"بن زايد" يقدم واجب العزاء في "قابوس" إلى سلطان عمان الجديد
رئيس وزراء بريطانيا يصل مسقط ليشارك في مراسم الوداع الرسمية بقصر العلم
ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد
قدم ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة محمد بن زايد آل نهيان، اليوم، واجب العزاء في وفاة السلطان قابوس بن سعيد إلى السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد سلطان عمان، ونقل ولي عهد أبوظبي - حسبما أفادت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية "وام" - إلى السلطان العماني خالص تعازي، رئيس دولة الإمارات خليفة بن زايد آل نهيان، وخالص مواساته لأسرة السلطان قابوس، والشعب العماني الشقيق، داعيا الله تعالى أن يتغمد فقيد السلطنة والعالمين العربي والإسلامي بواسع رحمته وغفرانه، وأن يلهم أهله وشعبه الصبر والسلوان.
"بن زايد" يشيد بمناقب الراحل ودوره في بناء سلطنة عمان الحديثة
وأكد محمد بن زايد، توحد مشاعر الشعبين الشقيقين في الإمارات وسلطنة عمان في هذه اللحظات التي يسودها الحزن والآسى على رحيل قائد خليجي وعربي وعالمي كبير له بصماته الخالدة في تاريخ المنطقة والعالم، مشيدا بمناقب السلطان قابوس ودوره في بناء سلطنة عمان الحديثة وصنع نهضتها الحضارية وتعزيز العلاقات الإماراتية العمانية، بجانب دعم العمل الخليجي والعربي المشترك والعمل من أجل السلام والاستقرار على المستويين الإقليمي والعالمي.
وشدد ولي عهد ابو ظبي، على أن العلاقات بين الإمارات وسلطنة عمان كانت ولاتزال وستظل قوية وراسخة، لأن ما يجمع شعبي البلدين من روابط أخوية يضرب بجذوره في أعماق التاريخ ويستند إلى أسس متينة من الجوار الجغرافي والقيم والعادات والتقاليد المشتركة وعلاقات القربى والمصاهرة والعمق الاستراتيجي، وغيرها من العوامل التي تكسب علاقات البلدين خصوصيتها وتميزها، معربا عن تمنياته للسلطان هيثم بن طارق آل سعيد التوفيق والنجاح في قيادة بلاده نحو مزيد من الرفعة والتنمية والتقدم ولسلطنة عمان الشقيقة دوام الاستقرار والمنعة في ظل قيادتها الجديدة.
من جانبه، أعرب السلطان هيثم بن طارق عن شكره وتقديره لما أبداه محمد بن زايد من مشاعر أخوية طيبة تجاه سلطنة عمان وشعبها في فقيدهم الكبير السلطان قابوس بن سعيد، مؤكدا متانة العلاقات الأخوية التاريخية المتجذرة بين الإمارات والسلطنة، وحرص قيادتيهما على مواصلة توثيقها لما فيه خير البلدين، متمنيا لدولة الإمارات مزيدا من التقدم والتنمية والرفعة في ظل قيادتها الحكيمة.
وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، بعث في وقت سابق، رسالة تعزية ومواساة لسلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد، في وفاة السلطان قابوس، وقال، في رسالته، تلقينا ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة السلطان قابوس بن سعيد، معربا عن تعازي حكومة وشعب السودان في السلطان قابوس رحمه الله، وقال:" نتقدم باسم حكومة وشعب السودان في هذا المصاب الجلل".وأضاف المسؤول السوداني: "عرف الفقيد قائدا عظيما اتسم بالحكمة وسداد الرأي والاعتدال، وكان داعياً إلى الحوار من أجل السلام".
وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وصل في وقت سابق اليوم، إلى العاصمة العمانية "مسقط"، لتقديم واجب العزاء في السلطان قابوس بن سعيد الذي وافته المنية عن عمر ناهز 79 عاما، وذكرت الحكومة البريطانية -في بيان اليوم - أن جونسون سيحضر مراسم العزاء في قصر العلم، إلى جانب أمير ويلز ووزير الدفاع ورئيس أركان الدفاع، ومن المقرر أن يجتمع بسلطان عمان هيثم بن طارق وغيره من كبار المسؤولين.
وكانت صحف الإمارات والسعودية، الصادرة اليوم، اهتمت بوفاة السلطان قابوس بن سعيد الذي فقدت برحيله الأمتان العربية والإسلامية واحدا من القادة والزعماء الذين تميزوا بالحكمة وكان رائداً من رواد النهضة الذين تركوا بصمات خالدة في التاريخ وتركوا لشعوبهم إرثا مليئا بالازدهار والتطور والحكمة والاعتدال، وأكدت الصحف أن اختيار السلطان هيثم بن طارق آل سعيد خلفا للسلطان قابوس، يؤكد رسوخ النظام السياسي الذي كرسه السلطان قابوس وأرسى دعائمه وجعل من انتقال السلطة أمراً سلساً وسهلاً.
وتحت عنوان "المسيرة مستمرة"، كتبت صحيفة "الاتحاد"الإماراتية، "لم تودع سلطنة عُمان وحدها، أمس، قائد نهضتها، بل العالم بأكمله عربياً ودولياً لافتقاده رمز السلام والحكمة، السلطان قابوس بن سعيد"، مضيفة:"الحزن والحداد في بلاد الجار الشقيق، كما هو في ديارنا التي لا تتشارك معها حدود الجغرافيا فحسب، وإنما كل ما هو في مصلحة خير البلدين والشعبين"، موضحة: "رحل قابوس، لكن إرث الدولة العصرية النموذجية المحبة لشعبها، المستمرة في البناء والنهضة باقٍ، نهج الثوابت في التعايش السلمي وحسن الجوار واحترام سيادة الدول وحل الخلافات سلمياً باقٍ، بتأكيد حامل الراية، السلطان هيثم بن طارق بن تيمور".
وفي نفس السياق، ذكرت صحيفة "البيان" - في افتتاحيتها تحت عنوان "قابوس.. سلطان الوفاء" - "قامة تاريخية تترجل اليوم، ورمز كبير يؤلم برحيله قلوب الإماراتيين كما آلم قلوب الأشقاء العُمانيين، فبرحيل السلطان قابوس بن سعيد، قائد نهضة سلطنة عمان، الذي عُرف بحكمته وإخلاصه ومواقفه التاريخية المشرفة في خدمة قضايا وطنه وأمته حتى آخر يوم من حياته، فقدت الأمتان العربية والإسلامية وفقد كل محب لعمان وشعبها رمزاً للوفاء والحكمة والمحبة".
وأضافت الصحيفة، أن الإمارات حملت محبة كبيرة للسلطان قابوس، فقد كان، رفيق درب الشيخ زايد بن سلطان آل نهان، وعملا معاً بإخلاص وتفانٍ في ترسيخ علاقات استثنائية من الأخوة والتعاون والتكامل، حتى باتت الأواصر بين البلدين نموذجاً فريداً في المحبة والعمل المشترك، لتثمر إنجازات كبيرة في نهضة البلدين ورخاء شعبيهما الشقيقين.
"قابوس" لعب دوراً مهماً في ترسيخ دعائم مجلس التعاون الخليجي
من جهتها، قالت صحيفة "الخليج": "إذ تودع سلطنة عُمان الشقيقة السلطان قابوس بن سعيد، وتختار هيثم بن طارق آل سعيد خلفاً له، إنما تؤكد رسوخ النظام السياسي الذي كرّسه السلطان قابوس، وأرسى دعائمه على مدى خمسين عاماً، وجعل من انتقال السلطة أمراً سلساً وسهلاً، بعدما استطاع الانتقال بالسلطنة إلى مرحلة من التطور والحداثة، وتحقيق إنجازات مشهودة على الصعد السياسية والاقتصادية والتنموية والثقافية، وأسس لتجربة ديمقراطية متميزة، تقوم على الانتخابات والاختيار الحر لممثلي الشعب"، موضحة - في افتتاحيتها تحت عنوان "عُمان.. نهج مستمر" - أن السلطان قابوس لعب دوراً مهماً في ترسيخ دعائم مجلس التعاون الخليجي، وفي المحافظة على المجلس بيتاً موحداً للأسرة الخليجية، وحمايته من المخاطر التي عصفت بالمنطقة على مدى العقود الماضية ويحسب له أنه انتهج سياسة محايدة في الإقليم، ترتكز على مبدأ التعايش السلمي، عدم الانخراط في المحاور، المساهمة في تخفيف حدة التوترات، والالتزام بسياسة متوازنة، مكنت السلطنة من القيام بأدوار مهمة في تخفيف التوترات والأزمات الإقليمية أي أنه كان يسير على خط متوازن، جعل منه طرفاً مقبولاً لدى مختلف الأطراف.
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة "عكاظ" السعودية أن سلطنة عمان فقدت برحيل السلطان قابوس بن سعيد، باني نهضتها الحديثة، ورُبّان سياستها الخارجية، ومهندس الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي أدت إلى استقرار السلطنة طوال سنين حكمه الممتد منذ يوليو 1970، موضحة - في افتتاحيتها تحت عنوان "قابوس.. باني نهضة عُمان" - أن السلطان قابوس شق نعيه على العمانيين الذين نقلتهم قيادته إلى مرحلة التحديث، وفتح أبواب التعليم والخدمات الحكومية، وتصدير النفط ،غير أن رحيله كان صادماً أيضاً لقادة وشعوب دول مجلس التعاون الخليجي الذي كان السلطان الراحل أحد مؤسسيه.
وأشارت الصحيفة السعودية، إلى أن السلطان قابوس ظل ينتهج سياسة عدم التدخل، وعرض جهود بلاده للتوسط بين الفرقاء الإقليميين والدوليين، ما أدى في حالات عدة إلى نزع فتيل أزمات هددت أمن المنطقة والعالم.