م الآخر| حوار مع متحرش سابق
* يعني إيه ولد يتحرش ببنت؟ هو الواد ده يقبل حد يعمل كده مع أخته، وبعدين مش ده حرام وعيب؟!
ـ طبعًا يا صاحبي، بس برضه البنت بتبقى لابسة لبس إما ضيق، أو قصير، أو شفاف، وده برضه عيب وحرام.
* طيب بفرض أن البنت لابسه لبس خليع، ده يدّيله الحق إنه يعمل معاها كده؟
ـ يا ابنى ماهي برضه مزوداها حبتين، واللبس ده بيثير الولاد، وكده يبقى الاتنين عملوا حاجة عيب وحرام.
*طيب ما فيه حاجه اسمها غض البصر، ولا ايه؟.
ـ يا حبيبى عشان الولد يوصل لمرحلة غض البصر لازم يكون طالع من بيت الأب عينه مليانه أصلًا، والحكمة بتقول فاقد الشئ لا يعطيه.
* فاقد الشئ لا يعطيه إزاى يعني؟ هو أبو الولد ده مش متجوز، يعني عنده واحده ست، يعني المفروض عينه مليانه.
ـ يظهر إنك عبيط، يا ابنى لو الست عملت في بيتها زي ما بتعمل في الشارع كان كل الرجاله بقى عندها اكتفاء ذاتي، خلي الطابق مستور، وخلينا في موضوع العيال اللي بتتحرش متقلبش علينا المواجع.
* على رأيك خلينا في موضوعنا.. بس أنا شايف إن اللي ميعرفش يسيطر على مشاعره يبقى حمار، وعلى فكرة حمار دي مش شتيمة، حمار يعني حيوان، وبرضه حيوان مش شتيمة، حيوان يعني بيتحرك بالغريزة، والإنسان بيفكّر.
ـ ماهو فعلا بيفكّر، بس بيفكّر ازاى يشبع رغبته المكبوته، وشاف إن التحرش هو الوسيلة المناسبة أو المتاحة، وده معناه إن رصيد الكبت اللي جواه خلص، ففقد السيطرة على رغباته، وهو ده مربط الفرس.
* تقصد إيه..؟
ـ أقصد أن المتحرش كان بيستخدم "الكبت" كوسيلة دفاعية اضطرارية لتحجيم رغباتة، ولكنها وسيلة سلبية؛ لأنه بيعاني عشان يمنع نفسه من أفعال معينة يعلم أن المجتمع سيعاقبه عليها، ولكن مشكلته الحقيقية أنه لا يبحث عن حل إيجابي "غير الكبت" يخليه يشرد أو ينسى هذه الرغبات من الأساس.
* والنبي كلمني عربي، يعني الكبت ده حل ولا وسيلة ولا إيه بالظبط؟
ـ الكبت ليس حلًا، خاصة عند صاحب الرغبة الملحة فكلما زاد كبته زادت معاناته، وبذلك تكون تصرفاته أقرب إلى التهور، وفي هذه الحالة سيتحول الكبت إلى حالة شبه مرضية، وهو ما نراه الآن.
* يعني الناس دي عيانة بقى؟
ــ مش بالظبط، ولكن الناس دي قررت بوعي أو ربما بغير وعي أن تتخلى عن الوسيلة الدفاعية السلبية اللي هي "الكبت".
* يا عم ارحمني، هو درس في علم "الكبت!"
ــ لا يا صاحبي، كل ما هنالك إن المعادلة لها طرفان، الطرف الأول هو البنت التي ترغب في تقليد الموضة، أو ترغب في تلقي نظرات الإعجاب من الشباب، ماهي برضه عايزه تمارس مراهقتها، أما الطرف الثاني للمعادلة اللي هو الولد، فهو الطرف الإيجابي والأكثر نشاطًا في المعادلة، وسبق أن حدثتك عن دوافعه، "تعبان يا كبد امه".
* طيب نحل المعادلة دي إزاي يا فصيح؟
ـ أبدًا بسيطه خالص، نجوزهم، وبعد كام سنه طبيعي البنت هتبطل تلبس اللبس بتاع قبل الجواز، يقوم الواد يتعقد وعينه تزوغ تاني، ويرجع يتحرش، يبقى كده خفضنا سن الجواز ورفعنا سن التحرش!
ـ يا عم أنا مبهزرش.. الموضوع خطير فعلًا، الحل إيه يا عم؟
ـ قدامنا الحل ومش عاوزين نشوفه وهو ده الحل قال رسول الله صل الله عليه وسلم " تركتُ فيكم ما إن تمسكتم بهِ لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي".