جولة فى سور الأزبكية والفجالة، كانت كفيلة برصد كتب وقصص عديدة للأطفال، تحتوى على مضامين متطرفة وجنسية، وعلى أثرها تقدّمت النائبة داليا يوسف بطلب إحاطة إلى لجنة الثقافة والإعلام بالبرلمان، وفتح نقاش انتهى بضرورة عقد جلسات أخرى مع ممثل عن وحدة المصنّفات الفنية بوزارة الداخلية، والهيئة الوطنية للصحافة، ودار المعارف، والمعنيين بأدب الطفل، لبحث الأزمة.
البداية كانت بشكوى سيدتين عن احتواء قصص أطفال على كلمات دموية عنيفة، عبر مواقع التواصل الاجتماعى، دفعت النائبة للتحقق من الأمر: «فوجئت بقصص كارثية تُباع بأسعار زهيدة، وتتناول موضوعات داخل أغلفة جذابة، بداخلها سم قاتل، حيث تحمل بين طياتها تشجيعاً على العنف الوحشى المشبع بالدماء والقتل، وتنمّى فى الأطفال فكرة الإرهاب المقبول، للدفاع عن شىء أو شخص، فضلاً عن القصص التى تروّج للجنس، مثل قصة تحكى عن لصوص تعاملوا مع فتاة بقسوة، وتم قطع إصبعها بعد اغتصابها لسرقة خاتم ذهب»، حسب «داليا».
واستعرضت النائبة بعض الكتب التى تحوى مضامين متطرفة، كما وصفتها، منها قصة قصيرة مصورة للأطفال بعنوان «المختار الثقفى»، صدرت عن دار المحجة البيضاء ببيروت، من وحى ذكرى عاشوراء، تصور منظر القتل من قطع الرؤوس والذبح وقطع الأيدى والحرق، وتُباع ضمن مجموعة قصص دينية عن الأنبياء والصحابة بالألوان والرسوم، وموجّهة خصيصاً للأطفال، كما تضمّ تفاصيل عن الحروب لا يستوعبها الصغار، وصوراً للدماء والأجساد الممزقة والرقاب التى تنزف.
كما اعترضت «داليا» على بعض كتب سلسلة «المكتبة الخضراء للأطفال»، الصادرة عن «دار المعارف»، بزعم أنها تحتوى على محتوى عنيف، ونصوص مرعبة، وتتضمن معلومات جنسية غير مناسبة للأطفال.
من جانبه، نفى سعيد عبده، رئيس مجلس إدارة «دار المعارف»، وجود إصدارات خاصة بالطفل تتبع الدار، بها مضامين متطرفة أو جنسية، مؤكداً أن لجنة النشر تراجع ما يُنشر باستمرار: «لم يحدث ذلك خلال رئاستى لمجلس الإدارة، ويمكن أن يكون الاعتراض على كتاب قديم، لم تتم إعادة طبعه، فيما عدا ذلك، أى كتاب تتم مراجعته جيداً، وإذا تضمن محتوى دينياً، نشترط إجازة الأزهر، ويتم إعداد تقارير دورية بما يجوز نشره وما لا يجوز، وبالتالى لا ناقة ولا جمل لـ(دار المعارف) بما ذكرته النائبة».
وأضاف «عبده» أنه تواصل مع النائبة داليا يوسف، للتعرّف على رأيها فى ما يخص إصدارات «دار المعارف»، كما اتصل بالنائب يوسف القعيد، لبحث الأمر، ولم يرصد أى كتاب عليه علامات استفهام: «أنا رئيس اتحاد الناشرين المصريين، ولن أقبل بأى مضامين سيئة تصل إلى القارئ».
تعليقات الفيسبوك