها بالسياحة والتجارة، وثالث أكبر مدنها كثافة بالسكان، وتشتهر بالبخور واللبان، وأشجار النارجيل الاستوائية التي لها ثمرة تشبه جوز الهند المعروف بالنارجيل، والموز والفافاي، وفقا لموقع وزارة السياحة العمانية.
وتتسم المدينة بطيب اللبان الذي ارتسم على جدران المعابد الفرعونية القديمة منذ رحلات حتشبسوت للأراضي العُمانية، حيث أورد الوزارة أن "التاريخ والتراث لعبوا دورا كبيرا في رسم ملامح صلالة شعبا وطبيعة وحضارة، وتشير الدراسات والبحوث التي قام بها بعض الباحثين والعلماء إلى تاريخ المدينة القديم، وهو ما تدل عليه الآثار المختلفة من كتابات ونقوش".
وتابعت بأنه توالى على أرضها نشوء أكثر من حضارة لا تزال بصماتها قائمة إلى يومنا هذا، كما لا تزال الجهود الاستكشافية مستمرة للوصول إلى تحديد دقيق للعصور التاريخية لتلك الحضارات، والتي من بينها الحضارات المكتشفة في منطقة البليد والتي تعود إلى القرنين الثاني عشر والسادس عشر الميلاديين حيث تدل المكتشفات الأثرية في تلك المنطقة على وجود نشاط تجاري واسع.
كما تتسم بمناخها المتميز، والجبال الشاهقة، وأنواع الطيور النادرة بها، والعديد من العيون المائية والأودية والشواطئ الرملية البيضاء الناعمة، حيث وصفتها الوزارة بأنها "عروس بحر العرب"، مضيفة أنها تشتهر بالمناطق الأثرية منها موقع دحقة ناقة صالح، ومتحف صلالة، ومنطقة البليد التي تشتهر بحصن صلالة الشّهير، إضافة للكثير من المقابر الدينية والمساجد القديمة وأضرحة الأنبياء، بينها ضريح النبي أيوب، وضريح النبي عمران، وقبر النبي هود.
وتمتلك المدينة اقتصاد قوي، حيث يوجد فيها ثاني أكبر ميناء بحري للحاويات في الشرق الأوسط، إضافة للعديد من المراكز والمدن الصناعية، وتتنوع بها الحرف والصناعات والفنون التقليدية كالنجارة والحدادة، الخياطة والتطريز، الزراعة والتجارة، وصناعة القوارب والسنابيق، والفخار، والصناعات الخشبية والجلدية، حيث كانت تعرف باسم الضفة وازدهرت ونمت في القرن الثاني عشر والسادس عشر الميلادي، وفقا لموقعها الرسمي.