المنشاوي في بلاط الزعماء.. رفض ساعة السنوسي ونال وساما إندونيسيا
سر الخلاف بين المنشاوي وعبدالناصر: "ناصر أرسل إليّ أسوأ رسله"
الشيخ المنشاوي
صوته العذب عرف طريقه للكثير من عشاقه ومستمعيه، صاحب التلاوات الخاشعة، لتحل الذكرى الـ100 على رحيله، والذي عاش عمرا قصيرا نسبيا بالمقارنة بتأثيره الهائل، ليكون أحد أكثر القراء المحببين للملوك والرؤساء في عصره.
مواقف عديدة جمعت الشيخ المنشاوي، بعدد من الملوك والرؤساء، من بينهم الرئيس جمال عبدالناصر، حيث تعود القصة عندما حمل أحد وزراء الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، رسالة إلى الشيخ محمد صديق المنشاوي، قائلاً: "سيكون لك الشرف الكبير بحضورك حفلاً يحضره الرئيس عبدالناصر"، وكان رد "المنشاوي" قائلاً: "لماذا لا يكون هذا الشرف لعبدالناصر نفسه أن يستمع إلى القرآن بصوت محمد صديق المنشاوي"، معبرًا عن سبب رفضه الدعوة: "لقد أخطأ عبدالناصر حين أرسل إلىّ أسوأ رسله"، والقصة تداولاتها العديد من الصحف.
علاقة طبية جمعت الشيخ المنشاوي بالمللك الليبي محمد إدريس السنوسي، فعندما ذهب الشيخ المنشاوي، إلى ليبيا ليقرأ أمام الملك السنوسي في الستينيات، وكان "السنوسي" يملك ساعة يد قد صنعت من أجله خصيصا ولا يوجد منها في العالم إلا واحدة فقط، وكانت أغلى شيء يقتنيه، وحينما شرع الشيخ المنشاوي في التلاوة وأبكي الجميع حتى الملك نفسه، طلب من الشيخ أن يتوقف، ثم قام وخلع ساعته أمام الجميع وأعطاها للشيخ، فقال له الشيخ: لا فأنا أعلم أن هذه الساعة هي أغلى شيء تقتنيه وتحبه، فقال له الملك: كيف لا أعطيها لك وأنت الذي دخلت قلبي دون أن تستأذن، ثم أعطاها له، وفقا لكتاب سفراء القرآن.
كذلك كان على علاقة طبية مع رئيس إندونيسيا أحمد سوكارنو، الذي توفي قبل الشيخ المنشاوي بعامين، حيث كان يدعوه لقراءة القرآن في إندونيسيا بصفة مستمرة، كذلك منحه وساما رفيعا في منتصف الخمسينيات، لإتقانه في تلاوة القرآن، حسب كتاب "آلحان السماء"، الجزء الأول.
في حقبة الأربعينيات؛ طلب الملك فاروق من الشيخ محمد صديق المنشاوي، أن يكون قارئًا بالقصر الملكي.. فاشترط على الملك أن تغلق المقاهي، وتتوقف عن تقديم المشروبات، اعتبارًا من الساعة الثامنة مساءً وقت إذاعة القرآن الكريم، والذي كانت تنقله الإذاعة من القصر الملكي، قائلاً للملك: إن للقرآن جلاله فهو كلام الله، ولا يجب أن ينشغل الناس عنه وقت تلاوته بالسؤال عن المشروبات ولهو الحديث.
وبحسب كتاب أعلام الصعيد في القرن العشرين، لمحمد عبدالشافي القوصى، قال الملك: ذلك يعني أن نكلف حارسًا على كل مقهى! وهذا أمر يتعذر علينا. فقال الشيخ: كذلك؛ فهذا أمر يتعذر علينا أيضًا. وتلا قوله تعالى: "وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون".