طفلة تجاوزت العامين بأشهر قليلة، تعانى من التهاب فى الشعب الهوائية، فور تشخيصها بادر الطبيب بسؤال والدتها: هل والدها مدخن؟ فردت على الفور بأنه متوفى، الجواب لمس قلبه وشعر بشفقة تجاه الطفلة، مقرراً رد ثمن الكشف لوالدتها، ورغم محاولات الأم المتكرّرة لتغيير قراره، وتأكيد أنهم ميسورو الحال، كان رده: «أى طفل يتيم مقدّم على الباقين فى العيادة».
"سعيد": اليتيم مقدَّم على باقي الحالات في العيادة
تعامل الدكتور محمد سعيد، ماجستير طب أطفال، مع حالة الطفلة ليس الأول من نوعه منذ أن مارس عمله، فكثيراً ما يتردّد عليه أطفال لهم ظروف مشابهة، وفى كل مرة يصر على موقفه، الذى لم يكن معلَناً فى العيادة، إلى أن قرر أن يكون الأمر معلناً، ووضع نظاماً فى العيادة يستفيد منه أكبر عدد من الأيتام.
«الكشف مجانى لأى طفل يتيم طول ما أنا عايش»، حسب طبيب الأطفال، ومنعاً لأى حرج يمكن أن يشعر به الطفل أو الأم، وضع ما يشبه كلمة السر، بمجرد ذكرها لسكرتارية العيادة، لا يُسدّد ثمن الكشف: «يقول أنا ابن الدكتور محمد سعيد»، لفتة نبيلة، لكنه يراها واجباً وحقاً لليتيم فى عنقه: «معظم الفقراء المستحقين للمساعدة متعفّفون، وأتذكر أماً هاتفتنى وقالت إنها تريد أن تكشف على ابنها، لكن ليس معها ثمن الكشف كاملاً، وحين أبلغت السكرتارية بإعفائها من الدفع، أصرّت على دفع جزء وبكت».
يستقبل «سعيد» مرضاه أسبوعياً فى 3 عيادات «فيصل، الشيخ زايد وشبين الكوم»، آملاً أن يتوجّه أى يتيم إلى المكان الأقرب له، دون الشعور بأدنى حرج.
تعليقات الفيسبوك